فاس تستعد للاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيسها
فاس تستعد للاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيسها
مدينة فاس تجسيد للتناغم بين الأصل الأمازيغي والإسهام العربي الإسلامي
تستعد فاس، العاصمة الروحية والعلمية للمملكة المغربية، احتضان الانطلاق الرسمي للاحتفالات المخلدة للذكرى ال1200 لتأسيسها، وذلك يوم خامس أبريل المقبل من خلال تنظيم حفل موسيقي ضخم بساحة أبي الجنود بحضور مدعويين وطنيين وأجانب.
وأكد سعد الكتاني، المندوب السامي لجمعية الذكرى 1200 لتأسيس مدينة فاس، خلال ندوة صحفية نظمت يوم الاثنين (24 مارس 2008) بفاس، أن "إشارة انطلاق الاحتفالات المخلدة لمرور "12 قرنا في حياة مملكة" ستكون يوم خامس أبريل المقبل من خلال تنظيم عرض موسيقي ضخم، "صوت وصورة"، يرسم مسار 12 قرنا من تاريخ المغرب".
وأشار الكتاني، بعد تقديمه للخطوط العريضة لبرنامج الجمعية، التي يقدر غلافها المالي بـ 350 مليون درهم، إلى أن هذا التخليد يعد ثمرة عدة أشهر من العمل قامت به مجموعة متعددة الاختصاصات عبر إعداد أنشطة غنية ومتنوعة.
كما أشار إلى أن سنة 2008 تسجل مرور 12 عشر قرنا على تأسيس مدينة فاس من طرف المولى إدريس الثاني الذي اختارها عاصمة للمملكة، مبرزا أن "هذه اللحظة المتميزة في تاريخنا الوطني تكرس بداية تمازج متناغم بين الأصل الأمازيغي والإسهام العربي الإسلامي الذي سيغدو طوال التاريخ اللاحق للمغرب أساسا للهوية الوطنية".
وقال إن "الاحتفاء بهذا الحدث الفريد الذي يمثل الذكرى الألف ومائتين لتأسيس مدينة فاس، والذي يمتاز بحمولته التاريخية والرمزية، يعد احتفاء بتاريخ المغرب بكل غناه وتنوعه"...
وحول تأسيس مدينة فاس التي تشكل منعطفا في تاريخ المغرب، قال الكتاني إنه سيتم تنظيم ندوات موضوعاتية حول موضوع "12 قرنا في حياة مملكة" منها: "فاس أول عاصمة لمغرب الجهات"، و"إسلام روحاني ومتسامح"، و"القرويين والعلوم الدينية"، و"تاريخ بصيغة المؤنث"، و"التقائية إثنية"، و"ملتقى المعارف العلمية والمهارات الشعبية".
وأكد الكتاني أن المضامين التاريخية لهذا الحدث ترتكز على التعريف بالقيم الأساسية للتسامح والانفتاح والإبداع والحداثة.
وأشار إلى أن الجمعية أعدت برنامجا يضم 12 حدثا هاما سينظم في فاس وفي المدن التاريخية الثلاث (مراكش، مكناس والرباط) والتي تتمحور على الخصوص حول مساهمة المرأة في تاريخ المغرب، وقوافل التاريخ، وحفلات خاصة بموسيقى المغرب ومحاضرات حول الروحانية.
ويرتكز تصور التظاهرات المقترحة من طرف الجمعية على أربعة مبادئ تهم تخليد الذاكرة والتاريخ بشكل جماعي، وتقاسم رؤية التاريخ بكل تنوعها الثقافي وغناها الإبداعي والتي توجه المغرب نحو طريق الانفتاح على المستقبل. (و م ع، بتصرف).