ربيع المخطوط المغربي الأندلسي الصوفي في الدار البيضاء
من أجل بناء حوار بين الحضارات على التاريخ المشترك لتأسيس مستقبل مشترك
بحضور مكثف للباحثين في التراث الأندلسي ولطلبة الدراسات الأيبريية، وبدعم من عدة مؤسسات علمية وثقافية كمعهد ثيربانتيس بالدار البيضاء، ومؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية، نظمت مجموعة البحث في المخطوط الأندلسي بكلية الآداب عين الشق ندوة علمية دولية أيام 3-4-5 مارس 2009، وهي الدورة الثانية من ربيع المخطوط الأندلسي وموضوعها هذه المرة: المخطوط المغربي الأندلسي الصوفي دراسة وتحقيق.
وقد جمع هذا المؤتمر الدولي الهام، الذي نسقه الدكتور مصطفى أمادي، ثلة من ألمع الباحثين في الموضوع على المستوى الدولي من دول مجاورة كإسبانيا والبرتغال، وشقيقة كتونس والجزائر، وشكل حلقة مهمة في اكتشاف التراث المشترك بين هذه الدول، كما مثل بفضل الأعمال العلمية المقدمة مرجعية في دراسة التراث الأندلسي حيث شارك فيه كبار المؤرخين والمحققين، من أمثال مستشار صاحب الجلالة الدكتور عباس الجراري بمحاضرة في موضوع: الإنشادات الدينية في المغرب بين التأثر بالتصوف السني والتصوف الفلسفي، والدكتور محمد الكتاني من الديوان الملكي بعرض في المنهج التركيبي في الكتابة الصوفية عند ابن الخطيب، والدكتور عبد الهادي التازي بموضوع: "الخطيب ابن عباد دفين فاس"، والدكتور بن شريفة بـ "متصوفة وحدة الوجود بالأندلس" والدكتور أحمد توفيق بـ "ملاحظات وتأملات حول مخطوطة أندلسية"، ود. أحمد شوقي بنبين محافظ الخزانة الحسنية بمحاضرة في: "مدخل إلى دراسة المخطوط الأندلسي"، والباحثة الإسبانية الكبير ماريا خيسوس فيكيرا بموضوع: "مكتشفات المخطوطات الأندلسية".
وقد استمرت الندوة عبر ثلاثة أيام قدمت خلالها عروض قيمة أبرزت قيمة المخطوط المغربي والأندلسي، ومن أهم هذه المشاركات أيضا نذكر محاضرة المدير الجهوي لوزارة الثقافة بفاس: ذ. حسن هرنان في موضوع: "قراءة في مخطوطات صوفية بخزانة القرويين" ومشاركة الدكتور مصطفى الصمدي بعرضه القيم: "قضايا صوفية بالأندلس من خلال نصوص النوازل"، كما أدلى أيضا الدكتور فيصل الشرايبي بعرض قيم حول "معشرات في الزهد لابن السيد البطليوسي"، والدكتور لحسن أوري، وغير ذلك من المداخلات القيمة التي أتحف من خلالها الأساتذة المحاضرون الظمأى من طلاب الدراسات بمعلومات نفيسة مدعمة بوثائق ومخطوطات نادرة وقراءات ومناهج جديدة.
هذا، وقد أفضى المؤتمر الدولي للمخطوط إلى التأكيد على التوصيات الآتية:
- طبع أعمال المؤتمر، وقد كلفت بعض المؤسسات بذلك فعلا.
- تشجيع الباحثين على تحقيق التراث المخطوط الأندلسي المغربي.
- تثمين جميع المبادرات القيمة من عدة جهات راعية سواء من المغرب أو إسبانيا الرامية إلى استثمار التراث المشترك من أجل بناء حوار بين الحضارات على التاريخ المشترك لتأسيس مستقبل مشترك.
(عن جريدة العلم ـ بتصرف)