الرابطة المحمدية للعلماء

دراسة: المناهج الواقعية تعزز مهارات القراءة

أظهرت نتائج دراسة حديثة سيتم نشرها يوم الاثنين تفوق أطفال مدينة نيويورك الذين تعلموا القراءة باستخدام منهج تجريبي يركز على نصوص واقعية على الأطفال في بعض المدارس الأخرى التي استخدمت الطرق التي تم تبنيها منذ الأيام الأولى لإدارة بلومبيرغ.

واكتشفت الدراسة أن طلاب السنة الثانية الذين تعلموا القراءة باستخدام برنامج «كور نوليدج» حققوا نتائج أعلى بكثير في اختبارات القراءة والفهم مقارنة بالطلاب الآخرين في المدارس الأخرى. واختبرت هذه الدراسة أيضا الطلبة في الدراسات الاجتماعية والمعرفة العلمية، واكتشفت مرة أخرى تفوق طلاب منهج «كور نوليدج». وأدى خفض الميزانيات وحافز زيادة الدرجات في اختبارات القراءة والحساب في الولاية إلى قيام العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة بتحجيم تعليم الدراسات الاجتماعية والعلوم بها.

يقول جوش توماسيس، نائب المدير الأكاديمي لإدارة التعليم في المدينة «تقدم هذا البيانات خيارا مبشرا لمديري المدارس يمكنهم أن يضعوه في اعتبارهم». وأضاف توماسيس أن المنهج الجديد قد يكون مفيدا في المساعدة على تحقيق أهداف التعلم الجديدة، المعروفة بـ«الجوهر المشترك»، التي تبنتها ولاية نيويورك ومعظم الولايات الأخرى. وأشار إلى أنه «بينما نحاول جعل المناهج والمواد متوافقة مع (معايير الجوهر المشترك) الجديدة، فإننا نتطلع إلى العمل مع هذه المجموعة وغيرها للتوصل إلى معايير أعلى».

وعلى الرغم من ذلك، يقول مسؤولو المدينة إن هذه الدراسة لم تعتبر مؤشرا على ضرورة التخلي عن أساليب تعليم القراءة والكتابة المتوازنة. ويقول كثير من المدافعين عن هذا المنهج الذي استمر تطبيقه لفترة طويلة، مثل نائبة المستشار السابقة كارمين فارينا، إن هذه الدراسة قد ركزت على عدد قليل جدا من المدارس لا يكفي لاستخدام نتائجها في مناقشات وضع سياسات التعليم.

وقالت لوسي كالكينز، الأستاذة في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا ومخططة «برنامج القراءة والكتابة المتوازن» في المدينة «أعتقد أن هذه الدراسة جدلية بشكل كبير. وكل ما أستطيع قوله هو أنهم أعطوا بعض المصادر لـ10 مدارس لدعم محتوى القراءة والكتابة، ثم قاموا بعد ذلك بإجراء اختبار لكل المدارس حول محتوى القراءة والكتابة». وأضافت لوسي أنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة إلى أي مستوى من الدقة كانت المدارس العشر تستخدم شكلا من تعليم القراءة والكتابة المتوازن.

وقام الدكتور ديفيد هيرش بتأليف العديد من الكتب حول التعليم، بما في ذلك الكتاب الذي حقق أفضل المبيعات «ثقافة القراءة والكتابة: ما يحتاج كل أميركي لمعرفته»، الذي يعتمد على فكرة أن المدارس الأميركية كانت تعلم الأطفال كيفية القراءة من دون تقديم الخلفية المعرفية التي سيحتاجها الأطفال من أجل استيعاب مواد ذات مستوى أعلى. وتعرض الكتاب لانتقادات بسبب إصراره على أن وجود هيئة مشتركة للمعرفة كان أساس الثقافة الوطنية في أميركا.

وقال كلاين، عندما قام بتقديم برنامج «كور نوليدج» التجريبي، إنه يتمنى أن يتم استخدام هذا البرنامج في رفع درجات القراءة لطلاب الصف الثامن، الذين قلت درجاتهم عن نظرائهم في الصف الرابع.

وقد اكتشفت الدراسة أنه بالنسبة لكل عام من أعوام الدراسة الثلاثة، حصل الطلاب الخاضعون لبرنامج «كور نوليدج» في كل عام على درجات أفضل من نظرائهم في المدارس المقارنة في اختبار قراءة موجز. وكان من السهل ملاحظة هذا الفارق في الحضانة، حيث حقق العشرات من الطلبة الخاضعين لطريقة د.هيرش تحسنا بلغ خمسة أضعاف نظرائهم من الطلبة الآخرين. وبحلول العام الثالث، كان هؤلاء الطلبة لا يزالون يحققون نتائج أعلى، لكن لم تكن الفروق كبيرة بينهم كما كانت من قبل. وزادت درجات هؤلاء الطلبة، بين موسمي الخريف والربيع من العام الماضي، بمعدل 2.5 نقطة في مقياس الدرجات مقارنة بمتوسط درجات بلغ 0.9 درجة في مجموعة المقارنة. ويعتمد مقياس الدرجات على عدد الأسئلة التي تتم الإجابة عنها بصورة صحيحة، بالإضافة إلى درجة صعوبة تلك الأسئلة.

وفي اختبارات «تيرانوفا» القياسية في الدراسات الاجتماعية والعلوم، فاقت نتائج الطلبة الخاضعين لبرنامج «كور نوليدج» نظراءهم في مجموعة المقارنة، لكن لم تختلف درجات كلتا المجموعتين بشكل كبير في اختبار القراءة والفهم والمرادفات الشفهي. وبموجب «منهج القراءة والكتابة المتوازن»، والذي تم استخدامه في سبع من مدارس المقارنة ولا يزال المنهج الأكثر شهرة لتعليم القراءة في مدارس المدينة، يتم تشجيع الطلبة على تنمية حب للقراءة عن طريق اختيار الكتب التي تمثل أهمية بالنسبة لهم. ويقضى المعلمون أوقاتا أقل في إصدار التعليمات وأوقاتا أطول في الإشراف على الطلبة أثناء عملهم مع بعضهم بعضا.

وتعتبر قراءة المؤلفات الواقعية هي المكون الرئيسي في منهج «كور نوليدج»، والذي يعتمد على نظرية أن الأطفال الذين نشأوا على قراءة القصص سوف يفتقدون إلى الخلفية والمفردات الضرورية لفهم النصوص التاريخية والعلمية. وفيما يسمح هذا المنهج للأطفال بقراءة الكتب الخيالية، فإنه يحثهم البرنامج على مناقشة نماذج الطقس والنظام الشمسي وكيفية المقارنة بين مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين.

قد تكون لهذا المنهج جاذبية خاصة لمدارس المدينة التي بدأت في تبني معايير «الجوهر المشترك»، التي تركز على القراءة الواقعية والتي سيتم تطبيقها في عام 2014. وتخطط إدارة التعليم لطلب عروض من الشركات المهتمة بإعداد الكتب المدرسية للطلاب من جميع السنوات الدراسية والتي سترتكز على تلك المعايير.

وقال 72 في المائة من المعلمين والإداريين الذين تم استطلاع آرائهم حول هذا البرنامج التجريبي إنهم «راضون للغاية» أو «راضون بشكل ما» عن هذا المنهج.

وقالت كاتي غرادي، مديرة مدرسة «بابليك سكول 104» في فار روكاواي بولاية كوينز «أحب منهج القراءة والكتابة المتوازنة، أحبه بالفعل، وأعتقد أنه سيحقق نتائج جيدة، خاصة مع الطلبة الذين يأتون إلى المدرسة وقد اعتادوا على القراءة كل يوم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق