الرابطة المحمدية للعلماء

“تنبيه الغافلين” للسمرقندي بعيون إسبانية

قام الطلبة المترجمون بنفخ روح جديدة في ثماني قصص يضمها هذا العمل

صدرت مؤخرا عن منشورات معهد الدراسات البرتغالية الإسبانية، النسخة الإسبانية لمجموعة من القصص مستقاة من كتاب “تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين” لمؤلفه نصر ابن محمد بن إبراهيم السمرقندي.

ويضم هذا العمل، وهو ثمرة مجهود مجموعة من الطلبة الباحثين في معهد الدراسات البرتغالية الإسبانية، بين دفتيه مجموعة من القصص المترجمة من الأعجمية الموريسكية (أو اللغة الإسبانية المكتوبة بحروف عربية) إلى اللغة الإسبانية المعاصرة.

وقد قام الطلبة المترجمون بنفخ روح جديدة في ثماني قصص يضمها هذا العمل من خلال لغة إسبانية مبسطة وحديثة في مستوى فهم القارئ الإسباني المعاصر غير المتخصص، مع العمل على الحفاظ على بعض الكلمات بلغتها العربية حتى لا يفقد النص خصوصيته العربية الأندلسية.

وسبق لفصول كتاب “”تنبيه الغافلين” أن كانت موضوع ترجمة قام بها الموريسكيون في الأندلس من اللغة العربية إلى الأعجمية الموريسكية أسفرت عن إنتاج نص جمع في تناسق وتناغم رائعين بين لغتين مختلفتين، بالرغم مما شاب هذه الترجمة من نقص وابتعاد أحيانا عن معنى النص الأصلي لصعوبة فهم النص العربي.

ويعزى لجوء الموريسكيين إلى الأعجمية في ترجماتهم إلى تشبثهم بهويتهم الإسلامية التي يمثلها الحرف العربي. وبالرغم من أن النصوص الدينية حظيت بحصة الأسد، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود ترجمات للنصوص الأدبية بمختلف أنواعها. وقد كانت الأعجمية أيضا لغة التراسل بين المسلمين الأندلسيين، إضافة إلى كونها لغة التعاقد وتسجيل أبسط الأمور الشخصية.

ويعد كتاب “تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين” مرجعا هاما للوعاظ والخطباء والدعاة والمدرسين، هدف من خلاله المؤلف إلى النصح والتوجيه الأخلاقي، إضافة إلى أسلوب السمرقندي في الفقه، والذي يعتمد على الأحاديث والآثار التي يغلب على أسلوبها الترغيب والترهيب.

ويعرض الكتاب، الذي يتألف من 94 بابا، الآيات والأحاديث والقصص وكلام العلماء بأفضل وأسهل طريقة.

 

(إعداد محمد أبو الخير، عن و.م.ع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق