الرابطة المحمدية للعلماء

علماء وباحثون يناقشون تاريخ المذهب المالكي

المذهب المالكي يتميز برؤيته الاستشرافية وبغنى علومه، وبقدرته على توطيد وحدة المغاربة

 

افتتحت يوم الأربعاء (26 مارس 2008) بفاس أشغال ندوة علمية حول موضوع “المذهب المالكي في المغرب .. من الموطأ إلى المدونة” بمشاركة ثلة من العلماء من عدة مدن مغربية.
وينظم هذه الندوة على مدة ثلاثة أيام المركز الأكاديمي للثقافة والدراسات بفاس، والمؤسسة العلمية الكتانية بالرباط، بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومنظمة (الإيسيسكو)، والمجلس العلمي الأعلى، وجامعة القرويين، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز.

وتتمحور الجلسات العلمية الست التي يتضمنها جدول أعمال الندوة حول ست مواضيع هي “المذهب المالكي في المغرب.. أصالة وامتداد” و”كتاب الموطأ ومكانته العلمية” و”كتاب الموطأ وتكامل المعارف” و”المدونة وترسيخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي” و”فقه المدونة.. الآفاق والمنهج” و”المذهب المالكي في المغرب.. انتشار واستقرار”.

وأشار أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في تدخله بالمناسبة، إلى الدور الذي يلعبه التراث والعلم المالكيان منذ قرون في إثراء الشريعة بمنطقة المغرب العربي، معربا عن أسفه لعدم الاهتمام بالعديد من الأعلام الذين ساهموا عبر التاريخ في بناء الأمة والدولة.
وركز الوزير أيضا على قدرة تعبئة أتباع المذهب المالكي الذين عرفوا كيف يكونون الوحدة المذهبية والروحية للعديد من بلدان الغرب الإسلامي، مبرزا دور المذهب المالكي في ضمان الأمن والطمأنينة داخل المساجد.

وفي ما يتعلق بالفتوى، ذكر التوفيق بأن المذهب المالكي شجع على الاستفادة من مذاهب أخرى في مجال التشريع، مشيرا على سبيل المثال إلى مدونة الأسرة المعتمدة بالمغرب.
ودعا إلى تجديد في معالجة هذا التراث للاستفادة من غاياته على المستوى السياسي وخاصة في البلدان الإفريقية، مؤكدا قدرة المذهب المالكي على التكيف مع الحالات الجديدة وحل المشاكل التي تفرضها هذه الحالات.

من جهته، أكد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء غنى المذهب المالكي الذي يتميز بأسسه الرشيدة المتسمة في مجموعها بالانفتاح والمرونة، مضيفا أن التشريع واعتماد مقاربة استخلاصية ملائمة للثقافة الإسلامية وواقع المسلمين يعدان من بين أوجه هذا الغنى.

واعتبر عبادي أن المذهب المالكي تميز أيضا برؤيته الاستشرافية وبغنى علومه، مبرزا أهمية هذا المذهب في توطيد وحدة المغاربة.

وبدوره، أبرز عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أهمية المذهب المالكي في تشكيل الهوية الإسلامية للمغرب وفي تمتين وضمان وحدة المغاربة.

(و م ع، بتصرف).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق