مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثقراءة في كتاب

فتاوى أبي عمران الفاسي تـ430هـ

يندرج كتاب «فتاوى الشيخ أبي عمران الفاسي» ضمن كتب النوازل والفتاوى والأجوبة الفقهية؛ للفقيه الإمام العلاَّمة أبي عمران موسى بن عيسى بن أبي حاجالزَّناتي، الفاسيُّ القيرواني(ت430هـ).

ولقد كانت فتاوى وأجوبة هذا الإمام الفذ، متناثرة في جملة من المصادر الفقهية المالكية، واعتباراً لقيمتها ومكانة صاحبها؛ تصدّى الدكتور محمد البركة لجمعها وتوثيقها في سِفْرٍ مفرد، ومن المصادر التي اعتمد عليها في استخراج فتاوى هذا الإمام كتاب مذاهب الحكام في نوازل الأحكام للقاضي عياض (ت544هـ)، وكتاب الذخيرة للقرافي (ت684هـ)، وكتاب معين الحكام على القضايا والأحكام لأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرفيع (ت733هـ)، وفتاوى البرزلي (ت842هـ)، وكتاب المعيار للونشريسي (ت914هـ)، وغيرها، وبلغ عدد الفتاوى المجموعة (195) فتوى.

وبالتالي فهذا الكتاب يضم الأجوبة التي أجاب بها أبو عمران الفاسي القيرواني على المسائل التي طُرحت عليه، فانفتاح الرجل على الناس الخاص منهم والجمهور، ومعرفته بأحوالهم وظروفهم الخاصة منها والمشهور، جعلته مجتهد الرأي في فتاويه مصيباً في المنظور، فكانت أجوبته اطمئنانا لما يشغلهم من الأمور التي يطلعون على أحكامها.

وقد جاءت فتاوى أبو عمران الفاسي ـ رحمه الله ـ موزعة بين جانب العبادات (الطهارة، الصلاة، الصيام، الزكاة…)، والمعاملات اليومية (النكاح، الطلاق، البيوع، الغَصْب، الشهادات، الحدود…)، بالإضافة إلى بعض الفتاوى في الجانب العقدي تتعلق بالإيمان والكفر، وأخرى في الجانب السياسي تتعلق بالدعاء للسلطان والأمير، في أسلوب محكم ومتين، خالٍ من التعقيد، يفهمه المسلم المختص وغيره، وكان من منهج الفقيه التعرض لذكر أقوال العلماء واختلافهم في المسألة.

ويظهر لمتصفح الكتاب اختلاف أجوبة أبي عمران على ما يَرِد عليه من مسائل بين الاختصار في الغالب، والطول أحياناً، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الأجوبة المختصرة تكون مشافهةً، يرجو منها صاحبها الحكم بالإباحة أو التّحريم، وأما الأجوبة المفصلة فالغالب أن طلب التفصيل فيها يكون بدافع عاملين اثنين هما: إما أن الجواب يكون كتابةً بخط يديه مما يقتضي التبيين والشرح، أو أن الجواب يخصّ فقيهاً يحتاج إلى الدليل أكثر من حاجته إلى الجواب.

وهناك بعض الأجوبة التي اقتضت منه الدخول في حوار مع المستفتي طلباً لتوضيح النازلة من جهة، وسعياً لإقناع صاحبها بالحكم المناسب لها من جهة أخرى.

ويستدل في أجوبته بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أعلام المالكية المتقدمين؛ وعلى رأسهم إمام المذهب مالك بن أنس (ت179هـ)، وعثمان بن عيسى بن كِنَانة (ت186هـ)، وعبد الرحمن بن القاسم (ت191هـ)، وأشهب بن عبد العزيز (ت204هـ)، وغيرهم.

واعتمد الإمام أبو عمران الفاسي في فتاويه على جملة من المصادر؛ منها كتاب المدونة لابن القاسم (ت191هـ)، ومنتخب الأحكام لمحمد بن يحيى بن لبابة البربري (ت330هـ).

طُبعت فتاوى أبي عمران الفاسي عن أفريقيا الشرق ـ المغرب، سنة 2010م، جمع وتقديم الدكتور محمد البركة.

عنوان الكتاب: فتاوى أبي عمران الفاسي.

مصادر ترجمة أبي عمران الفاسي: ترتيب المدارك للقاضي عياض: (7/243)، الصلة لابن بشكوال: (2/577)، بغية الملتمس للضبي: (2/606)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (17/545)،الديباج المذهب لابن فرحون: (2/337)، جذوة الاقتباس للمكناسي: (1/344)، فهرس الفهارس للكتاني: (1/159).

قال القاضي عياض في ترتيب المدارك: (7/245): «وطارت فتاويه ـ أي أبي عمران ـ في المشرق والمغرب، واعتنى الناس بقوله».

بيانات النشر: حمع وتقديم: الدكتور محمد البركة، نشر: أفريقيا الشرق ـ المغرب، سنة 2010م.

تحميل الكتاب

إعداد: ذة. نجاة زنيزن.

Science

ذة. نجاة زنيزن

باحثة بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء -ملحقة الدار البيضاء- منذ 2012م إلى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق