الرابطة المحمدية للعلماء

دور التعليم الإلكتروني في تعزيز مجتمعات المعرفة

د. الحجامي: التعليم الإلكتروني بوابة المغرب لتسريع وتيرة الانخراط في مجتمع المعرفة

كان موضوع دور “التعليم الإلكتروني في تعزيز مجتمعات المعرفة”، محور النقاش الدائر في “الحوار الحي” الأسبوعي ليوم الخميس 11 مارس الجاري في موقع الرابطة المحمدية للعلماء على شبكة الإنترنت، من خلال استضافة الدكتور عبد الكريم الحجامي؛ مدير المختبر الوطني للمضامين الرقمية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالمي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالمغرب، ومسؤول عن فريق البحث “تكنولوجيا المعلومات والاتصال للتكوين في العلوم”، بالمدرس العليا للأساتذة بفاس، وهو أيضا، المنسق الوطني للشبكة المغربية لتعليميّة العلوم.

وبداية، توقف المتدخل عند المقصود بالتعليم الإلكتروني، وقصد به طريقة للتعليم لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال من حاسب وشبكاته ووسائط متعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات إنترنيت يمكن استعمالها عن بُعد أو في الفصل الدراسي، وبكلمة، فهو تعليم يعتمد على استخدام تكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالمعلوميات بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم.

فيما يتعلق بمأزق التوفيق بين إكراه الانخراط في واقع الثورة المعلوماتية وبالتالي الاستفادة الأمثل من التعليم الإلكتروني، وبين إكراه أكبر يهم المغرب عموما، أننا لا نولي اهتمامات كبيرة وجادة بمقتضيات مجتمع المعرفة، طالب الدكتور عبد الكريم الحجامي أولا بضرورة التمييز بين مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة، من منطلق أن التعليم الإلكتروني يهتم أساسا بهذا الأخير؛ فالمعرفة وبناؤها وتلقينها للآخرين هو جوهر التعليم الإلكتروني، وبالتالي عند التمييز بين هذين المجتمعين يمكن أن نتجاوز الثورة المعلوماتية الهائلة كما تحدثتم عنها والاستفادة أكثر من المعرفة التي لها ضوابط في التعليم الإلكتروني.

وعن اهتمام المغرب بمقتضيات مجتمع المعرفة، فقد ذكّر الحجامي بمجموعة من أوراش عمل في مجال تحديد مجتمعات المعرفة المتميزة وتشجيعها ودعمها.

وعن حدود وآفاق مساهمة التعليم الإلكتروني في التصدي للإكراهات الكبيرة التي تواجه المنظومة التعليمية ببلادنا عموما، والتي تطلبت الحديث عن مجموعة من المخططات الاستعجلالية للتعليم، أشار المتدخل إلى التعليم الإلكتروني لا يعوض التعليم التقليدي والوسائل الديداكتيكية المعهودة ولكن له إيجابيات أبرزتها البحوث والدراسات عالميا منها:

الالتزام بمبدأ الحرية والمجانية لاكتساب المعرفة، وإمكانية تحوير طرق التدريس والإحساس بالمساواة، وإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة؛ أما فيما يتعلق بالمخططات الاستعجالية للتعليم التي تحدثتم عنها؛ فإن البرنامج الاستعجالي الذي أرسته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي خصص حيزا هاما لتوظيف واستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية التي هي من أدوات التعليم الالكتروني.

من الأسئلة الهامة الواردة في الحوار الحي، ذلك الخاص بالجوانب الجديدة لدور المعلم في ظل التعلم الالكتروني، حيث أكد الخبير التعليمي في هذا الصدد على أن التعليم الإلكتروني لا يلغي دور المعلم أو الأستاذ بل يدعمه ويعطيه أدوار أساسية منها: تمكين المتعلم من استعمال الوسائل المتعددة الوسائط المندمجة داخل التعليم الإلكتروني؛ فتح المجال للمتعلم للمساهمة في بناء المعرفة بنفسه وذلك عبر تدبير التفاعلات البيداغوجية التي تسمح بها هذه الوسائط؛ وأخيرا، جعل تكنولوجيا المعلومات والاتصال دعامات للقيام بأجزاء من الدرس وليس هدفا في حد ذاتها.

وعن مدى مساهمة المختبر الوطني للمضامين الرقمية، في الساحة الرقمية المغربية، أشار الدكتور الحجامي إلى أن للمختبر مهام أساسية للارتقاء بالساحة الرقمية المغربية خاصة منها المتعلقة بالمجال التربوي، فهو منذ البداية ساهم في مواكبة التطور الذي وصل إليه برنامج جيني وشارك في عدة أعماله من تقييم الموارد الرقمية والمساهمة في أوراش التكوين كما قطع أشواطا هامة في تحقيق مهامه من إرساء لآليات إنتاج المضامين الرقمية ووضع أدوات لليقظة التكنولوجية والرقمية كذلك، وتطوير مجموعة من الموارد الرقمية التربوية التي تعتمد على البرامج الحرة كما يعمل على إرساء تصور هادف وفعال في بلورة إستراتيجية تكنولوجية المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية المغربية.

أما الهاجس الأساسي الذي يشتغل فيه المختبر، فلا يخرج عن جعل الموارد الرقمية لها بعد بيداغوجي وديداكتيكي قابل للاستعمال من طرف الأساتذة والمتعلمين داخل الفصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق