مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

سيدي أحمد بن يحيى بن عبد الواحد الونشريسي النوازلي الأوحد(2)

دة/ أمينة مزيغة 

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل:


إن المطالع لمكانة الونشريسي العلمية يدرك أنه كان موسوعة علمية في كل الميادين، حتى إنه خصص له كرسي من الكراسي العلمية بفاس، وهو كرسي الفقه المخصص لتدريس المدونة، وبأهم المدارس مدرسة المصباحية. يقول أحمد المنجور في فهرسته: “وأكبَّ على تدريس المدونة وابن الحاجب الفرعي، وكان مشاركًا في فنون العلم، إلا أنه لازَم تدريس الفقه، يقول: من لا يعرفه لا يعرف غيره، وكان فصيحَ اللِّسان والقلم، حتى كان مَن يحضُرُه يقول: لو حضره سيبوَيْهِ لأخَذ النحو مِن فِيه.

وقد خلف رحمه الله مؤلفات علمية كثيرة وتآليف مفيدة وهي دالة على تمكنه من العلم ورسوخه فيه، منها:

– الأسئلة والأجوبة، وهذا الكتاب يتضمن مجموعةً من الأسئلة والأجوبة وضَعها الونشريسي عام 871هـ بتلمسان، وبعث بها إلى أستاذِه عبدالله القَوْري بفاس، وضمَّن معظمَها في معيارِه.

– إيضاح المسالك إلى قواعدِ الإمام أبي عبدالله مالك، ويُعرف بالقواعدِ الفقهية، ويضمُّ مائة وثماني عشرة قاعدة، يقول محمد الحجوي: له أهميةٌ قصوى عند المالكية ولدى أئمة المغرب؛ إذ يجعلونه ضِمن الكتب التي يجب على المفتي قراءتُها واستحضار قواعدها قبل إصدار الفتوى، وقد اعتنى بنَظْمه ابنُه عبد الواحد في كتابٍ أسماه: “سنا المقتبس – أو النور المقتبس – لفَهْم قواعدِ الإمام مالك بن أنس”، ويحتوي على خَمسمائة وألف بيت.

– الوَفَيَات، وهو كتاب ضمنه ترجمة كاملة لشيوخه.

– الواعي لمسائلِ الأحكام والتداعي، ذكَره الونشريسي في كتابه: إيضاح المسالك.

– المنهج الفائق والمَنْهل الرائق والمعنى اللائق بآداب الموثق وأحكام الوثائق.

– عدة البروق في تلخيص ما في المذهب من الجموع والفروق، وموضوعُه: مقاصد الشريعة الإسلامية، إذ يبيِّنُ العِللَ في اختلافِ الأحكام بين المسائل.

– الفَهْرسة: ترجم فيها لشيوخه وشيوخ شيوخه، وقد أجاز بها تلميذَه أبا عبدالله محمد بن عبد الجبار الورتدغيري.

– المعيار المعرِب والجامع المغرب، عن فتاوى علماءِ إفريقية والأندلس والمغرب، ويعد هذا الكتاب من أشهرِ كتب المالكية في الفتوى، ومكانته لا تخفى على أحدٍ، طُبِع في ثلاثة عشر جزءًا، والجزء الثالث عشر عبارة عن فهرسته، استمدَّ معلوماته – فيما يتعلق بفتاوى علماء فاس والأندلس – من مكتبة تلميذه القاضي محمد بن محمد الغرديس التَّغلِبي، وفيما يتعلَّقُ بفتاوى أهل إفريقية – تونس والجزائر وتلمسان – كانت مصادره الأساس نوازل البرزلي أبي القاسم بن أحمد القيرواني (ت 844هـ)، وهي المعروفةُ: بالدرَّة المكنونة في نوازل مازونة، ليحيى بن أبي عمران المغيلي قاضي بلدة مازونة،

ويمتاز المعيارُ بكثرةِ ما احتوى عليه من نوازل، وهي تختلف أساسًا عن الافتراضات النظرية التي طالما شعَّبت الفقه وضخمته وعقدته، فكانت الأحداث التي عاشها الغرب الإسلامي مَدعاة إلى اجتهاد الفقهاءِ لاستنباط الأحكام الشرعية الملائمة عن طريق استقراء النصوص الفقهية القديمة ومقارنتها وتأويلها.

توفي رحمه الله يوم الثلاثاء في العشرين من صفر سنة أربعة عشر وتسعمائة  للهجرة، وقد ناف عن ثمانين عاما بمدينة فاس بقرب سيدي محمد بن عباد رحمهم الله تعالى ورضي عنهم.

 

من مصادر ومراجع الترجمة:
– سلوة الأنفاس 1/171.
معجم المؤلفين: 1/205.
الأعلام خير الدين الزركلي: 1/269.
فهرس أحمد المنجور الفاسي، ص: 50.
البستان في ذكر العلماء و الأولياء بتلمسان لابن مريم، ص: 54.

– دوحة الناشر 47 الترجمة رقم:32.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق