مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

عبد الرحمان بن زكري (ت1144هـ)

الشيخ الإمام ، العالم العلامة الهمام، المشارك المحقق، الصوفي المدقق، الحجة الضابط الأرقى، الولي الصالح الأتقى؛ أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان ابن زكري الفاسي المولد النشأة والوفاة.[1]

كان -رحمه الله- في أول أمره يحترف بصناعة الدباغة مع والده، وكان والده مصاحبا لسيدي محمد بن عبد القادر الفاسي، وملازما لمجلس تدريسه، يحضر مع والده فيه، وكان لصغره يجلس في مؤخر الناس، و يبحث مع الشيخ كثيرا ويسأله، وكان الشيخ يعجبه سؤاله ويستحسنه من غير أن تكون له به معرفة.[2]

قال عنه سيدي عبد المجيد بن علي الزبادي ما نصه: الشيخ الإمام، الحبر الهمام، الثقة الحجة، السالك من مناهج الدين أوضح محجة، الحافظ الضابط الثبت، الحسن النعت والسمت، العلامة الفهامة الدراكة المشارك، الذي لم يعُقْهُ عن الإنفراد بدائرة وقته متدارك.[3]

مؤلفاته:

ألَّف  رحمه الله كتبا كثيرة كان يبدو فيها متفتحا معتدلا غير متقيّد بما ألفه النّاس…، منها:

• الإلمام والإعلام بنفثة من بحور ما تضمنته صلاة القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش.

• حاشية على صحيح البخاري وبهامشه كتب أخرى.

• المهمات الفريدة في شرح الفريدة: فريدة السيوطي في النحو.

• همزية في مدح الجناب النبوي.

ومن مؤلفاته التي لا زالت مخطوطة:

• تفسير مواضيع من القرآن العظيم.

• الفوائد المتبعة في العوائد المبتدعة.

• شرح النصيحة؛ كلاهما للشيخ أحمد زروق.

• شرح الحكم لابن عطاء الله.

• شرح الشمائل المحمدية للترمذي.

• حاشية على توضيح ابن هشام.

• وتقاييد في النحو والبيان والمنطق والأصول والفقه والتصوف وأشعار كثيرة.[4]

شيوخه:

قرأ رضي الله عنه على الشيخ أبي العباس أحمد بن العربي بن محمد بن الحاج الفاسي، والشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المسناوي الدلائي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي، وغيرهم كثير.[5]

تلامذته:

أخذ ابن زكري عن مشاهير علماء عصره بدون استثناء، فاتسعت ثقافته وتنوعت معارفه، وأتاح له ذلك تمكنا من العلوم والفنون مما شهدت به كتب التراجم…، وهو ما جذب إليه الانتباه ودعا إليه الطلاب، فأقبلوا عليه من كل حدب وصوب، تحدوهم الرغبة في الأخذ عنه، ويدفعهم حب العلم إلى الاستفادة منه، فتعاظمت مجالسه وغصت بمن كانوا يتحلقون حوله في القرويين وفي بعض المدارس والزوايا والأضرحة، بل وفي بيت سكناه، وفي فهرس ابن عاشر الحافي تسجيل واف بأسماء من أخذ عنه من الطلاب، ونكتفي بذكر بعض منهم: كأبي العباس أحمد بن عاشر بن عبد الرحمان الحافي، وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وأبي محمد عبد المجيد الزبادي المنالي، وأبو الحسن نور الدين علي بن محمد بن العربي السقاط، والمنور التلمساني، وغيرهم.[6]

بعض من أقواله:

• كل من أطاع الله امتثالا ولو مرّة في عمره، أو ترك معصية كذلك ما خطر لهله ذكر الله عند نازلة حتى تجلّى لقلبه برحمته وخلاه عن معصيته.[7]

• البداية علامة النهاية، من أشرقت بدايته أشرقت نهايته، والكريم إذا ابتدأ أكمل، وإذا أعطى خول، وإذا وعد أنجز.[8]

• كل ما يستحيى به من النبي صلى الله عليه وسلم ويخبأ عنه؛ فهو حرام؛ لأن الحياء في الحق بدعة، والبدعة وصاحبها في النار، وإخفاء المعصية منه عليه السلام، وإظهار نفيها يكون نفاقا.[9]

وفاته:

توفي رحمه الله ليلة الأربعاء ثامن عشر من شهر صفر الخير سنة أربع وأربعين ومائة وألف، ودفن في دار براحا بأقصى درب الطويل، تجاور روضة سيدي عزيز، وبينه وبين سيدي محمد ميارة، واتخذها الناس مقبرة لدفن الأموات.

 


[1] . سلوة الأنفاس، 1/171، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[2] . نفسه.

[3] . موسوعة أعلام المغرب، 5/2033، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية سنة 2008م.

[4] . معلمة المغرب، 14/4684.

[5] . الإلمام والإعلام لابن زكري، ص30، تحقيق د. محمد علوي بنصر، منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، الطبعة الأولى سنة 2012م.

[6] . نفسه، ص33.

[7] . الإلمام والإعلام لابن زكري، ص 105.

[8] . نفسه. ص327.

[9] . سلوة الأنفاس، 1/173.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق