مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

طوالع الأنوار من مطالع الأنظار للإمام ناصر الدين البيضاوي: 685هـ

مؤلف الكتاب هو عبد الله بن عمر بن علي أبو الخير ناصر الدين البيضاوي الشيرازي، الإمام المبرز الصالح المتعبد الزاهد. لقب بالبيضاوي نسبة إلى “البيضاء” التي و لُد بها وهي قرية من أعمال  مدينة “شيراز”  التي نشأ بها وتولى فيها منصب قاضي القضاة.
عني بطلب العلم مبكرا فتلقن عن أبيه ـ وهو من كبار أئمة شيرازـ العلوم والفنون المتنوعة وتخرج في الفقه والأصول والمنطق والحكمة على الأسلوب الجامع بين العلوم المختلفة بالترقي في درجاتها المتقابلة وتحقيق بعضها ببعض، فتكونت لديه الملكة العامة المتصرفة بالتحصيل والتحليل والاستنتاج والبحث.[2]ومن أبرز الشخصيات العلمية التي تلقى عنها البيضاوي بعد والده: عمر البوشكاني المتوفى سنة (680هـ) وهو أستاذ العلماء الجامع بين علوم المنقول والمعقول[3]، والشيخ العارف محمد الكتحتائي الذي لازمه البيضاوي مدة من الزمن وصنف كتابة “أنوار التنزيل” بإشارة منه[4].
لم تذكر مصادر ترجمته التي بين أيدينا  تاريخ ميلاده، واختلفت في تاريخ وفاته إلى عدة تواريخ أرجحها أنها كانت سنة (685هـ) وقد اعتمدها الصفدي في كتابه” الوافي بالوفيات” وأكثر المؤرخين وأصحاب التراجم.
مؤلفاته[5]:
ـ طوالع الأنوار من مطالع الأنظار.
ـ أنوار التنزيل.
ـ مختصر الكشاف.
ـ المنهاج في الأصول، ووضع عليه شرحا.
 ـ شرح مختصر ابن الحاجب في الأصول.
 ـ شرح المنتخب في الأصول للإمام فخر الدين.
 ـ شرح مطالع الأنوار في المنطق والحكمة، وهو شرح لكتاب سراج الدين الأرموي في المنطق.
ـ الإيضاح في أصول الدين.
ـ الغاية القصوى في الفقه.
 ـ شرح الكافية لابن الحاجب.
ـ لباب الألباب في علم الإعراب.
موضوعه وقيمته العلمية:
كتاب “طوالع الأنوار من مطالع الأنظار” مصنف في أصول الدين، يعتبر نموذجا لما ألف في علم الكلام في عصر البيضاوي أي ما بعد القرن السادس الهجري، عرض مؤلفه من خلاله تفصيلا لما أشكل من علم الكلام معززا إياه بمناقشة مستفيضة على المنهج الاشعري. وقد تميز عرض موضوعات الكتاب بالطابع الشمولي مع الإيجاز والدقة في تحديد المصطلحات الكلامية، قال عنه السبكي: «أما الطوالع  فهو عندي أجل مختصر ألف في علم الكلام»[6]. ولا أدَّل على قيمة الكتاب العلمية من كثرة الشروح والحواشي التي وضعت عليه ونذكر منها:[7]ــ المطالع شرح الطوالع، إبراهيم بن أحمد بن محمد الإيجي(ت700هــ).
ــ شرح طوالع الأنظار، عبد الصمد بن محمد الفارابي ظهير الدين(ت707ه).
ــ شرح طوالع الأنظار، محمد بن إبراهيم الزنجاني الشافعي(ت761هـ).
ــ تنوير المطالع، وكاشف أسرار طوالع الأنوار، لمحمد بن أسعد التستري الشافعي(732هـ).
ــ نكت على طوالع الأنوار، لمحمد بن أحمد بن عثمان البساطي(ت842هــ).
ــ شرح طوالع الأنوار، لعبيد الله بن محمد الفرغاني المعروف بالعبري(ت843هـ). وله ست نسخ خطية، منها نسخة بدار الكتب المصرية برقم1878/علم الكلام.
ــ مطالع الأنظار شرح طوالع الأنوار، أبو الثنا سراج الدين محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الاصبهاني(ت749هـ)، له 16 نسخة خطية، وطبعتين: طبعة الآستانة، سنة 1305هــ، بهامشها وبآخرها حاشية السيد شريف الجرجاني، وهذا الشرح هو من أشهر الشروح على طوالع الأنوار وعليه أكثر الحواشي، منها:
ـ حاشية أبو القاسم الليثي السمرقندي(ت888هـ).[بروكلمان ص: 237].
ـــ “لوامع أفكار حاشية على مطالع الانظار” لأحمد بن حسين الكرماستي. نسخة خطية بدار الكتب المصرية 1238.
ــ حاشية محيي الدين محمد المعروف بطبل باز(ت906هـ)[انظر ترجمته في “هدية العارفين” 2/213].
ــ حاشية حميد الدين الرومي(ت908هـ) )، [انظر ترجمته في “هدية العارفين”1/334]. موجودة بخزانة أسكوريال ثان 664، وبلدية الإسكندرية رقم 14 توحيد.
ــ حاشية أفضل زادة(ت908هـ)، [انظر ترجمته في “الفوائد البهية” ص:69] موجودة بالخزانة التيمورية 270، وأوقاف الموصل53/19.
ــ حاشية حسين بن معين المبيدي اليزدي(910هـ)، توجد منها نسخة بدار الكتب المصرية برقم1383/علم الكلام.
ــ حاشية لجلال الدين محمد بن أسعد الدين الدواني(918هــ)، توجد منها نسخة بخزانة عارف حكمت 160/ توحيد.
ـ حاشية صدر الدين الشيرازي(ت1050هـ)، توجد منها نسخةبالخزانة الأزهرية برقم 694.
ـ “تنقيح الأفكار شرح طوالع الأنوار”ـ لشمس الدين محمد الآملي(ت750هـ). توجد منها نسخة بالخزانة المصرية 2/40 بعنوان “لوامع الافكار”.
وقد اختصر طوالع الأنوار سليمان العبد الشبراوي(ت1325هـ)، سماه “رائع الأزهار مختصر طوالع الأنوار” طبع بمصر سنة 1325هـ.
محتوياته:
رتب الكتاب على ثلاثة أبواب صدرت بمقدمة في “نظرية العلم” وتضم المقدمات الضرورية لعلم الكلام وهي: النظر، الحجج وأنواعها، القياس، أحكام النظر.
وقد وُحدت الكتب من حيث انقسامها إلى أبواب تضم كل منها فصولا تعالج الإشكالات المتعلقة بموضوع بابها، فيبدأ بتعريف عام للإشكالية ثم يورد آراء العلماء فيها، ثم يتبعها برأيه الشخصي:
الكتاب الأول في الممكنات ويشتمل على ثلاثة أبواب:
١- في الأمور الكلية؛ ويضم ستة فصول في تقسيم المعلومات، والوجود والعدم، والماهية، والوجوب، والإمكان، والقدم، والحدوث، والوجود، والكثرة، والعلة والمعلول.
٢- في الأعراض؛ ويضم ثلاثة فصول في المباحث الكلية ومباحث الكم والكيف، والأعراض النسبية.
٣- في الجواهر؛ ويضم فصلين أحدهما في مباحث الأجسام والآخر في المفارقات. وقد اهتم المؤلف في هذا الكتاب  بإيراد أقوال الفلاسفة في الجوهر والرد عليها بالحجج النقلية من الكتاب والسنة.
والكتاب الثاني في الإلهيات ويشتمل على ثلاثة أبواب هي:
١- في ذات الله تعالى؛  ويضم ثلاثة فصول في العلم به سبحانه، وفي التنزيهات، وفي التوحيد.
٢- صفات الله تعالى؛ وفيه فصلان أحدهما في الصفات التي تتوقف عليها أفعاله سبحانه كالقدرة والإرادة، والآخر في سائر الصفات.
٣- في أفعال الله تعالى وفيه  مسائل.
والكتاب الثالث في النبوات ويشتمل على ثلاثة أبواب :
١- في النبوة؛ ويضم أبواب في معنى النبوة وحاجة البشر إليها، وفي معجزات الأنبياء وعصمتهم وتفضيلهم على الملائكة، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
٢- في الحشر والجزاء وفيه مباحث: الأول في إعادة المعدوم، والثاني في حشر الأجساد، والثالث في ذكر الجنة والنار وفرع عنه القول في أنهما مخلوقتان، والرابع في الثواب والعقاب، والخامس في العفو والشفاعة لأصحاب الكبائر، والسادس في إثبات عذاب القبر ونعيمه، والسابع في سائر السمعيات، و الثامن في الأسماء الشرعية كالإيمان.
٣- في الإمامة، وفيه خمسة مباحث: الأول في وجوب نصب الإمام على العباد سمعا، وعدم وجوبه على الله تعالى، والثاني في صفات الأئمة، والثالث في ما تحصل به الإمامة، والرابع في إقامة الدليل على أن الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه، والخامس في فضل الصحابة ووجوب تعظيمهم والكف عن مطاعنهم.
طبعاته:
للكتاب مايقرب من 21 نسخة خطية موزعة بين المكتبة المصرية ومكتبة الأزهر والمكتبة الوطنية بباريس ومكتبة أقاي آغا بطهران.
ومن طبعاتها دون تحقيق: طبعة أخرجتها مطبعة المؤيد-القاهرة سنة 1123هـ، وطبعة المطبعة الخيرية- القاهرة سنة 1339هـ.
طبعة محققة  بتحقيق عباس سليمان، الطبعة الأولى بدار الجيل- بيروت والمكتبة الأزهرية –القاهرة، سنة 1991م.

 

 

الهوامش:

[1] أنظر ترجمته في: شذرات الذهب لابن العماد (5/392-393)، بغية الوعاة للسيوطي (2/ 50)كشف الظنون حاجي خليفة (1/ 186) طبقات المفسرين للداودي (1/ 242) طبقات المفسرين للأدنهوي (255- 254) طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (8/157-158)طبعة 1964م، البداية والنهاية لابن كثير (13/ 356) مرآة الجنان(4/220) دائرة المعارف الإسلامية،(4/ 418) الأعلام للزركلي (4/ 110) حاشية القونوي (1/3) حاشية الشهاب (1/2)  معجم المؤلفين لكحالة (5/ 97).
[2]  “التفسير ورجاله” محمد فاضل بن عاشور، مجمع البحوث العلمية-الأزهر طبعة سنة 1870هـ.
[3] “البيضاوي ومنهجه في التفسير” رسالة دكتوراه ليوسف أحمد علي، جامعة أم القرى، ص: 18.
[4] “كشف الظنون” لحاجي خليفة، مطبعة المعارف سنة 1362هـ، 1/162.
[5] “بغية الوعاة” 2/50.
[6] “طبقات الشافعية” للسبكي 8/157.
[7] “جامع الشروح والحواشي” تأليف عبد الله محمد الحبشي، المجمع الثقافي-أبو ظبي طبعة 2004م، 2/1160.

 

                                                                   إعداد الباحثة: إكرام بولعيش

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق