الرابطة المحمدية للعلماء

حول أهمية حفظ وصيانة وترميم المخطوطات العربية

الأستاذة زهرة كريمين: المكتبة الوطنية تُواكِب الثورة الرقمية العالمية عبر رقمنة المخطوطات

كان الخوض في موضوع/فن صيانة المخطوطات، محور ركن “الحوار الحي” الذي يبثه موقع الرابطة المحمدية للعلماء، في نسخته الأخيرة المؤرخة يوم 27 يوليوز الماضي، من خلال استضافة الأستاذة زهرة كريمين، مسؤولة مختبر ترميم التراث المخطوط بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومن أجل الترحال مع أجوبة تهم على سبيل المثال، أهم التقنيات والوسائل والمواد المستعملة في صيانة المخطوطات، ومعالم إسهام هذا الفن في حفظ المخطوطات وصيانتها من الضياع والتلف، وغيرها من الأسئلة في هذا المضمار.

وبداية، كان لا بد من التوقف عند التعريفات، حيث أشارت الأستاذة زهرة كريمين، إلى أن المقصود بفن ترميم المخطوطات، صونها والحفاظ عليها وعلى تراثها من مختلف العوامل البيولوجية والكيماوية والبشرية والفيزيائية (الضوء، الحرارة، والرطوبة)، مضيفة أن المدرسة الألمانية، تُعدّ من أبرز مدارس الفن على المستوى العالمي وتأتي بعدها المدرسة الإيطالية والفرنسية ثم الإسبانية، دون أن ننسى المدرسة الأمريكية التي تتميز بالاهتمام الكبير بكل ما هو بحثي وأكاديمي في هذا الإطار.

بالنسبة للحالة المغربية، فقد بدأ العمل في هذا المشروع منذ سنة 1994، وهي السنة التي تعد بالتالي، بمثابة الانطلاقة الحقيقية لتأسيس مختبر ترميم التراث المخطوط تحت إشراف وزارة الثقافة وبتعاون مع الحكومة الإسبانية، حيث كان الهدف من تأسيسه هو الحفاظ على التراث المخطوط بالمغرب، من مختلف العوامل التي تؤثر سلبا على حياة المخطوط وبالتالي على الثقافة والحضارة ككل.

أما عن المؤسسات التي كان لها نفس الاهتمام، فتوقفت الضيفة الكريمة عند مجموعة من المشاريع التي بدأ التعاون بشأنها في هذا السياق، من قبيل مشروع ترميم وصيانة المخطوطات جامعة القرويين ومخطوطاتها بمدينة فاس، وكذلك مشروع ترميم مخطوطات خزانة بن يوسف بمراكش بالإضافة إلى مشروع مماثل بمدينة تطوان. (أشارت الأستاذة زهرة كريمين في هذا المقام إلى أن كل هذه المشاريع كانت في إطار تعاوني وتشاركي مع مجموعة من الهيئات المهتمة بالتراث المخطوط بكل من ألمانيا وإسبانيا).

وعن أهم أدوار  تقنيات المعلومات في حفظ المخطوطات وتخزينها، أشارت ضيفة الحوار الحي، أنه في إطار انفتاحها على وسائل المعلوميات الحديثة، استطاعت المكتبة العامة حاليا أن تدخل وسيلة ميكروفيلم واستعمالها في الحفاظ على المخطوطات ومناولتها من طرف مختلف المهتمين والباحثين، وبمناسبة مرور سنة على تدشين المقر الجديد للمكتبة الوطنية، فقد تمَّ اعتماد تقنية تخزين المخطوطات في أقراص مدمجة قصد تسهيل الاستفادة منها من طرف مختلف المهتمين، ومواكبة منها للثورة الرقمية التي يشهدها العالم تعد المكتبة الوطنية مشروعا لرقمنة مختلف المقتنيات من مخطوطات، خرائط، وصور فوتوغرافية وغيرها.

وبخصوص أهم المخاطر التي تواجهها المخطوطات، فال تخرج خصوصا عن العوامل البيولوجية كالحشرات الأرضَة، والعوامل الفيزيائية الحرارة والرطوبة والكيميائية التي تكون ناتجة عن صناعة الورق وما يرتبط بها من مكونات حمضية وأحيانا في مكونات الحبر التي نسخت به أوراق المخطوط، أما عن أنواع الترميم فتجدر الإشارة إلى أنه قسمين ترميم يدوي يعتمد أساسا على رتق خروم ورق المخطوط بواسطة ورق ياباني تراعي فيه مجموعة من الضوابط والشروط منها سمك الورق واتجاه الألياف، مضيفة أن الترميم الآلي الذي يتم فيه كذلك رتق الخروم بواسطة ألياف تكون من نوع الورق الياباني المعتمد في الترميم اليدوي عن طريق طاولة شفاطة.

وتتقاطع هذه الإجابات مع تلك الخاصة بالعقبات التي تعترض ترميم المخطوطات، وقد لخضتها الضيفة الكريمة في معطين اثنين: الطبيعة الكيميائية للحبر المستعمل في نسخ المخطوط، ثم نسبة الحموضة التي تأثر على ورق المخطوط، وفي حالة ارتفاعها تكون لها آثار سلبية على النص المكتوب كإتلاف بعض حروفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق