مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

ظهور أديان بربرية لمناهضة الإسلام في إفريقية

1- طريف البرغواطي وأتباعه:[1] «بعد موقعة العرب مع ميسرة بن مطغري الحفير على طنجة ذهب [طريف البرغواطي] إلى بلاد تمسنة وانقطع بها لوضع الدين وترتيب عقائده وأحكامه، ولما أتم كتابته سلَّمه لابنه صالح وأمر أن يحمل البربر عليه..[2]، ولما كان الوقوف على تاريخ هذه النحلة يهم تاريخنا..من الوجهة العلمية والسياسية، رأينا أن نستعرض بعض الإفادات عنه، وهي مقتبسة من كتاب أبي صالح زمور بن موسى بن هشام بن واردزين البرغواطي، كتبه إلى أمير المؤمنين الحكم المستنصر الأموي، وهو من أئمة هذه النحلة ومتولي صلاتها، ولا ينبئك مثل خبير، وكان قد أُرسل من قِبل مولاه أمير برغواطة أبي منصور عيسى بن أبي الأنصار عبد الله بن أبي يحيى محمد بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف البرغواطي في شوال سنة 352هـ/963م.
أخبر زمور[3] أن طريفا أبا ملوكهم احتل بلاد تمسنة، وكان إذ ذاك ملكا لزناتة وزواغة، فقدمه البربر على أنفسهم وولي أمرهم، وكان يظهر الإسلام إلى أن هلك فخلفه ابنه صالح وكان مع أبيه في حرب ميسرة الحفير وهو صغير، ويعرف بالعلم والنباهة، فتنبأ فيهم ودعاهم إلى دين برغواطة. وادعى صالح أنه أُنزل عليه قرآنهم الذي يقرأونه.
 قال زمور: وهو صالح المؤمنين الذي ذكره الله عز وجل في قرآن محمد عليه السلام في سورة التحريم، وعهد صالح إلى ابنه إلياس بديانته، وعلَّمه شرائعها وفقَّهه في أحكامها، وأمره ألا يُظهر ذلك إلا إذا قوي وأمن. وخرج صالح إلى المشرق ووعد أنه يعود إليهم في دولة السابع من ملوكهم، وزعم أنه المهدي الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان لقتال الدجال، وأن عيسى بن مريم يكون من أصحابه، ويُصلي خلفه، وأنه يملأ الأرض عدلا كما مُلئت جورا…
قال زمور: فتولى إلياس الأمر بعد خروج أبيه، وكان يُظهر الإسلام ويُخفي النحلة التي عهد إليه بها أبوه خوفا وتقية. وكان طاهرا عفيفا لم يتلبس بشيء من الدنيا إلى أن هلك بعد أن ملك خمسين سنة وترك جملة من الولد منهم يونس، فتولى الأمر بعد أبيه وأظهر ديانتهم ودعا إليها، وقتل في سبيل نشرها خلقا كثيرا..
قال زمور: ومات يونس بعد أن ملك 44 سنة، وانتقل الأمر عن بنيه بقيام ابن عمهم ابن غفير محمد بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف عليهم، فاستولى على الملك بدين آبائه، واشتدت شوكته وعظم أمره، وكانت له وقائع كثيرة في البربر مشهورة..
قال زمور: ومات أبو غفير بعد أن ملك 29 وذلك سنة 300هـ/912م، وولي الأمر بعده من بنيه عبد الله أبو الأنصار، وكان سخيا ظريفا يفي بالعهد ويحفظ الجار ويكافئ على الهدية بأضعافها..وولي بعده من بنيه ابنه منصور بن عيسى بن أبي غفير وهو ابن 22سنة، وكانت ولايته سنة341 هـ/ 952م، فسار بسيرة أبيه، ودان بديانتهم واشتدت شوكته وعظم سلطانه..».
– النحلة البرغواطية: «أساسها الإقرار بالنبوات والتسليم بنبوة صالح بن طريف ونبوة جميع الذين تولوا الأمر من بعده من ولده، وأن الكتاب الذي أخرجه لهم وحي من الله تعالى لا يشكون فيه. وقد فرض فيه عليهم صوم رجب وحرم صوم رمضان، وأوجب خمس صلوات في اليوم وخمس صلوات في الليلة، والتضحية في اليوم الحادي عشر من المحرم.. وفرض عليهم صيام يوم من كل جمعة وصيام الجمعة الأخرى التي تليه أبدا، وليس عندهم في الصلاة آذان ولا إقامة..وأباح لهم في الأنكحة أن يأخذوا من النساء ما استطاعوا.. وأباح لهم أن يطلقوا ويراجعوا ما أرادوا..
أما الكتاب الذي دعا إليه صالح بن طريف فهو مشتمل على 80 سورة؛ أكثرها منسوب إلى أسماء الأنبياء المعروفين من لدن آدم، أولها سورة أيوب، وآخرها سورة يونس.. وفيه سور أخرى بأسماء الحيوانات..ومن عقائدهم الإيمان بالعلم العظيم وليس بعده شيء.
ثم تكلم زمور عن القبائل التي اعتنقت هذه النحلة وسمَّاها وعدَّ منها: جراوة وزواغة والبرانس وبني أبي ناصر ومنجصة وبني أبي نوح وبني واغمر ومطغرة وبني بورغ وبني درّ ومطماطة وبني زكسنت وبرغواطة..أما القبائل البربرية التي دانت بالطاعة وكانت مسلمة وانضافت إليهم فهي:  زناتة الجبل وبنو بليت ونمالة وأونسنت وبنو يفرن وبنو ناغيت وبنو النعمان وبنو فلوسة وبنو كونة وبنو سبكر وأصّادة ورُكانة وأزمين ومنادة وماسينة ورصانة وترارته.. ولم تزل برغواطة ومن والاها معلنة في بلادها بدينها، وبنو صالح بن طريف ملوكها إلى أن قام فيهم الأمير تميم اليفرني بعد سنة  420هـ/1030م، فغلبهم على بلادهم واستوطنها، وحملهم على الإسلام، وعفا أثر النحلة البرغواطية ولم تبق لها باقية.. وقد شاء الله أن ينقذ على يديه تلك القبائل البربرية التي اتبعت النحلة البرغواطية ويعيدها للإسلام، فقضى على تلك النحلة التي دامت 293 سنة عثرة في طريق الإسلام والعرب..».
2- ديانة المتنبي عاصم بن جميل مقدم ورفجومة:
ظهرت نحلته في سنة 127/745 أيام عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة، ولقيت منه إفريقية كل ضر وبلاء، فكان يدعي النبوءة والكهانة، فبدَّل الدين وغيَّر العقائد، وزاد في الصلاة وأسقط ذكر رسول الله من الآذان، وأوجب قتال العرب واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم[4].
3- ديانة المتنبي البربري “حم”:

 لم تكن فتنة اختراع الأديان في البربر وصرفهم عن الإسلام لتقف عند النحلتين السالفتين بل تلتهما نحلة ثالثة أظهرها المتنبي أبو محمد حم بن أبي خلف بن حريز بن عمرو بن واجفوال بن وازروال وقد نعته مسلمو البربر بالمفتري لما ذاقوا وبال الأمر من برغواطة وابن جميل ما ذاقوه.. وبنو واجفوال رهط حم ينزلون على نهر راس وهو على 3 أميال من مدينة تطوان، ظهر بالمكان أواخر المائة الثالثة من الهجرة، وانضم إليه بشر كثير من البربر..وأقرُّوا له بالنبوة، وجعلوا شريعته ناسخة لجميع الشرائع التي تقدمتها[5].. وادعى حم أنه أُنزل إليه كتاب بالبربرية، وتفرد أبو عبيد البكري بنقل آيات منه جعلها حم لصلواتهم.. ومن تكاليف هذه الديانة جعل الصلاة كما هي عند المجوس مرتين عند طلوع الشمس وعند الغروب يسجدون على بطون أكفهم، وافترض صوم يوم الخميس كله وصوم يوم الأربعاء إلى الظهر، فمن أكل فيهما كانت كفارته خمسة أثوار لحم..وجعل عليهم صوم 27 يوما من رمضان، وأبقى فرض صوم ثلاثة أيام والفطر الرابع، وجعل العيد اليوم الثاني من الفطر, وجعل الزكاة العشر من كل شيء، وأسقط الحج والطهر والوضوء.. وكان مآل دين حم كما آل إليه دين عاصم وبرغواطة، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)[الرعد/17]. وهكذا زالت من إفريقية والمغربين جميع الأديان الاصطناعية، وبقي الإسلام ثابتا فيها، ومن خرج منه رجع إليه لما علموا أنه الحق من ربهم فاتبعوه».

 

[تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية- عبد العزيز الثعالبي-

جمع وتحقيق: أحمد بن ميلاد محمد إدريس تقديم ومراجعة: حمادي الساحلي-

الطبعة الثانية/1990- دار الغرب الإسلامي/بيروت لبنان- ص:146-153]

 

 

الهوامش:

[1] تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية- عبد العزيز الثعالبي-ص: 146.
[2] يقول الناصري في الاستقصا: «اختلف الناس في نسب برغواطة هؤلاء إلى أي شيء يرجع، فبعضهم يلحقهم بزناتة، وبعضهم يقول في متنبئهم صالح بن طريف البرغواطي؛ إنه يهودي الأصل من سبط شمعون بن يعقوب عليه السلام-نشأ ببرباط-حصن من عمل شدونة من بلاد الأندلس- ثم رحل إلى المشرق، وقرأ على عبيد الله المعتزلي، واشتغل بالسحر وجمع منه فنونا، وقدم المغرب فنزل بلاد تامسنا, فوجد بها قبائل جهالا من البربر، فأظهر لهم الصلاح والزهد، وموه عليهم، وخلبهم بلسانه، وسحرهم بنيرنجاته، فصدقوه واتبعوه، فادعى النبوة وشرع لهم شرائع، ووضع لهم قرآنا..فكان يقال لمن تبعه ودخل في دينه برباطي ثم عربته العرب فقالوا برغواطي، فسُمُّوا برغواطة.. والتحقيق أن برغواطة قبائل شتى ليس يجمعهم أب واحد، وإنما هم أخلاط من البربر، واجتمعوا إلى صالح بن طريف الذي ادعى النبوة بتامسنا سنة خمس وعشرين ومائة (125/742) من الهجرة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان، وتَسَمَّى بصالح المؤمنين، وشرع لأتباعه الديانة التي أخذوها عنه.. »- ج/2-ص: 179.
ثم ذكر كذلك محاربتهم من طرف المرابطين فقال: « فلما سمع عبد الله بن ياسين بحال برغواطة وما هم عليه من الكفر رأى أن الواجب تقديم جهادهم على جهاد غيرهم، فسار إليهم في جيوش المرابطين-والأمير يومئذ على برغواطة هو أبو حفص عبد الله- فكانت بينه وبين عبد الله بن ياسين ملاحم عظام، مات فيها من الفريقين خلق كثير، وأصيب عبد الله بن ياسين الجزولي- مهدي المرابطين- فكان فيها شهادته.. واستمر الأمير أبو بكر بن عمر على رياسته، وجددت له البيعة بعد وفاة عبد الله بن ياسين، فكان أول ما فعله بعد تجهيزه إياه ودفنه، أن زحف إلى برغواطة، مصمما في حربهم، متوكلا على الله في جهادهم، فأثخن فيهم قتلا وسبيا حتى تفرقوا في المكامن والغياض. واستأصل شأفتهم وأسلم الباقون إسلاما جديدا، ومحا أبو بكر بن عمر أثر دعوتهم من المغرب..»-ج/2-ص: 182- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى- تأليف: أحمد بن خالد الناصري- منشورات وزارة الثقافة والاتصال- مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء- طبعة/2001.
[3] زمور بن صالح: أو أبو صالح زمور بن موسى بن هشام صاحب كتاب:”مسالك البكري”أو ” المسالك والمماليك” وهي المصدر الوحيد المعتمد في تاريخ دولة برغواطة. مكتبة المتنبي – بغداد 1982 ص:134-وانظر: الاستقصا /ج-2-ص: 180.
ويقول أمين قداحة: «ظهر البرغواطيون في المغرب الأقصى في أوائل القرن الثاني الهجري .واستمروا حتى منتصف القرن السادس الهجري .ولم تتمكن الدولة الإدريسية ولا الدول المتعاقبة على المغرب من القضاء عليهم حتى ظهر المجاهدون المرابطون … يقول البكري أن إقليم تامسنا كان مرتعا لقبائل زناتة وزواغة (تاريخ المغرب الأقصى-محمد العبادي-ص: 278). ويقول صاحب كتاب الاستبصار أنهم :[كانوا قوما جهالاً من زناتة ] (تاريخ ابن خلدون-ج/6-ص: 58)، [وأكد ابن عذارى أنها تنتسب إلى قبائل زناتة وأن برغواطة من قبائل البربر (مجلة البحث العلمي-ع:2/1964-ص: 34) ووافقه ابن حوقل في ذلك». (انظر: البكري-ابن حوقل-ابن الخطيب-ابن أبي زرع-الناصري).
(ويضيف): «كل المعلومات التاريخية عن الجانب العقائدي لهذه الإمارة نستمدها من البكري بالدرجة الأولى ومن ابن حوقل بالدرجة الثانية ..حيث اتفقت هذه المصادر على كون [صالح بن طريف ] هذا ادعى النبوة /نبي البرغواطيين / وأنه ادعى أنه تلقى من الله تعالى قرآنا باللغة البربرية. وأنه يوحى إليه في كل خطبه وأقواله ومن شك في ذلك فهو كافر».(البكري-ص: 134).
يقول البكري : أن البرغواطيين [ يقدمون مع الإقرار بالنبيين الإقرار بنبوة صالح بن طريف وبنيه ومن تولى الأمر بعده من ولده –إمارة الأنبياء؟–وأن الكلام الذي ألف لهم وحي من الله تعالى لا يشكون فيه ..تعالى عن ذلك..» (ابن حوقل..صورة الأرض…ليدن…1938ص32)».
(ويضيف كذلك): «وقد تمكن صالح بن طريف من الاستفادة من معلوماته الدينية والدنيوية فأخذ من العقائد المنتشرة آنذاك ومن العادات والتقاليد الموجودة في المنطقة، وطبعها بالطابع البربري المحلي مستفيداً من معطيات البيئة المحلية ومن جهل الأمازيغ بالإسلام الصحيح.. فوضع لهم العقيدة المعروفة بطقوسها وقرآنها المكتوب بالبربرية، وتقبلها الأمازيغ كحقيقة مسلّم بها…». انظر: البرغواطيون في المغرب العربي127 -542 هـ 745 – 1148 م- أمين قداحة – منتدى شباب سلمية/موقع إلكتروني.
[4] يقول ابن الأثير: «وهرب إخوة إلياس إلى بطن من البربر يقال لهم ورفجومة فاعتصموا بهم، فسار إليهم حبيب فقاتلهم فهزموه، فسار إلى قابس، وقوي أمر ورفجومة حينئذ وأقبلت البربر إليهم والخوارج، وكان مقدم ورفجومة رجلاً اسمه عاصم بن جميل، وكان قد ادعى النبوة والكهانة، فبدل الدين وزاد في الصلاة وأسقط ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم-  من الآذان، فجهز عاصم مَن عنده مِن العرب على قصد القيروان، وأتاه رسل جماعة من أهل القيروان يدعونه إليهم، وأخذوا عليه العهود والمواثيق بالحماية والصيانة والدعاء للمنصور، فسار إليهم عاصم في البربر والعرب، فلما قاربوا القيروان خرج من بها لقتالهم فاقتتلوا، وانهزم أهل القيروان، ودخل عاصم ومن معه القيروان، فاستحلت ورفجومة المحرمات، وسبوا النساء والصبيان، وربطوا دوابهم في الجامع وأفسدوا فيه.
ثم سار عاصم يطلب حبيباً -وهو بقابس- فأدركه واقتتلوا، وانهزم حبيب إلى جبل أوراس فاحتمى به، وقام بنصره مَن به، ولحق به عاصم فالتقوا واقتتلوا، فانهزم عاصم وقُتل هو وأكثر أصحابه، وسار حبيب إلى القيروان، فخرج إليه عبد الملك بن أبي الجعد، وقد قام بأمر ورفجومة بعد قتل عاصم، فاقتتل هو وحبيب، فانهزم حبيب وقُتل هو وجماعة من أصحابه في المحرم سنة أربعين ومائة».
كتاب : الكامل في التاريخ-المؤلف : ابن الأثير-راجعه وصححه: محمد يوسف الدقاق-دار الكتب العلمية/بيروت-ج/4-ص: 502-503.
[5] يقول ابن خلدون: الخبر عن حاميم المتنبي من غمارة: «تنبأ فيهم من مجكسة حاميم بن منّ الله بن جرير بن عمر بن رحفوَا بن آزوال بن مجكسة، يكنى أبا محمد وأبوه خلف، تنبأ سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة بجبل حاميم المشتهر به قريبا من تطوان، واجتمع إليه كثير منهم وأقرّوا بنبوته، وشرع لهم الشرائع والديانات من العبادات والأحكام، وصنع لهم قرآنا كان يتلوه عليهم بلسانه.. ورهطهم بنو رحفوا مواطنون وادي لاو ووادي راس قرب تطوان، وكذلك تنبأ منهم بعد ذلك عاصم بن جميل الورجومي..».تاريخ ابن خلدون-اعتنى به: عادل بن سعد- دار الكتب العلمية/بيروت- ج/6-ص: 230 -231.

 

                                                                    إعداد الباحث: منتصر الخطيب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إن الأمر الواقع الذي يصدمنا إلى حد الدهشة و الاستغراب و بل يصيبنا بانفصام الشخصية عندما نقرأ عن البرغواطين وبل عن شمال افريقيا فنجد دائما تلميع الشخصيات العربية التي هي أصلا هربت من انعدام الاستقرار بالجزيرة العربية أو هربا من السلطة الفاسدة في تلك البقاع فمن المسلمات و البديهيات الغير القابلة لنقاش أو التعقل و استعمال العقل هي الظاهرة البرغواطية أليست البرغواطية تدين بالدين الاريوسي علما أن الأمازيغ كانوا مسيحين كما كان يدينون بدين اليهودية في عصرها فالاريوسية مذهب مسيحي أقرب إلى الإسلام فلا يمكن مناقشة موضوع البرغواطيين دون وضع الإطار التاريخي و الجغرافي للمذهب لاريوسي ومن هنا فالبرغواطيين لم يكن يوما أن حرفوا الإسلام بل كانوا اريوسيين اي ينتمون الى المذهب المسيحي الذي لا يؤمن بالتالوت و لا بعيسى ابن الله أما الأمر الثاني فإذا كان البرغواطيين قد حرفوا الإسلام فهنا نضع ألف علامة على عقبة ويكون عقبة مستعمر يبحت عن الغنائم و هذا هو الأمر الحاصل و الراجح و الواقعي وإلا فما دور عقبة إذا اما المراجع المعتمدة فالمراجع العربية ليست بمراجيع حقيقية فقد سبق لها أن حرفت خطبة الشهيد طارق بن زياد وبل جعلته عربيا و جعلت عباس بن فرناس عربيا و ابن بطوطة عربيا وما هم بعرب وبالتالي الكتب العربية هي خزان للأكاذيب و العرطقة ومنه فإن الاعتماد على المراجع اليونانية …على مستوى الاريوسية سيكشف الحقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق