مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةأعلام

علي بن ميمون الغمـاري (أبو الحسن): 854 – 917هـ/ 1450 – 1511م

 

إسمه ونسبه ونشأته[1]:
 أثبت علي بن ميمون اسمه ونسبه في «رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن»، فهو كمـا ذكر: «على بن ميمون بن أبي بكر بن علي بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف ابن إسحاق بن أبي بكر بن عطاء الله بن سليمـان بن يحيى ابن نصر بن  يوسـف بن عبد الحميد ابن يلتين بن وازروف ابن واشكور بن عرب بن هلال بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد اللـه بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الهاشمي القريشي الغمـاري»[2].
ولد رحمه الله سنة(854هـ) أي في منتصف القرن التاسع الهجري، بقبيلة بني بوزرة إحدى القبائل الغمـارية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بشمـال المغرب، «والمعلومـات عن حياته الأولى ضئيلة، بل تكاد تكون منعدمة، لكنه ظهر على مسرح الأحداث في عهد أبي الحسن على بن راشد الأكبر أمير شفشاون الذي تولى له القضاء على المدينة الراشدية، وإن كان قبل ذلك يرأس فرقة المجاهدين على الشواطئ الغمـارية حمـاية لها من المهاجمين الإسبان والبرتغال»[3].
أمـا عن نشأته وطلبه للعلم فقد تحدث عن ذلك أيضا في الرسالة المذكورة آنفا إذ يقول: «وذلك أنّ من أعظم نعم الله علي أن علمني كتابه العزيز قبل البلوغ، وقرأت في ذلك الزمـان نظم الشيخ الخراز رحمه الله في رسم القرآن وضبطه حفظا، وحفظت نظم الشيخ أبي الحسن على بن برّي في قراءة ورش وقالون على الإمـام نافع رضي الله عنه، وحفظنا الأجرومية في النحو، وحفظت نظم الشيخ أبي مقرع  في معرفة حساب السنة وغيره، كمـا هو معلوم هذه الأشياء، وكلها حفظتها كأم القرآن في ذلــك الزمـان وصورتها على الشيخ، ثم بعد البلوغ من علي بحفظ رسالة الشيخ أبي محمد بن أبي زيد القيرواني رحمه الله وصورتها على الشيخ، ثم قرأت نظم الشيخ أبي إسحاق التلمساني في الفرائض وحفظته وصورته على الشيخ، واشتغلت بمبادئ علم الحساب والفرائض حتى حصلت على معرفة المناسخات وقسيمــة التركات والإقرار والإنكار والوصيات والتدبير والصلح ومسائل الخنثى وسائر أبواب فقـه الحساب والفرائض وكنت أحفظ هذه الكتب المذكورة كلها كأم القرآن شكرا لله وأنا ابن عشرين سنة، ولم أزل ببلاد غمـارة التي نشأت فيها ولم أدخل مدينة قط، بل في قبائل غمـارة عمرها الله»[4].
وبعد هذا التحصيل طمح ابن ميمون الغمـاري إلى زيادة التحقيق في مـا حصّله من علوم، فانتقل إلى مدينة فاس عاصمة العلم والعلمـاء لإتمـام دراسته بها، ليعود بعدها إلى الديار «و بعد عودته من هذه الجولة الدراسية الأولى، ولي قضاء مدينة شفشاون أيام أميرها علي بن راشد، إلا أنه غادر المدينة ومنصبه متوجها نحو فاس للمرة الثانية، ومكث بها أربعة عشرة سنة، و درس على أكبر شيوخها وعلمـائها في ذلك الوقت.
وكانت هذه المدة الطويلة التي مكثها علي بن ميمون بفاس كافية لدفعه إلى التعلقبها وبعلمـائها، وبنظام التعليم فيها، وبطريقة تدريس شيوخها.. وتأثر بكل هذا، فانسجم انسجامـا كليا مع الجو العلمي بفاس في ذلك الوقت»[5].
ثم ترك رحمه الله مدينة فاس ليبحث عن الزاد الروحي ويصحب مشايخ الصوفية.
قال الشيخ موسى الكناوي عنه: وسكن مدينة فاس، واشتغل بالعلم، ودرس، ثم تولى القضاء، ثم ترك ذلك ولازم الغزو على السواحل، وكان رأس العسكر، ثم ترك ذلك أيضاً، وصحب مشايخ الصوفية، ومنهم الشيخ عرفة القيرواني، فأرسله الشيخ عرفة إلى أبي العباس أحمد التوزي الدباسي، ويقال: التّباسي – بالتاء – ومن عنده توجه إلى المشرق.
وقال في الشقائق النعمـانية: إنه دخل القاهرة، وحج منها، ثم دخل البلاد الشامية، وربى كثيراً من الناس، ثم توطن بمدينة بروسا، ثم رجع البلاد الشامية، وتوفي بها[6].
قال عمر الجيدي رحمه الله: «ولكن ابن ميمون يصرح في كتابه «بيان غربة الإسلام، ص: 9» أنه لم يدخل مصر قط، ولا أدري مستند ابن العمـاد فيمـا نقل، المهم أن ابن ميمون وصل إلى بلاد الشام سنة (904هـ)»[7].
إذن من الشام رحل إلى بلاد الروم، ليعود بعدها إلى حمـاة، قال النجم الغزي: «فإن سيدي علي بن ميمون لم يشتهر في بلاد العرب بالعلم والمشيخة والإرشاد إلا بعد رجوعه من الروم إلى حمـاة سنة إحدى عشرة، ومكث بها مدة طويلة، ثم قدم منها إلى دمشق في سابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وتسعمـائة، كمـا ذكره سيدي محمد بن عراق في سفينته»[8].
قال ابن عراق: وأقام – يعني شيخه ابن ميمون – في قدمته هذه ثلاث سنوات، وخمسة أشهر، وأربعة عشر يومـا يربي ويرشد ويسلك ويدعو إلى الله تعالى على بصيرة. قال: واجتمع عليه الجم الغفير[9]. 
شيوخه:
أخذ علي بن ميمون العلوم الأولية ببني بورزة مسقط رأسه، ثم انتقل للأخذ عن علمـاء القرويين في ذلك الوقت، حيث « أخذ عن علمـائها ولقي مشايخها وظهر في فنون كثيرة من العلوم مثل الفقه واللغة العربية وغير ذلك من فنون العلم حسبمـا بينه هو في رسالته التي بعث بها إلى أبناء مشايخه من علمـاء فاس، منهم أبو محمد عبد الواحد أحمد الونشريسي، وأبو محمد عبد الوهاب الزقاق وغيرهمـا»[10].
ولا شك أنه لمـا انتقل في رحلته إلى دمشق الشام وغيرها من البلدان أخذ عن علمـائها أيضا ممن التقى بهم، ونذكر منهم جد ابن عراق تلميذه، حيث ذكر ابن عراق أنه : «كان ممن اصطحب به شيخ الإسلام الجد – رضي الله تعالى عنه – وكان يحضر سيدي علي بن ميمون دروسه ومجالسه، فكان الجد – رضي الله تعالى عنه – يقول لابن ميمون حين يحضر عنده: يا سيدي علي، أمسك لي قلبي، أمسك لي قلبي»[11].
أمـا في العلوم الباطنة فـ«كان شيخه في تلقين الذكر ولبس الخرقة سيدي أبا العباس أحمد بن محمد التونسي المشهور بالتباسي – بفتح المثناة الفوقية وتشديد الموحدة- وكان شيخ شيخه هذا سيدي أبا العباس أحمد بن مخلوف الشابي- بالمعجمة الموحدة- الهذلي القيرواني والد سيدي عرفة»[12] وسيدي عرفة هذا هو الذي دل وأرسل الشيخ علي بن ميمون إلى الشيخ أبي العباس.
تلاميذه:
لمـا استقر بعلي بن ميمون المقام بالشام أخذ عنه خلق كثير لا يحصى عددهم طريق التربية والسلوك، ونذكر من أشهرهم الشيخ:
– علي بن عطية بن الحسن بن محمد بن الحداد علوان الحموي (873هـ-936هـ): الشيخ الإمـام العلامة، القرم الهمـام الفهامة، شيخ الفقهاء والأصوليين، وأستاذ الأولياء والعارفين، الشيخ علوان الهيتي الشافعي، الحموي، الصوفي، الشاذلي…، أخذ طريقة التصوف على السيد الشريف أبي الحسن علي بن ميمون المغربي[13] ، حيث كان اجتمـاعه به في نهار السبت ثامن عشر شوال سنة أربع وعشرين المذكورة عند توجهه إلى مكة المشرفة في مدرسة تنم بمحلة ميدان الحصا، وأنه قرأ عليه خاتمة التصوف للشيخ تاج الدين السبكي من جمع الجوامع، واستجازه وأجازه[14].
– محمد بن عراق (تـ933هـ): وهو محمد بن علي بن عبد الرحمن، الشيخ الإمـام، العارف بالله تعالى، المجمع على ولايته وجلالته، القطب الرباني، والغوث الصمداني، الأستاذ أبو علي شمس الدين بن عراق الدمشقي، نزيل المدينة المنورة، وأحد أصحاب سيدي علي بن ميمون… اتصل بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ علي بن ميمون المغربي، واشتغل بالرياضة عنده[15].
– الكيزواني: علي بن أحمد بن محمد، الشيخ العابد، الزاهد، المسلك العارف بالله تعالى أبو الحسن الكيزواني، الحموي، الصوفي، الشاذلي، وهو منسوب إلى كازوا، وقياس النسبة الكازواني، وهو اشتهر بالكيزواني، وكان يقول: أنا الكيزواني ،كان له اطلاع على الخواطر، وله تآليف لطيفة في علوم القوم منها كتاب سمـاه “زاد المساكين” ونقل ابن الحنبلي في تاريخه عن تاريخ جار الله بن فهد المكي أن الكيزواني ولد تقريباً في عاشر رجب سنة ثمـان وثمـانين وثمـانمـائة، وأنه توجه صحبة الشيخ علوان حموي إلى بروسا من بلاد الروم سنة ثمـان وتسعمـائة، وأقام في صحبته عند سيدي علي بن ميمون نحو شهرين، وعاد في صحبته إلى صالحية دمشق، وأنه لازم سيدي علي بن ميمون، وانتفع به، وتهذب بأخلاقه، وذكر صاحب الشقائق النعمـانية: أنه سافر مع سيدي علي بن ميمون في نواحي حمـاة[16].
– ومنهم العالم العارف بالله تعالى الشهير بابن صوفي واسمه عبد الرحمن كان أولا من طلبة العلم الشريف وكان يقرأ على المولى موسى جلبي ابن المولى الفاضل أفضل زاده وكان المولى المذكور وقتئذ مدرسا بإحدى المدارس الثمـان، ثم ترك المولى عبد الرحمن طريقة تحصيل العلم والتحق بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى السيد علي ابن ميمون المغربي وأكمل عنده الطريقة في أقرب مدة[17] .
قال ابن عراق: وأقام – يعني شيخه ابن ميمون – في قدمته هذه ثلاث سنوات، وخمسة أشهر، وأربعة عشر يومـا يربي ويرشد ويسلك ويدعو إلى الله تعالى على بصيرة. قال: واجتمع عليه الجم الغفير. قال: وكنت حينئذ متجرداً معي جمـاعة ممن أصلحهم عشرة سيدي الشيخ، عبد النبي مفتي المـالكية، وسيدي محمد بن رمضان مفتي الحنفية، وسيدي أحمد بن سلطان كذلك، وسيدي عبد الرحمن الحموري مفتي الشافعية، وسيدي إسمـاعيل الدنابي خطيب جامع الحنابلة، وأبو عبد الرحمن قيم الجامع، وسيدي عيسى القباقبي.[18]
مصنفاته:
وله من المؤلفات[19]:
1. “شرح الأجرومية على طريقة الصوفية”.
2. وكتاب “غربة الإسلام، في مصر والشام، ومـا والاهمـا من بلاد الروم والأعجام”[20]، قال ابن عسكر: انتصر فيه لإحياء السنة وإمـاتة البدعة، وكشف أحوال المبتدعين من المصنفين وبيّن التربية النبوية[21].
3. ورسائل عدة منها:
4. “بيان فضل خيار الناس، والكشف عن مكر الوسواس”. 
5. “رسالة الإخوان، من أهل الفقه وحملة القرآن”[22].
6. “كشف الإفادة، في حق السيادة”.
7. “الرسالة المجازة في معرفة الإجازة”، توجد منها نسخة مخطوطة مصورة في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم ” 14142 “.،  وقد نشرها مع التقديم لها محمد الفاسي في مجلة “الرسالة المغربية” السنة الأولى، العدد 11 ، عام 1362 هـ/1943م[23].
8. “مواهب الرحمن، وكشف عورات الشيطان”.
9. ” تذكرة السالكين “
10. “بيان الفرائض الشرعية” شرحه الرجراجي الجزولي الرسموكي: فقيه مـالكي، له علم بالنحو والحساب، من أهل تمنارت في كتاب، “شرح فرائض ابن ميمون”[24].
11. “تذكرة المريد المنيب، بأخلاق أصحاب الحبيب”.
12. رسالة لطيفة سمـاها: “تنزيه الصديق، عن وصف الزنديق”، ترجم فيها الشيخ محيي الدين بن العربي، قال ابن ميمون فيمـا نقله صاحب الكواكب السائرة: «…فدخلت برصة غرة المحرم سنة خمس وتسعين، فلمـا كان تسع وتسعمـائة خطر بنا إلى تقييد بعض كلمـات في إظهار شيء من محمود صفاته، ثم ذكر – رحمه الله تعالى – ترجمة الشيخ ابن العربي – رضي الله تعالى»[25].
13. رسالة “كشف الإفادة، في حسن السيادة “.
وغيرها من الرسائل منها مـا حقق، ومنها مـا زال حبيس الخزائن العامة والخاصة.
مكانته:
لقد صنف وارث سر علي بن ميمون الشيخ علي بن عطية علوان كتابا يشتمل على محاسنة، ومناقبه، وعجائبه، وغرائبه، وسمـاه: (بمجلي الحزن عن المحزون في مناقب السيد الشريف أبي الحسن ابن ميمون)، قال عنه صاحب در الحبب: «وأنا إلى الآن لم أقف على هذا الكتاب، ومـا فيه من نفيس الخطاب لننقل من كلام السيد الشريف مـا هو جدير بالتشريف، ممـا هو مرقوم فيه، مطوي بين قوادمه وخوافيه»[26].
حلاه الشيخ النّجم الغزّي بقوله: «الشيخ المرشد المربي القدوة الحجة ولي الله تعالى العارف به، السيد الشريف الحسيب النسيب»[27]، وقال عنه أيضا: «وشاع ذكره وبعد صيته، وصار كلامه مسموعاً عند الأمراء»[28].
قال ابن عسكر -رحمه الله- عنه في دوحة الناشر: «الشيخ المشهور صدر الصدور، والقدوة الذي لم يأت يبمثله الدهور، وارث المقام النبوي، ولي الله تعالى أبو الحسن علي بن ميمون الشريف الحسني….وله رضي الله عنه كرامـات لا تحصى، من أعظمها صولة علومه في المشارق والمغارب، وإجمـاع فحول العلمـاء ومشايخ الأولياء على علومه وولايته، وأنه ممن أحيلا الله به هذا الدين الحنفي»[29].
وقال الزركلي في ترجمته: « وكان شديد الإنكار على علمـاء عصره  ولا سيمـا المتصوفة، على أنه من كبارهم، وإنمـا كان يدعوهم إلى التزام السنة، والتقيد بروح الدين»[30].
وحلاه من المعاصرين محمد حجي في كتابه “الحركة الفكرية في عهد السعديين” بقوله: «عالم مشارك وصوفي مصلح، نشر علمه بشفشاون مدة قبل أن ينتقل إلى المشرق ويستقر بدمشق الشام، وألف كتبا كثيرة امتازت بالأصالة والدقة الملاحظة والصلابة في الحق»[31].
وقال عنه عمر الجيدي: « علي بن ميمون الغمـاري أحد المغاربة الذين عملوا على تحقيق التواصل العلمي والثقافي بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه: تأليفا وتدريسا، وهو ثالث الغمـاريين الذين أنشأوا مدرســـة للتصوف السني في المشرق،  وعملوا على نشرها هناك، وأصبح لها أتباع وأنصار ومريدون…فإلـى جانب أبي الحسن الشاذلي، وعبد الرحيم القنائي الترغي يذكر علي بن ميمون كثالث الثلاثة الذيــن طبعوا عصرهم بطابع خاص.»[32].
وفاته:
وتوفي رحمه الله في مجدل معوش (من قرى لبنان) ليلة الاثنين حادي عشر جمـادى الآخرة، سنة سبع عشرة وتسعمـائة، ودفن بها في أرض موات بشاهق جبل حسبمـا أوصى به، وقبره هنالك مزارة عظيمة رحمه الله تعالى. 
أعده الباحث: د. يوسف الحزيمري
الهوامش:
1. ترجمته في كتابيه: رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن، والرسالة المجازة في معرفة الإجازة، وعند العربي الفاسي، مرآة:13، وحاجي خليفة: كشف الظنون: (1/843) ونجم الدين الغزي، الكواكب السائرة: (1/271-278)، وطاش كبرى زاده، الشقائق النعمـانية: (1/540-541)، وخير الدين الزركلي، الأعلام: (5/180) ، وكارل بروكلمـان، ذيل: (2/124)، وابن عسكر، دوحة الناشر: (ص:28)، وابن الحنبلي، در الحبب في تاريخ أعيان حلب: (1/951)و أحمد الوارث، من نمـاذج التواصل بين المغرب والمشرق (الطريقة الميمونية) آفاق الثقافة و التراث  شوال 1423 – العدد 4: (ص:17-30).
2. نقلا عن مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية، العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988م.
3. مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي.
4. نقلا عن مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية، العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988م.
5. مقال: أبو الحسن علي بن ميمون، عبد القادر العافية: مجلة دعوة الحق المغربية، العدد: 8، السنة 16، شوال1394هـ نوفمبر1974م.
6. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 170)
7. مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية،  العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988 
8. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 172)
9. نفسه، (ص:172)
10. دوحة الناشر لابن عسكر، (ص:28)
11. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 173)
12. در الحبب، (1/952)
13. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 317)
14.  نفسه، (ص: 317).
15. نفسه، (ص: 33)
16. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 315)
17. الشقائق النعمـانية، العقد المنظوم (ص: 213)
18. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 172)
19. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 171)، الأعلام للزركلي (4/ 258)، والعقيدة الميمونية، تقديم وتحقيق الدكتورة حكيمة شامي، مقال منشور بمجلة “الإبانة” مجلة علمية سنوية تصدر عن مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلمـاء، العدد:الأول، رجب 1434هـ/يونيو 2013م، (ص:245-262)
20. طبع في دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ بتحقيق د . حكيمة شام
21. دوحة الناشر لابن عسكر، (ص:29)
22. صدرت عن دار الكتب العلمية، بترجمة وتحقيق د. خالد زهري، لسنة 2002م.
23. انظر: المصادر المغربية للعقيدة الأشعرية على عهد الدولة الوطاسية، خالد زهري، مجلة التاريخ العربي: (ص:205)
24. الأعلام للزركلي (4/ 258)
25. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 171)
26. در الحبب (1/955)
27. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 170)
28. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 173)
29. دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر،محمد بن  عسكر الشفشاوني، تحقيق: محمد حجي، طبعة ثانية مصورة بالأوفيسط، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر (1)، الرباط 1397هـ/1977م، (ص:28-29)
30. الأعلام للزركلي (5/ 27)
31. الحركة الفكرية في عهد السعديين، محمد حجي، (2/422)
32. مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية،  العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988

إسمه ونسبه ونشأته[1]:

 أثبت علي بن ميمون اسمه ونسبه في «رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن»، فهو كمـا ذكر: «على بن ميمون بن أبي بكر بن علي بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف ابن إسحاق بن أبي بكر بن عطاء الله بن سليمـان بن يحيى ابن نصر بن  يوسـف بن عبد الحميد ابن يلتين بن وازروف ابن واشكور بن عرب بن هلال بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد اللـه بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الهاشمي القريشي الغمـاري»[2].

ولد رحمه الله سنة(854هـ) أي في منتصف القرن التاسع الهجري، بقبيلة بني بوزرة إحدى القبائل الغمـارية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بشمـال المغرب، «والمعلومـات عن حياته الأولى ضئيلة، بل تكاد تكون منعدمة، لكنه ظهر على مسرح الأحداث في عهد أبي الحسن على بن راشد الأكبر أمير شفشاون الذي تولى له القضاء على المدينة الراشدية، وإن كان قبل ذلك يرأس فرقة المجاهدين على الشواطئ الغمـارية حمـاية لها من المهاجمين الإسبان والبرتغال»[3].

أمـا عن نشأته وطلبه للعلم فقد تحدث عن ذلك أيضا في الرسالة المذكورة آنفا إذ يقول: «وذلك أنّ من أعظم نعم الله علي أن علمني كتابه العزيز قبل البلوغ، وقرأت في ذلك الزمـان نظم الشيخ الخراز رحمه الله في رسم القرآن وضبطه حفظا، وحفظت نظم الشيخ أبي الحسن على بن برّي في قراءة ورش وقالون على الإمـام نافع رضي الله عنه، وحفظنا الأجرومية في النحو، وحفظت نظم الشيخ أبي مقرع  في معرفة حساب السنة وغيره، كمـا هو معلوم هذه الأشياء، وكلها حفظتها كأم القرآن في ذلــك الزمـان وصورتها على الشيخ، ثم بعد البلوغ من علي بحفظ رسالة الشيخ أبي محمد بن أبي زيد القيرواني رحمه الله وصورتها على الشيخ، ثم قرأت نظم الشيخ أبي إسحاق التلمساني في الفرائض وحفظته وصورته على الشيخ، واشتغلت بمبادئ علم الحساب والفرائض حتى حصلت على معرفة المناسخات وقسيمــة التركات والإقرار والإنكار والوصيات والتدبير والصلح ومسائل الخنثى وسائر أبواب فقـه الحساب والفرائض وكنت أحفظ هذه الكتب المذكورة كلها كأم القرآن شكرا لله وأنا ابن عشرين سنة، ولم أزل ببلاد غمـارة التي نشأت فيها ولم أدخل مدينة قط، بل في قبائل غمـارة عمرها الله»[4].

وبعد هذا التحصيل طمح ابن ميمون الغمـاري إلى زيادة التحقيق في مـا حصّله من علوم، فانتقل إلى مدينة فاس عاصمة العلم والعلمـاء لإتمـام دراسته بها، ليعود بعدها إلى الديار «و بعد عودته من هذه الجولة الدراسية الأولى، ولي قضاء مدينة شفشاون أيام أميرها علي بن راشد، إلا أنه غادر المدينة ومنصبه متوجها نحو فاس للمرة الثانية، ومكث بها أربعة عشرة سنة، و درس على أكبر شيوخها وعلمـائها في ذلك الوقت.

وكانت هذه المدة الطويلة التي مكثها علي بن ميمون بفاس كافية لدفعه إلى التعلقبها وبعلمـائها، وبنظام التعليم فيها، وبطريقة تدريس شيوخها.. وتأثر بكل هذا، فانسجم انسجامـا كليا مع الجو العلمي بفاس في ذلك الوقت»[5].

ثم ترك رحمه الله مدينة فاس ليبحث عن الزاد الروحي ويصحب مشايخ الصوفية.

قال الشيخ موسى الكناوي عنه: وسكن مدينة فاس، واشتغل بالعلم، ودرس، ثم تولى القضاء، ثم ترك ذلك ولازم الغزو على السواحل، وكان رأس العسكر، ثم ترك ذلك أيضاً، وصحب مشايخ الصوفية، ومنهم الشيخ عرفة القيرواني، فأرسله الشيخ عرفة إلى أبي العباس أحمد التوزي الدباسي، ويقال: التّباسي – بالتاء – ومن عنده توجه إلى المشرق.

وقال في الشقائق النعمـانية: إنه دخل القاهرة، وحج منها، ثم دخل البلاد الشامية، وربى كثيراً من الناس، ثم توطن بمدينة بروسا، ثم رجع البلاد الشامية، وتوفي بها[6].

قال عمر الجيدي رحمه الله: «ولكن ابن ميمون يصرح في كتابه «بيان غربة الإسلام، ص: 9» أنه لم يدخل مصر قط، ولا أدري مستند ابن العمـاد فيمـا نقل، المهم أن ابن ميمون وصل إلى بلاد الشام سنة (904هـ)»[7].

إذن من الشام رحل إلى بلاد الروم، ليعود بعدها إلى حمـاة، قال النجم الغزي: «فإن سيدي علي بن ميمون لم يشتهر في بلاد العرب بالعلم والمشيخة والإرشاد إلا بعد رجوعه من الروم إلى حمـاة سنة إحدى عشرة، ومكث بها مدة طويلة، ثم قدم منها إلى دمشق في سابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وتسعمـائة، كمـا ذكره سيدي محمد بن عراق في سفينته»[8].

قال ابن عراق: وأقام – يعني شيخه ابن ميمون – في قدمته هذه ثلاث سنوات، وخمسة أشهر، وأربعة عشر يومـا يربي ويرشد ويسلك ويدعو إلى الله تعالى على بصيرة. قال: واجتمع عليه الجم الغفير[9]. 

شيوخه:

أخذ علي بن ميمون العلوم الأولية ببني بورزة مسقط رأسه، ثم انتقل للأخذ عن علمـاء القرويين في ذلك الوقت، حيث « أخذ عن علمـائها ولقي مشايخها وظهر في فنون كثيرة من العلوم مثل الفقه واللغة العربية وغير ذلك من فنون العلم حسبمـا بينه هو في رسالته التي بعث بها إلى أبناء مشايخه من علمـاء فاس، منهم أبو محمد عبد الواحد أحمد الونشريسي، وأبو محمد عبد الوهاب الزقاق وغيرهمـا»[10].

ولا شك أنه لمـا انتقل في رحلته إلى دمشق الشام وغيرها من البلدان أخذ عن علمـائها أيضا ممن التقى بهم، ونذكر منهم جد ابن عراق تلميذه، حيث ذكر ابن عراق أنه : «كان ممن اصطحب به شيخ الإسلام الجد – رضي الله تعالى عنه – وكان يحضر سيدي علي بن ميمون دروسه ومجالسه، فكان الجد – رضي الله تعالى عنه – يقول لابن ميمون حين يحضر عنده: يا سيدي علي، أمسك لي قلبي، أمسك لي قلبي»[11].

أمـا في العلوم الباطنة فـ«كان شيخه في تلقين الذكر ولبس الخرقة سيدي أبا العباس أحمد بن محمد التونسي المشهور بالتباسي – بفتح المثناة الفوقية وتشديد الموحدة- وكان شيخ شيخه هذا سيدي أبا العباس أحمد بن مخلوف الشابي- بالمعجمة الموحدة- الهذلي القيرواني والد سيدي عرفة»[12] وسيدي عرفة هذا هو الذي دل وأرسل الشيخ علي بن ميمون إلى الشيخ أبي العباس.

تلاميذه:

لمـا استقر بعلي بن ميمون المقام بالشام أخذ عنه خلق كثير لا يحصى عددهم طريق التربية والسلوك، ونذكر من أشهرهم الشيخ:

– علي بن عطية بن الحسن بن محمد بن الحداد علوان الحموي (873هـ-936هـ): الشيخ الإمـام العلامة، القرم الهمـام الفهامة، شيخ الفقهاء والأصوليين، وأستاذ الأولياء والعارفين، الشيخ علوان الهيتي الشافعي، الحموي، الصوفي، الشاذلي…، أخذ طريقة التصوف على السيد الشريف أبي الحسن علي بن ميمون المغربي[13] ، حيث كان اجتمـاعه به في نهار السبت ثامن عشر شوال سنة أربع وعشرين المذكورة عند توجهه إلى مكة المشرفة في مدرسة تنم بمحلة ميدان الحصا، وأنه قرأ عليه خاتمة التصوف للشيخ تاج الدين السبكي من جمع الجوامع، واستجازه وأجازه[14].

– محمد بن عراق (تـ933هـ): وهو محمد بن علي بن عبد الرحمن، الشيخ الإمـام، العارف بالله تعالى، المجمع على ولايته وجلالته، القطب الرباني، والغوث الصمداني، الأستاذ أبو علي شمس الدين بن عراق الدمشقي، نزيل المدينة المنورة، وأحد أصحاب سيدي علي بن ميمون… اتصل بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ علي بن ميمون المغربي، واشتغل بالرياضة عنده[15].

– الكيزواني: علي بن أحمد بن محمد، الشيخ العابد، الزاهد، المسلك العارف بالله تعالى أبو الحسن الكيزواني، الحموي، الصوفي، الشاذلي، وهو منسوب إلى كازوا، وقياس النسبة الكازواني، وهو اشتهر بالكيزواني، وكان يقول: أنا الكيزواني ،كان له اطلاع على الخواطر، وله تآليف لطيفة في علوم القوم منها كتاب سمـاه “زاد المساكين” ونقل ابن الحنبلي في تاريخه عن تاريخ جار الله بن فهد المكي أن الكيزواني ولد تقريباً في عاشر رجب سنة ثمـان وثمـانين وثمـانمـائة، وأنه توجه صحبة الشيخ علوان حموي إلى بروسا من بلاد الروم سنة ثمـان وتسعمـائة، وأقام في صحبته عند سيدي علي بن ميمون نحو شهرين، وعاد في صحبته إلى صالحية دمشق، وأنه لازم سيدي علي بن ميمون، وانتفع به، وتهذب بأخلاقه، وذكر صاحب الشقائق النعمـانية: أنه سافر مع سيدي علي بن ميمون في نواحي حمـاة[16].

– ومنهم العالم العارف بالله تعالى الشهير بابن صوفي واسمه عبد الرحمن كان أولا من طلبة العلم الشريف وكان يقرأ على المولى موسى جلبي ابن المولى الفاضل أفضل زاده وكان المولى المذكور وقتئذ مدرسا بإحدى المدارس الثمـان، ثم ترك المولى عبد الرحمن طريقة تحصيل العلم والتحق بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى السيد علي ابن ميمون المغربي وأكمل عنده الطريقة في أقرب مدة[17] .

قال ابن عراق: وأقام – يعني شيخه ابن ميمون – في قدمته هذه ثلاث سنوات، وخمسة أشهر، وأربعة عشر يومـا يربي ويرشد ويسلك ويدعو إلى الله تعالى على بصيرة. قال: واجتمع عليه الجم الغفير. قال: وكنت حينئذ متجرداً معي جمـاعة ممن أصلحهم عشرة سيدي الشيخ، عبد النبي مفتي المـالكية، وسيدي محمد بن رمضان مفتي الحنفية، وسيدي أحمد بن سلطان كذلك، وسيدي عبد الرحمن الحموري مفتي الشافعية، وسيدي إسمـاعيل الدنابي خطيب جامع الحنابلة، وأبو عبد الرحمن قيم الجامع، وسيدي عيسى القباقبي.[18]

مصنفاته:

وله من المؤلفات[19]:

1. “شرح الأجرومية على طريقة الصوفية”.

2. وكتاب “غربة الإسلام، في مصر والشام، ومـا والاهمـا من بلاد الروم والأعجام”[20]، قال ابن عسكر: انتصر فيه لإحياء السنة وإمـاتة البدعة، وكشف أحوال المبتدعين من المصنفين وبيّن التربية النبوية[21].

3. ورسائل عدة منها:

4. “بيان فضل خيار الناس، والكشف عن مكر الوسواس”. 

5. “رسالة الإخوان، من أهل الفقه وحملة القرآن”[22].

6. “كشف الإفادة، في حق السيادة”.

7. “الرسالة المجازة في معرفة الإجازة”، توجد منها نسخة مخطوطة مصورة في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم ” 14142 “.،  وقد نشرها مع التقديم لها محمد الفاسي في مجلة “الرسالة المغربية” السنة الأولى، العدد 11 ، عام 1362 هـ/1943م[23].

8. “مواهب الرحمن، وكشف عورات الشيطان”.

9. ” تذكرة السالكين “

10. “بيان الفرائض الشرعية” شرحه الرجراجي الجزولي الرسموكي: فقيه مـالكي، له علم بالنحو والحساب، من أهل تمنارت في كتاب، “شرح فرائض ابن ميمون”[24].

11. “تذكرة المريد المنيب، بأخلاق أصحاب الحبيب”.

12. رسالة لطيفة سمـاها: “تنزيه الصديق، عن وصف الزنديق”، ترجم فيها الشيخ محيي الدين بن العربي، قال ابن ميمون فيمـا نقله صاحب الكواكب السائرة: «…فدخلت برصة غرة المحرم سنة خمس وتسعين، فلمـا كان تسع وتسعمـائة خطر بنا إلى تقييد بعض كلمـات في إظهار شيء من محمود صفاته، ثم ذكر – رحمه الله تعالى – ترجمة الشيخ ابن العربي – رضي الله تعالى»[25].

13. رسالة “كشف الإفادة، في حسن السيادة “.

وغيرها من الرسائل منها مـا حقق، ومنها مـا زال حبيس الخزائن العامة والخاصة.

مكانته:

لقد صنف وارث سر علي بن ميمون الشيخ علي بن عطية علوان كتابا يشتمل على محاسنة، ومناقبه، وعجائبه، وغرائبه، وسمـاه: (بمجلي الحزن عن المحزون في مناقب السيد الشريف أبي الحسن ابن ميمون)، قال عنه صاحب در الحبب: «وأنا إلى الآن لم أقف على هذا الكتاب، ومـا فيه من نفيس الخطاب لننقل من كلام السيد الشريف مـا هو جدير بالتشريف، ممـا هو مرقوم فيه، مطوي بين قوادمه وخوافيه»[26].

حلاه الشيخ النّجم الغزّي بقوله: «الشيخ المرشد المربي القدوة الحجة ولي الله تعالى العارف به، السيد الشريف الحسيب النسيب»[27]، وقال عنه أيضا: «وشاع ذكره وبعد صيته، وصار كلامه مسموعاً عند الأمراء»[28].

قال ابن عسكر -رحمه الله- عنه في دوحة الناشر: «الشيخ المشهور صدر الصدور، والقدوة الذي لم يأت يبمثله الدهور، وارث المقام النبوي، ولي الله تعالى أبو الحسن علي بن ميمون الشريف الحسني….وله رضي الله عنه كرامـات لا تحصى، من أعظمها صولة علومه في المشارق والمغارب، وإجمـاع فحول العلمـاء ومشايخ الأولياء على علومه وولايته، وأنه ممن أحيلا الله به هذا الدين الحنفي»[29].

وقال الزركلي في ترجمته: « وكان شديد الإنكار على علمـاء عصره  ولا سيمـا المتصوفة، على أنه من كبارهم، وإنمـا كان يدعوهم إلى التزام السنة، والتقيد بروح الدين»[30].

وحلاه من المعاصرين محمد حجي في كتابه “الحركة الفكرية في عهد السعديين” بقوله: «عالم مشارك وصوفي مصلح، نشر علمه بشفشاون مدة قبل أن ينتقل إلى المشرق ويستقر بدمشق الشام، وألف كتبا كثيرة امتازت بالأصالة والدقة الملاحظة والصلابة في الحق»[31].

وقال عنه عمر الجيدي: « علي بن ميمون الغمـاري أحد المغاربة الذين عملوا على تحقيق التواصل العلمي والثقافي بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه: تأليفا وتدريسا، وهو ثالث الغمـاريين الذين أنشأوا مدرســـة للتصوف السني في المشرق،  وعملوا على نشرها هناك، وأصبح لها أتباع وأنصار ومريدون…فإلـى جانب أبي الحسن الشاذلي، وعبد الرحيم القنائي الترغي يذكر علي بن ميمون كثالث الثلاثة الذيــن طبعوا عصرهم بطابع خاص.»[32].

وفاته:

وتوفي رحمه الله في مجدل معوش (من قرى لبنان) ليلة الاثنين حادي عشر جمـادى الآخرة، سنة سبع عشرة وتسعمـائة، ودفن بها في أرض موات بشاهق جبل حسبمـا أوصى به، وقبره هنالك مزارة عظيمة رحمه الله تعالى. 

 

                                   أعده الباحث: د. يوسف الحزيمري

 

الهوامش:

 

1. ترجمته في كتابيه: رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن، والرسالة المجازة في معرفة الإجازة، وعند العربي الفاسي، مرآة:13، وحاجي خليفة: كشف الظنون: (1/843) ونجم الدين الغزي، الكواكب السائرة: (1/271-278)، وطاش كبرى زاده، الشقائق النعمـانية: (1/540-541)، وخير الدين الزركلي، الأعلام: (5/180) ، وكارل بروكلمـان، ذيل: (2/124)، وابن عسكر، دوحة الناشر: (ص:28)، وابن الحنبلي، در الحبب في تاريخ أعيان حلب: (1/951)و أحمد الوارث، من نمـاذج التواصل بين المغرب والمشرق (الطريقة الميمونية) آفاق الثقافة و التراث  شوال 1423 – العدد 4: (ص:17-30).

2. نقلا عن مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية، العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988م.

3. مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي.

4. نقلا عن مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية، العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988م.

5. مقال: أبو الحسن علي بن ميمون، عبد القادر العافية: مجلة دعوة الحق المغربية، العدد: 8، السنة 16، شوال1394هـ نوفمبر1974م.

6. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 170)

7. مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية،  العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988 

8. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 172)

9. نفسه، (ص:172)

10. دوحة الناشر لابن عسكر، (ص:28)

11. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 173)

12. در الحبب، (1/952)

13. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 317)

14.  نفسه، (ص: 317).

15. نفسه، (ص: 33)

16. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 315)

17. الشقائق النعمـانية، العقد المنظوم (ص: 213)

18. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 172)

19. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 171)، الأعلام للزركلي (4/ 258)، والعقيدة الميمونية، تقديم وتحقيق الدكتورة حكيمة شامي، مقال منشور بمجلة “الإبانة” مجلة علمية سنوية تصدر عن مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلمـاء، العدد:الأول، رجب 1434هـ/يونيو 2013م، (ص:245-262)

20. طبع في دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ بتحقيق د . حكيمة شام

21. دوحة الناشر لابن عسكر، (ص:29)

22. صدرت عن دار الكتب العلمية، بترجمة وتحقيق د. خالد زهري، لسنة 2002م.

23. انظر: المصادر المغربية للعقيدة الأشعرية على عهد الدولة الوطاسية، خالد زهري، مجلة التاريخ العربي: (ص:205)

24. الأعلام للزركلي (4/ 258)

25. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 171)

26. در الحبب (1/955)

27. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 170)

28. الكواكب السائرة بأعيان المـائة العاشرة (ص: 173)

29. دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر،محمد بن  عسكر الشفشاوني، تحقيق: محمد حجي، طبعة ثانية مصورة بالأوفيسط، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر (1)، الرباط 1397هـ/1977م، (ص:28-29)

30. الأعلام للزركلي (5/ 27)

31. الحركة الفكرية في عهد السعديين، محمد حجي، (2/422)

32. مقال: مخطوطات علي ابن ميمون الغمـاري بالمكتبة الظاهرية، عمر الجيدي، مجلة دعوة الحق المغربية،  العدد 272 ربيع 1 و2/ نونبر-دجنبر 1988

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. علي بن ميمون أول شخصية علمية أجد في ترجمتها ما يبين كيف تعتز بذكر تحصيلها العلمي وتبرز تفردها في حفظ العلوم عن ظهر قلب وذلك حين يقول حفظتها كأم القرآن في ذلــك الزمـان وصورتها على الشيخ.. النحو والحساب والعقائد والفرائض… تحية اجلال وتقدير لعلمائنا الافذاذ.. وتحية مماثلة لمن يبحث في تراجم هؤلاء من الباحثين.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق