الرابطة المحمدية للعلماء

“ذهنيات ومحكيات عن الإسلام في الغرب” مؤلف جديد للكاتب محمد رضوان

صدر للكاتب المغربي محمد رضوان، عن دار نشر “كنوز المعرفة” بعمان (الأردن) في مطلع 2016، مؤلف جديد بعنوان “ذهنيات ومحكيات عن الإسلام في الغرب؛ فصول من المنافرة والمحاورة بين الغرب والإسلام”.

ويسعى هذا الكتاب، الذي يعرض حاليا بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الثانية والعشرين، إلى تسليط الضوء على تيار فكري معاد للثقافة الإسلامية في الغرب، وهو تيار يغنم بعض الفرص المتاحة من واقع العرب والمسلمين المتردي، ويفتعل بعضها، للتهجم على هذه الثقافة والتصادم معها.

يوضح المؤلف في مقدمة الكتاب؛ ” بالرغم من دعوة النخب العاقلة، من ساسة ومثقفين وعلماء مسلمين ومسيحيين، إلى التصدي لشعارات وأطروحات الصدام بين الثقافات والحضارات والأديان، واجتثاث بذور التعصب الفكري والديني، فإن الاضطرابات التي تعانيها اليوم عدة مناطق في العالم، سواء بالبلدان الإسلامية أو بأروبا وإفريقيا وآسيا، تشهد على مدى اكتساح الأفكار الجانحة، والمواقف المتصلبة، والرؤى المتطرفة.

لقد نجح دعاة الإقصاء والرافضون للآخر، وهم ليسوا بالضرورة دائما من المتدينين، فمنهم أيضا العلمانيون والقوميون والطائفيون والمذهبيون واللادينيون، في التأثير على عقول الأفراد والحركات والجماعات، وحتى على سياسات بعض الدول، فزادت أسباب النزاع وتصاعدت حتى تفجرت في كثير من ظواهر العنف والكراهية بين مجموعات وشعوب وثقافات”.

ويضيف المؤلف أن من نتائج هذا الوضع “سقوط مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، الذين أزهقت أرواحهم بسبب هذا العنف المتوحش، الذي وجد من يضفي عليه شرعية مزعومة ومحبوكة في خطابات سياسية ودينية وإعلامية مضللة”.

وبالنسبة للمؤلف، فإن “ظاهرة العنف والتوحش، التي أصبحت إحدى سمات وقتنا الحاضر، لا تنتشر فقط في ما بين المتغايرين ثقافيا أو حضاريا أو دينيا أو عرقيا، وإنما استشرت حتى بين المتجانسين في الثقافة والحضارة والدين وداخل البلد أو القطر الواحد”.

لكن المؤلف يرى أن التيار المعادي للثقافة الإسلامية في الغرب ساهم بنصيب كبير في ما يحدث من صراع ديني وحضاري وثقافي في العالم الإسلامي وفي الغرب. وقد أصبح هذا التيار يعبر عن نفسه بوضوح في عدة مواقف وخطب وسياسات في العقود الأخيرة، التي شهدت أحداثا مثيرة في العالم العربي والإسلامي، والتي كان من أسبابها أيضا السياسات الجائرة من بعض الأنظمة والحكومات المحلية والقوى الدولية، وكذلك نتيجة انتشار بعض الأفكار الجانحة، والجهل، والغلو في بعض المجتمعات الإسلامية.

إلا أن العداء للثقافة الإسلامية في الغرب ليس وليد اليوم، ولا يتصل باضطراب العالم الجديد، وإنما هو ـ بالنسبة للمؤلف ـ موقف قديم يعود إلى مراحل السجال اللاهوتي والفلسفي المسيحي القروسطوي عن الإسلام للحد من انتشاره في مناطق نفوذ الكنيسة السابق بالشرق وشمال إفريقيا وبعض مناطق أروبا التي عرفت اكتساح الثقافة الإسلامية كما حصل في صقلية وشبه جزيرة إيبيريا.

كما شكلت بعض المدارس الاستشراقية، والتراث الأدبي والفني الأروبي، ووسائل الاتصال والإعلام في العصر الحاضر، معاقل أساسية لترويج شبهات عن الثقافة الإسلامية، وإشاعة أحكام وصور سلبية نمطية عن العرب والمسلمين، فترسخت بذلك محكيات وخيالات وأوهام لاعلاقة لها بحقيقة الإسلام والمسلمين، وظلت ثابتة في جزء مهم من الذهنية الغربية إلى اليوم، وهو ما يرصد بعضها مؤلف هذا الكتاب.

سبق للباحث المغربي، محمد رضوان، وهو حاصل على دكتوراة دولة في العلوم السياسية، أن أصدر عدة مؤلفات قانونية وفكرية بالمغرب والخارج، منها؛ “منازعات الحدود في العالم العربي” ( دار أفريقيا الشرق- 1999)، و”المبادئ العامة للقانون الدولي الإنساني والعدالة الدولية” (دار إفريقيا الشرق – 2010)، و”أوهام الغرب عن الإسلام” ( الدار البيضاء- 2013)، و”القدس الشريف في الاستشراق اليهودي” ( الرياض- 2014).
    
    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق