الرابطة المحمدية للعلماء

د.أحمد عبادي: المتاريس الأولية لأي نهضة هي الأفكار التي ينتجها الباحثون

قال فضيلة الأستاذ/الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن المتاريس الأولية لأي نهضة هي الأفكار التي ينتجها الباحثون، وبدون هذه الأفكار فالمجتمع لا يمكنه أن ينهض ولا يمكنه أن ينبعث، مشددا، في مداخلة له مساء الجمعة 29 أبريل 2016 بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم والإنسانية بمدينة الرباط خلال الملتقى الثاني للباحثين الشباب، على ضرورة نشر هذا الوعي في البيئة الحاضنة لهؤلاء الباحثين حتى يتسنى للمجتمع التفاعل الإيجابي مع ثروتهم البحثية.

وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في هذا الملتقى، الذي ينظمه مركز الدكتوراه لكلية الآداب والعلوم والإنسانية جامعة محمد الخامس من 29 أبريل المنصرم إلى 13 ماي الجاري، إن إقناع أي مجتمع من الناحية البيداغوجية والديداكتيكية بأفكار هذه الأبحاث لا يتم إلا عن طريق الحجج والدلائل والبراهين وإظهار الثمرات، مبينا أن الأبحاث التي تسهم بهذه الثمرات في وضع الحلول وإيجاد الإجابات الشافية للقضايا المطروحة، تجعل المجتمع يتطلع إلى معرفة الجهة التي صدرت منها تلك الأبحاث.

وأكد الدكتور أحمد عبادي في المداخلة نفسها أن ذلك كله لا يمكن أن يكون إلا إذا كانت تلك الأبحاث تعالج قضايا ملموسة وحقيقية وتقدم عملا منتجا، مستشهدا في ذلك بالاختراعات التي أنجزت في فترة النهضة الأوروبية وبالضبط ابتداء من القرن الخامس عشر الميلادي، حيث ظهر باحثون في مجال العلوم البحثة وقدموا حلولا للمشاكل التي كان يعاني منها المجتمع الأوروبي، الشيء الذي جعل هذا الأخير يتجاوب مع هذه الأبحاث ويشعر بمدى أهميتها ومن ثمة أصبح ينظر للباحث في أوروبا باعتباره قيمة مضافة.

في العلوم الإنسانية، يسترسل فضيلة الدكتور أحمد عبادي السيد في مداخلته، أيضا كان نفس الشيء، بحيث لما تركبت المجتمعات وانتقلت من البساطة التي تعني القبيلة أو المدينة الصغيرة إلى التركيب حيث تستبحر هذه المدينة وتتوسع وتكبر وتكبر معها اهتماماتها وقضاياها وانشغالاتها سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية، وأشار إلى أن الذين يتفاعلون مع قضايا هذه المدينة ويجدون الحلول لها هم الباحثون الذين يستطيعون إقناع تلك المجتمعات بمدى أهمية ووظيفية هذه البحوث، مؤكدا أنه من أجل ذلك تزايد الطلب على ذوي الخبرة وعلى الذين يقومون بدراسات ولاسيما أولئك الذين يقدمون الأدلة والحجج على سلامة مقاربتهم وعلى نجاعة النتائج والثمرات التي توصلوا لها.

وجوابا على تساؤلات أحد الطلبة الباحثين حول مآل ومصير البحث العلمي وخاصة رسالة الدكتوراه، أوضح الدكتور أحمد عبادي أن الأفكار التي تكون موجودة وجاهزة وإن ظهر أنها لا تستعمل في الوقت الراهن سيأتي زمان وسيتم الرجوع فيه إلى قواعدها ومعطياتها، التي ستكون ملهمة وفاتحة للطريق.

ونبه فضيلة الأمين العام في ذات المداخلة أن ما سلف التنبيه له لا يمكن أن يكون ذا جدوى إذا لم يكن هناك مشروع مجتمعي مشترك، ضاربا المثل في هذا الإطار بالماء الراكد، الذي بمجرد ما يجد له مخرجا حتى يصبح ذا حراك، مفيدا أن هذا الحراك هو الذي ينبثق من المشروع المجتمعي المشترك، فيعبئ الإرادات والقدرات وكل ما تم الحديث عنه سلفا ويعطي بالتالي الوظيفية للبحث العلمي.

وتتواصل فعاليات هذا الملتقى العلمي، التي تحتضنها كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، تحت شعار “العلوم الإنسانية مكانتها ودورها في المجتمع”، وتستمر إلى غاية 13 من ماي الجاري، بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والمهتمين الذين قدموا من مختلف الجامعات المغربية، وذلك بتنظيم فضلا عن المحاضرات والمداخلات العلمية، معارض و ورشات منها الورشة التي تنظم لفائدة طلبة السنة الأولى في موضوع “صياغة مشروع البحث”، والورشة التي ستنظم حول موضوع “استعمال المكتبات والمكتبات الرقمية”.

أحمد زياد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق