مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةأعلام

رفيدة الأسلمية : أول ممرضة في الإسلام

 هي الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية، من قبيلة أسلم، وقيل : رفيدة الأنصارية، واسمها مشتق من الرفد، وهو الإعانة والعطاء. وحقاً لقد كانت معطاءة، هي أولُ ممرضةٍ في الإسلام؛ كانت تقوم بمداواةِ مُصابي المسلمين وجرحاهم في غزوات الرسول – صلَّى الله عليه وسلم – التي خاضها لنشر الإسلام، كما كانت لها خيمة إسعافية تستقبل فيها الجرحى والمصابين؛ لتقوم بإسعافهم بمساعدة بعض الصحابيات الجليلات، فتسعفهم وتداويهم بمعرفتها الطبية، وخبرتها العلاجية المعروفة في ذلك الوقت.

 هذه الصحابية الجليلة وهبت نفسها لله ورسوله، فكانت تداوي الجرحى في ميادين القتال، وكانت تقوم بأداء واجبها نحو المسلمين في أتم صورة، كما كانت لها مكانة ومنزلة عند رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان يُجلها ويحترمها .فقد استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى اشتهرت بها، وعُرفت بين الناس قاطبة.

وكان يُطلق عليها (الفدائية) لأنها كانت تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتسعف المصابين وتشجع المجاهدين. وكانت تخرج في الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجمال، ثم تقيمها بإزاء معسكر المسلمين. تشاركها العمل الصحابيات رضوان الله عليهن؛ لذا تعتبر خيمة رفيدة الأسلمية على الرغم من بدائيتها أول مستشفى ميداني.

فقد كانت رفيدة تنفق على عملها هذا من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بذلك بالجهد والمال في سبيل الله. فكانت مجاهدة بمالها ونفسها، وكانت في الوقت نفسه قدوة حسنة، وأسوة عظيمة للنساء في هذا الميدان.

Science

ذة. كنزة فتحي

حاصلة على الإجازة في الفلسفة

باحثة سابقة بمركز ابن البنا المراكشي

مهتمة بدراسة تاريخ النساء العالمات في الحضارة العربية الإسلامية

ترجمت عدة مقالات من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق