عبد الهادي التازي يدعو إلى جعل موقف المنظمات الدولية من اللغة العربية ” أكثر واقعية
دعا الدكتور عبد الهادي التازي عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى تحرك عربي لدى المنظمات الدولية حتى يكون موقفها من التراث العربي واللغة العربية " أكثر واقعية " و" أقرب إلى الحقيقة".
وقال عضو أكاديمية المملكة المغربية في بحث حول " اللغة العربية والمنظمات الدولية : الواقع والمأمول " ساهم به في الدورة ال78 لمجمع اللغة العربية بالقاهرة والتي تتواصل أشغالها إلى غاية ثامن أبريل الجاري " يجب أن نتحرك نحن من أجل أن يكون موقف المنظمات الدولية والمؤسسات العلمية والموسوعات العالمية من لغتنا وتراثنا أكثر واقعية وأقرب إلى الحقيقة".
وتابع المؤرخ والمفكر المغربي في مساهمته في الدورة الحالية للمجمع والتي تتمحور حول مستقبل اللغة العربية " لقد أصبحنا اليوم أمام منابر تنقل عنا معلومات من واجبنا أن نكون لها بالمرصاد فيما تنقله وتزود به المجتمع المدني لاسيما وقد أصبحت هي بالذات ( المنابر) ترغب في دعمنا وترحب بإضافاتنا" مشيرا إلى أن هذه المنابر أصبحت تتمتع بسلطة ونفوذ يمكنانها من "تغيير الكثير مما نعيش عليه اليوم (..) ومن الحري بنا أن نكسبها بتواصلنا المستمر وبمتابعتنا وبإسهامنا في تأثيث المعلومات التي تقدمها ".
وتوقف الدكتور عبد الهادي التازي في هذا السياق عند تجربة الوفد المغربي في المؤتمر العالمي لتنميط الأسماء الجغرافية منذ دورته الثالثة بأثينا سنة 1977 وسعيه لجعل اللغة العربية من بين اللغات الرسمية فيه بالنظر لكونها لغة رسمية في الأمم المتحدة وبهدف فتح الباب أمام الأعضاء في الجامعة العربية للمساهمة في هذا الحقل العلمي الذي لعب العرب دورا مهما في ازدهاره.
وأشار الأستاذ التازي إلى أن إدارة المؤتمر اعتذرت بداية عن قبول اللغة العربية لغة رسمية بالنظر لعدم وجود ميزانية كافية لذلك غير أن التخوف الأكبر كان من أن لغة الضاد قد لا تستطيع استيعاب المواضيع الجغرافية التي يتناولها المؤتمر ومواكبة الترجمة للمصطلحات المطروحة.
وأضاف " هنا سنحت الفرصة لنقدم مرافعة حول العطاء الثري الذي قدمه الجغرافيون العرب والمسلمون في هذا الحقل الأمر الذي حمل زملائنا في المؤتمر على أن يقبلوا التجربة وهكذا رددت جنبات قصر الأمم المتحدة في المؤتمر الرابع المنعقد بجنيف عام 1982 أصداء الحرف العربي لأول مرة ".
وأوضح أن أعضاء المؤتمر " بهتوا من قدرة اللغة العربية على استيعاب سائر موضوعات المؤتمر بل إنها كانت تسهم في ترميم بعض الفراغات".
وفي هذا السياق اقترح المؤتمر الذي يرنو إلى مسح طبقات الفضاء أيضا على المجموعة العربية ترشيح أسماء رموز عربية لها دور في الحفاظ على الاسم الجغرافي حتى يطلقوا تلك الأسماء على أجزاء من القمر ومن ثمة فإن فلقة في سطح القمر تحمل الآن اسم الرحالة ابن بطوطة.
وعبر المجمعي المغربي عن أسفه لكون المجموعة العربية في المؤتمر لم تتمكن طوال ربع قرن من الاتفاق على طريقة واحدة لأداء الحرف العربي بالحرف اللاتيني مشيرا في هذا الصدد أيضا إلى أن من بين ما هو مطروح على الجانب العربي في السياق نفسه تبني الأرقام التي تنعت دوليا بالعربية (التي يكتب بها المغاربة ) عوض الهندية ( المستعملة في المشرق العربي).
وأثار الاستاذ عبد الهادي التازي في السياق نفسه الانتباه إلى أهمية المجلس الدولي لعلوم الأسماء الشخصية مشددا على أهمية الحرص على الأداء السليم للأعلام والأسماء في مختلف جهات العالم وتوثيقها سواء على صفحات الخرائط أو في أجهزة الإعلام والوقوف على أمثالها ونظائرها في سائر القرات.
وبخصوص الموسوعات العالمية شدد المجمعي المغربي على ضرورة أن يستجيب أبناء اللغة العربية للدعوة التي وجهها لهم جيمي ويلز مؤسس موسوعة " ويكيبيديا " على الأنترنيت بأن يستيقظوا ليغذوا محتوى الموسوعة على الشبكة مذكرا بأن هذه الموسوعة أصبحت مرجعا للمنظمات الدولية ويتصفحها نحو 470 مليون شخص شهريا .
وخلص الدكتور عبد الهادي التازي إلى التشديد على أهمية ربط مجمع اللغة العربية بالقاهرة بمثل هذه الموسوعات التي أصبحت المرجع المفضل للمنتظمات الدولية ولمؤسسات المجتمع المدني و" لنا نحن كأشخاص نتطلع لتنمية زادنا اللغوي".
وعلى هامش مشاركته في الدورة الحالية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة حظي الدكتور التازي مساء أمس الثلاثاء بتكريم من قبل "الاتحاد العام لطلبة المملكة المغربية بالقاهرة" وذلك في مدينة البعوث الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر الشريف حيث ألقى محاضرة حول " دور الجامعة في تنمية الوعي الطلابي".