الرابطة المحمدية للعلماء

زراعة الخضراوات العضوية في خدمة البيئة المستدامة

تمتاز الفواكه والخضروات العضوية بكونها صحية، لخلوها من سموم المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية المسببة لأمراض خطيرة، ويستفاد من الزراعة العضوية أيضا، وقف هدر المياه في الري، وهي التقنية التي نقلها خبراء ألمان إلى السعودية.

وتمكنت هذه التقنية الزراعية الجديدة من الحصول على موضع قدم في شبه الجزيرة العربية، بسبب استهلاك الزراعة التقليدية للكثير من المياه خلال العقود الماضية. وتشرف مؤسسة “جي آي زد” الألمانية للتعاون الدولي، على تقديم الاستشارات الفنية للمملكة العربية السعودية، بخصوص قطاع الزراعة العضوية.

وبفضل مزاياها، تم تحول 65 مزارعا في المملكة إلى الزراعة العضوية، في انتظار أن يلتحق بهم 200 مزارعا، اقتداء بالمجموعة الأولى، لتحقق المملكة بذلك زيادة 5 في المائة من الأراضي المعتمدة على الزراعة العضوية بحلول عام 2017.

وقام الألمان بتطوير شعار خاص تحمله المنتجات العضوية على غرار المعايير المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، بحيث أصبحت الرياض وبعض المدن السعودية الكبرى، تتوفر على أسواق خاصة بالمنتجات الزراعية العضوية التي زرعت بشكل صديق للبيئة، تمكن المستهلك من اقتناء بعض السلع كالبطاطس والطماطم والفلفل وكذلك التمر الذي زرع نخيله بدون استخدام مبيدات.

ويعد مشروع وزارة الزراعة السعودية، مبادرة حرصت من خلالها السعودية على إنتاج أغذية/منتجات صحية، وتحقيق هدف الاستدامة في البيئة، وهو ما أوضحه ماركو هارتمان، الخبير الزراعي الذي جاء من مدينة كوبلنز الألمانية ويعمل في السعودية منذ عامين.

ويرى هارتمان أنه على الرغم من أن المساحة التي تزرع بالوسائل العضوية في السعودية لا تتجاوز حتى الآن أقل من 0.5 في المائة من إجمالي المساحة المزروعة، إلا أن الكثير من الأشياء قد تغير منذ أن بدأت السعودية تعول على الزراعة العضوية.

 وبفضل هذه الخطوات، تم التغلب على بعض سلبيات السياسة الزراعية القديمة التي أدت إلى أن يزرع القمح والخضروات في مساحات واسعة، ويصدرا في إحدى أقل دول العالم بالنسبة لوفرة المياه.

وقد لجأت السعودية إلى حظر الإنتاج الصناعي للأعلاف، وإلغاء الدعم على زراعة القمح، وأيضا حظر تصدير خضرواتها، وذلك بهدف خفض إهدار مخزون المياه الجوفية، كون السعودية تعتمد بالأساس  على الآبار الجوفية، كمصدر لمياه الري دون دفع رسوم على ذلك .

وأشار الخبير الألماني هارتمان إلى أن السعودية تعتمد في الري على الرشاشات العملاقة لري الخضروات، وتستخدم تقنية الغمر بالمياه لري أشجار النخيل، مؤكدا على أن الطريقتين تتسببان في إهدار الكثير من المياه بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو في المملكة، الشيء الذي يؤدي إلى تبخر كميات كبيرة من المياه.

 ويعتمد مستخدمو وسائل الزراعة الطبيعية في الري على تقنية التنقيط، وهو ما يساعد في ترشيد استهلاك المياه بنسبة 70 إلى 80 في المائة مقارنة بـ 50 إلى 60 في المائة بالنسبة للوسائل التقليدية.

فاطمة الزهراء الحاتمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق