الرابطة المحمدية للعلماء

صدور طبعة منقحة من كتاب “المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي” للمؤرخ عبد الهادي التازي

صدرت حديثا، للمؤرخ المغربي عبد الهادي التازي، طبعة ثانية ومنقحة من كتابه “المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي” الذي حظي، عند ظهور طبعته الأولى، باهتمام واسع من قبل المهتمين.

ويتناول هذا الكتاب، الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، حضور الشخصية النسائية في تاريخ الغرب الإسلامي، مبرزا الدور الذي قامت به المرأة في مختلف الميادين السياسية والدينية والثقافية والتعليمية، والذي أهلها لحمل مشعل الإسهام في البناء الحضاري لمجتمعها على مدى عدة قرون.

ويقدم الكتاب، الذي يقع في 261 صفحة، من خلال معجم دقيق جردا لأسماء عدة نساء اضطلعن بأدوار مهمة وقدمن خدمات جليلة لازالت بعض معالمها راسخة لحد الساعة في الذاكرة والتراث المغربيين.

ووثق المؤرخ الكبير سير شخصيات فاعلة من أشهرهن فاطمة الفهرية التي أسست جامع القرويين والسيدة الحرة حاكمة تطوان التي وصفت بالمرأة الحديدية ولقبت بسيدة تطوان، وخناثة بكار زوجة السلطان مولاي اسماعيل التي قامت بعدة أدوار سياسية ودبلوماسية وساهمت في حل الأزمات السياسية التي نشبت بعد وفاة زوجها المولى اسماعيل، بالإضافة إلى مسعودة أم المنصور السعدي التي غمرت أعمالها الإحسانية البلاد حيث أنها شيدت المساجد وبنت القناطر وحبست الحوانيت.

يتعلق الأمر، في هذا المؤلف، بإعادة الاعتبار لنساء أتبثن وجودهن في عالم يسيطر عليه الرجال واستطعن أن يدخلن التاريخ من أوسع أبوابه وكتبت أسماؤهن بأحرف من ذهب في الروايات التاريخية من خلال الأدوار التي قمن بها، ضدا على الصورة النمطية للمرأة التي تضعها دائما في موقع السلبية.

وعن دافعه وراء كتابة هذا المؤلف، يقول التازي إن المشروع جاء كرد فعل على ما قرأه في كتاب لأحد الباحثين المشارقة، حينما ذكر أنه “لم يكن للمرأة المغربية مكانة تذكر حتى أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين”، الشيء الذي جعله ينبش في المعطيات التاريخية ويجمع معلومات غنية ومخزونا لا ينضب من المعطيات التاريخية التي من شأنها تصحيح قصر نظر بعض الباحثين ومعالجة وجهات نظرهم المغلوطة حول المرأة.

وكتب التازي في تقديم مؤلفه “سقط الجدار الذي كان يحرمنا من الوقوف على مواهب المرأة وعلى قدراتها في خوض سائر الميادين التي نعيشها جميعا من أجل تحقيق الكرامة التي آثر الله بها بني آدم “.

يذكر أن عبد الهادي التازي دبلوماسي ومفكر ومؤرخ من مواليد 1921 بفاس، تقلد عدة مناصب دبلوماسية وثقافية، وصدرت له أعمال غزيرة منها “التاريخ الدبلوماسي للمغرب”، “تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية “، “التعليم في الدول العربية”، “أوقاف المغاربة في القدس”، “دفاعا عن الوحدة الترابية”، “الرموز السرية في المراسلات المغربية عبر التاريخ” فضلا عن تحقيقه لرحلة ابن بطوطة. وهو عضو في مجموعة من الهيئات الثقافية مثل أكاديمية المملكة المغربية ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع اللغة العربية الأردني ومجمع اللغة العربية بدمشق، والأكاديمية الهاشمية بالأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق