الرابطة المحمدية للعلماء

دور الأم والطفل.. بنيات للمواكبة الاجتماعية تكرس حق جميع الأطفال في الولوج للخدمات الصحية

تنزيلا لمقاربتها الاجتماعية القائمة على دعم الفئات في وضعية هشاشة، وتفعيلا لبرنامجها الموجه للأطفال المرضى وأمهاتهم، انخرطت مؤسسة محمد الخامس للتضامن خلال السنوات الأخيرة في إحداث عدد من “دور الأم والطفل” الرامية إلى ضمان مواكبة اجتماعية لفائدة الأطفال المرضى الذين يتطلب علاجهم المكوث لمدة طويلة في المستشفى، وخاصة منهم المنحدرون من مناطق نائية، وبالتالي ضمان حقهم في الولوج للخدمات الصحية.

ويعكس إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين بالدار البيضاء، على تدشين “دار الأم” بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، المخصصة لاستقبال أمهات الأطفال الذين يتلقون العلاجات بهذا المستشفى، الاهتمام الخاص الذي ما فتئ يوليه جلالته لقطاع الصحة وجعل خدماته في متناول جميع شرائح المجتمع.

كما يجسد تدشين جلالة الملك لهذه الدار حرص جلالته على التتبع الميداني للأوراش المرتبطة بتطوير البنيات التحتية الاجتماعية، وخاصة منها الرامية إلى تحسين ظروف استقبال واستشفاء الأطفال وتمكين ذويهم من المواكبة الاجتماعية اللازمة، ومن ثم ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات.

ويتماشى تدشين جلالة الملك لـ”دار الأم”، أيضا، مع مضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة يوم فاتح يوليوز الجاري، والتي قال فيها جلالته “نؤكد حرصنا الموصول على جعل النهوض بقطاع الصحة من الأوراش الحيوية الكبرى، إيمانا منا بأن حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة، وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة”.

وبالفعل، فإن “دور الطفل والأم” المحدثة على مستوى عدد من المراكز الاستشفائية الجامعية تضطلع بدور مهم في توفير الظروف الملائمة لاستقبال الأمهات وأطفالهن المنحدرين من المناطق النائية والأوساط الهشة، والذين يعالجون من أمراض مستعصية تستلزم التكفل والرعاية لمدة طويلة، وذلك من خلال تسهيل ولوجهم إلى العلاج، وتقديم الدعم النفسي لهم، والمواكبة الاجتماعية لذويهم.

وهكذا تمكن دور الطفل بالمراكز الاستشفائية الجامعية الأطفال المرضى من الاستمرار في ممارسة أنشطتهم الاجتماعية والتربوية والثقافية ومتابعة الدراسة داخل المستشفى. كما تشكل بالنسبة لهم فضاء للتواصل والتسلية والترفيه، وتجاوز صعوبات العلاج، وذلك من خلال ربط صلات مادية ومعنوية بالعالم الخارجي.

أما دور الأم فتمكن من ضمان بقاء الأمهات بالقرب من أطفالهن خلال فترة العلاج، وهو ما يعزز الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال وضمان ظروف اجتماعية ملائمة لاستشفائهم. وعلاوة على هذا الجانب المعنوي، فإن دور الأم تساهم في تخفيف أعباء التنقل يوميا إلى مناطق سكناهن النائية، ومن ثم التخفيف من نفقات الاستشفاء، وخاصة حين يتعلق الأمر بمدة علاج طويلة.

وفي واقع الأمر، فإن “دور الأم والطفل” تشكل حلقة في سلسلة البنيات ذات الطابع الاجتماعي التي دأبت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على إحداثها قصد الارتقاء بجودة الخدمات الاستشفائية، وجعل المرفق الصحي فضاء للتكفل والمصاحبة الاجتماعية والدعم النفسي، وذلك من قبيل مراكز التكفل بالشباب ضحايا الإدمان، ومرضى السرطان، والأشخاص المسنين، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما تشكل هذه الدور تجليا آخر للعناية التي توليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن للأطفال، وسعيها إلى حمايتهم ودعم انخراطهم الفاعل في محيطهم الاجتماعي عبر تعزيز دعم تمدرس هذه الشريحة الاجتماعية ومساعدتها على الاندماج بشكل أفضل في الأوساط العائلية والمدرسية والاقتصادية، ولا سيما من خلال إحداث مراكز لإيواء الأطفال المتخلى عنهم وأطفال الشوارع.

وحري بالذكر أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومنذ إحداثها سنة 1999، دأبت على تنفيذ عدد من البرامج الرامية إلى التخفيف من مظاهر الإقصاء والهشاشة الاجتماعية ودعم الأشخاص في وضعية صعبة وضمان انخراطهم الفاعل في محيطهم السوسيو- اقتصادي، من خلال مقاربة شمولية ومندمجة وجيدة الاستهداف تضع الشباب والنساء والأطفال والأشخاص المسنين في صلب اهتماماتها، بالنظر للمكانة الخاصة التي تحظى بها هذه الفئات والصعوبات التي عادة ما تحول دون اندماجها وانخراطها الكامل في عجلة التنمية.

عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق