الرابطة المحمدية للعلماء

عندما يُصبح الآخر موضوعا للتفكير ومصدرا للإلهام

ندوة حول “الإبداع والغيرية” في إطار المهرجان الثقافي للريش

شكل موضوع “الإبداع والغيرية”، محور ندوة نظمت أول أمس الأحد بالريش، في إطار الدورة الأولى لمهرجانها الثقافي، بحضور عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين، حيث اعتبر الأستاذ الجامعي عبد الكبير جورجي في مداخلة له حول مفهوم “الغيرية” على أنها مفهوم ينتمي لحقل فكري واسع، يشمل الفلسفة والقانون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، معتبرا أن مفهوم الغيرية يتعلق بالآخر أو يعترف به، رغم الاختلاف معه الذي قد يكون ثقافيا أو دينيا، وهو بالتالي يعارض أي رفض غير مبرر أو صورة جاهزة عن الآخر قبل التعرف عليه.

ومن جانبه، أكد الباحث مولاي حسن الأمراني بنيعيش، أن الإيمان بمفهوم الغيرية يمكن من تجنب الصور النمطية والجاهزة والأحكام المسبقة والآراء الاعتباطية حول الآخر، حيث يفترض أن يتم التعرف على الآخر ومحاولة فهمه ثم تقبله كما هو، وليس كما يجب أن يكون، مضيفا أنه في عالم الإبداع حرص عدد من رواد الفكر والأدب على تقديم أعمال مكنت من مد جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب، كأعمال دوستويفسكي وغابرييل غارسيا ماركيز وابن خلدون.

كما تطرق الشاعر محمد أجوجيل، للصراع بين هوية الأنا وصورة الآخر في فترة الاستعمار من خلال استحضار ثنائية: الأبيض /الأسود، والمستعمر /المستعمر، والمتحضر /الهمجي، والمتقدم /المتخلف، مبرزا أن الأعمال التي كتبت باللغة الفرنسية في تلك الفترة كأعمال أحمد الصفريوي ومولود فرعون وادريس الشرايبي كانت بمثابة تعبير عن رغبة في تحديد الهوية من خلال سير ذاتية تحاول طرح سؤال (من أنا) وأن تجيب عليه، معربا عن أسفه لكون هذه المؤلفات لم تلقى صدى كبيرا سواء من لدن الفرنسيين أو المغاربة.

ومن جهته، قدّم الشاعر والمترجم علي إيكن مداخلته باللغة الأمازيغية تطرقت إلى التعريف الفلسفي للغيرية على أساس أن هذا المفهوم يعني بالدرجة الأولى تقبل الآخر، كما حاول رصد العلاقة بين الأنا والآخر من خلال استعانته بنص شعري، موضحا أن الآخر يبقى حاضرا في جميع النصوص والأعمال الإبداعية.

كما تطرق أساتذة وباحثون آخرون شاركوا في هذا اللقاء إلى مفهوم الغيرية، الذي يبقى حاضرا بقوة في العديد من الأعمال الأدبية التي جعلت من الآخر موضوع تفكير وتأمل ومحور اهتمام ومصدر إلهام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق