صدور مجموعة كتب حول الأبعاد الجغرافية والتاريخية للغرب الصحراوي
صدرت عن مركز الدراسات الصحراوية بالرباط ثمانية كتب حول الغرب الصحراوي في بعده الجغرافي والتاريخي، تتوزع بين الشعر والأنثربولوجيا والتاريخ.
وتشتمل قائمة إصدارات المركز على ديوانين يندرجان في إطار برنامجه الساعي إلى النهوض بالموروث الشفهي والإبداعي عبر تدوينه. الديوان الأول هو "زاد ناس" للشاعر محمد سالم بابا المعروف ب "الري" (112 صفحة). وهو ديوان يكشف أصالة الشعر الشعبي الحساني، وطريقة تمثل الشاعر للمعاني والقيم الأخلاقية والتأملات في الحياة والكون . أما الديوان الثاني فهو "ديوان المحجوب" للشاعر المحجوب ولد الطيب ولد يارا، الذي توفي بداية سنة 2014. ويعبر الشاعر في هذا الديوان عن طبيعة عفوية تريد أن تبث الحياة في كل ما يحيط بها، من خلال الإصرار على تقديس الجمال بكل معانيه وقيمه.
ويتناول الكتاب الثالث بالفرنسية " الغرب الصحراوي : حكايات التأسيس" (68 صفحة)، لبيير بونت الذي شغل قبل وفاته عام 2013 منصب مدير أبحاث شرفي بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس. في هذا الكتاب اهتم الباحث الأنثربولوجي بالنصوص الخاصة التي تعكسها حكايات التأسيس : أساطير، قصص، ملاحم وروايات.
وصدر الكتاب الرابع عن مدينة تمبكتو التاريخية بمالي " تمبكتو مكان الذاكرة : تاريخ أسطورة مشتركة"، وهو لسيمونا كورلان إوان سفيرة رومانيا بالمغرب و أستاذة التاريخ بجامعة بوخاريست، وتعتبر من أكبر المختصين بتاريخ تمبكتو، بمالي. وفي هذه المحاضرة-الكتاب، تناولت الصور والحكايات الأسطورية التي نسجت حول المدينة من طرف الرحالة الاوروبيين عبر قرون، خاصة في القرن التاسع عشر.
ويعيد كتاب "دراسات و ملاحظات و وثائق حول الصحراء الغربية" (296 صفحة)، نشر وثائق المؤتمر السنوي السابع، المنظم بالرباط يوم 30 ماي 1930، من طرف معهد الدراسات العليا المغربية. ويعتبر مؤتمر 1930 الأول من نوعه، الذي تنظمه الأجهزة الإدارية الاستعمارية قبل احتلال الصحراء الأطلنتية. ومن أجل ذلك كان التنوع في المواضيع المتناولة و المنتمية لعدة مجالات منها: التاريخ و السوسيولوجيا، والاثنولوجيا والجغرافيا و الجيولوجيا والطبيعة والوحيش. وقد تم تناول مجال الصحراء، في هذا المؤلف، وفق أبعادها الشاسعة الممتدة من صحراء المغرب إلى نهر السينغال ومن المحيط الأطلنتي إلى حدود موريتانيا الحالية.
ويشكل الكتاب السادس "مدن موريتانيا العتيقة. قصور ولاتة ودان وتيشيت وشنقيط" (653 صفحة) لمؤلفه أحمد مولود أيده الهلال، الأستاذ بكلية الآداب ومدير المركز الجامعي للدراسات الصحراوية بجامعة نواكشوط، ثمرة لتحقيق طويل ودقيق، يمزج بين جمع الروايات الشفوية في الميدان والمصادر المخطوطة المحلية غير المنشورة ونتائج الحفريات الأثرية في المجال الإقليمي وعمل المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا المحليين والأجانب. ويمثل بالتالي، حسب المركز، "حصيلة التحقيق الأكثر شمولية الذي تم القيام به حتى الآن حول قصور موريتانيا العتيقة وادان وشنقيط وولاتة وتيشت".
واهتم الكتاب السابع "التواصل بين البلاد البيظان والمشرق العربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين" لمؤلفه محمد بوزنكاض، (332 صفحة)، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، ببحث واستجلاء مظاهر وأشكال العلاقة التي ربطت علماء " بلاد البيظان" بالأقطار المشرقية. إنها محاولة لبحث بعض تجليات التفاعل الأفقي العربي العربي بين المغرب والمشرق الإسلاميين.
أما الكتاب الثامن " أسا ديوان الصالحين" (101 صفحة)، الذي أنجز تحت إشراف هيبتن الحيرش و حمادي هباد، فيضم مجموعة من النصوص و الوثائق التي يجمع بينها قاسم مشترك، يتمثل في تناولها لمواضيع تخص بلدة أسا، من الجانب التاريخي والثقافي والروحي. من هنا، عمل المشرفان على تخريج نصوص، كانت إلى حدود الساعة، في حكم المخطوط، تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة، كما توليا ترجمة نصوص أخرى من تأليف كتاب غربيين زاروا أسا أو أقاموا بها إبان فترة الاستعمار.
وفضلا عن ذلك، توجد قيد النشر كتب أخرى منها : "الغناء الحساني بين التنظيم والتلقائية" للباحثة العزة بيروك، وثلاثة كتب تجمع التراث الفكري والأدبي للعلامة الشيخ محمد المامي (عاش في القرن التاسع عشر) : كتاب البادية وديوان شعر بالحسانية وديوان بالفصيح.
يذكر أن مركز الدراسات الصحراوية الذي يوجد مقره بملحق كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الرباط)، مركز أكاديمي يهتم بالبحث والنشر في مجالات المعرفة التاريخية والاجتماعية والانتربولوجية والثقافية بمفهومها الواسع المقترن بالصحراء، وتشجيع البحث ليكون في خدمة التنمية.