الرابطة المحمدية للعلماء

تقديم كتاب بالمكسيك يشيد بمظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة

تم يوم الجمعة الماضي بمكسيكو سيتي تقديم كتاب “قضية الصحراء: رؤية جيو سياسية” للباحث المكسيكي رومان لوبيث فييكانيا، والذي يبرز العلاقة التاريخية التي تربط المغرب بأقاليمه الجنوبية، فضلا عن مظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تشهدها هذه الربوع منذ استرجاعها من قبل المغرب.

وفي معرض تقديمه لهذا الكتاب خلال ندوة صحفية، أكد الباحث المكسيكي أن نزاع الصحراء يهم بالأساس المغرب والجزائر التي تحتضن وتدعم جبهة (البوليساريو)، في محاولة منها لمعاكسة المملكة في وحدتها الترابية من خلال ممارستها للدعاية المغرضة.

وشدد على أن المغرب يستند، في إطار نزاعه حول الصحراء، على وقائع ومعطيات تاريخية تثبت أن الأقاليم الصحراوية كانت تجمعها علاقات متينة بباقي مناطق المغرب، من خلال روابط البيعة التي كانت بين ساكنة هاته المناطق وملوك الدولة العلوية.

ويأتي تقديم هذا الكتاب في وقت صعدت فيه الجزائر من أعمالها العدائية والاستفزازية ضد المغرب ومصالحه الاستراتيجية، الأمر الذي دفع المغرب إلى استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور.

وأوضح رومان لوبيث فييكانيا أن فكرة إنجاز هذا المؤلف، الذي يعد بمثابة رؤية جيو سياسية حول نزاع الصحراء، نابعة من الرغبة في إطلاع الرأي العام المكسيكي والعالمي على حقيقة هذا النزاع الذي طال أمده.
ومن جهته، أكد سفير المغرب في المكسيك السيد عبد الرحمان الليبك على دور الجزائر في إطالة أمد هذا النزاع المفتعل حول الصحراء باحتضانها لجبهة (البوليساريو) فوق ترابها واستعمالها لمختلف الوسائل والمناورات لمعاكسة مواقف المغرب، ومحاولاتها الدائمة لإفشال المخططات المغربية والحلول المقترحة الرامية إلى إيجاد حل نهائي لهذا النزاع.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى التجاوب والدعم الكبير الذي لقيته مبادرة الحكم الذاتي لدى الغالبية العظمى من الساكنة الصحراوية، والدينامية الاقتصادية والتنموية التي يعرفها المغرب، وكذا الإصلاحات التي انخرط فيها على مستوى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مبرزا الاندماج الكلي لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة في تدبير شؤونها من خلال المنتخبين المحليين والانخراط في مسلسل التنمية التي تشهدها المملكة.

وأكد على أن مخطط الحكم الذاتي المغربي يمثل شكلا من أشكال حق تقرير المصير، كما يعتبر الحل الأمثل والوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء.

يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء “الغربية” هو نزاع مصطنع مفروض على المغرب من قبل الجزائر التي تمول وتأوي على ترابها بتندوف حركة “البوليساريو” الانفصالية، التي تسعى إلى إقامة دولة وهمية في المغرب العربي. ويعيق هذا الوضع جهود المنتظم الدولي من أجل إيجاد حل للنزاع على أساس حكم ذاتي متقدم في إطار السيادة المغربية واندماج اقتصادي وأمني إقليمي.

يشار إلى أن الكتاب، الذي يقع في 174 صفحة من الحجم المتوسط، يتألف من عشرة أجزاء تتطرق للأسس النظرية لفهم النزاع حول الصحراء، ومسألة الإقليم في تاريخ المغرب ما قبل الحماية، وعلاقة البيعة التي تجمع ملوك الدولة العلوية بسكان هاته الأقاليم، وبداية النزاع وكذا الأطراف الفاعلة فيه، وعلاقة الأمم المتحدة بملف الصحراء، والطفرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الصحراوية منذ استرجاعها من قبل المغرب، وأخيرا علاقة المكسيك بهذا الملف .

وكان الدكتور رومان لوبيث، الذي يشغل منصب رئيس قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة الأمريكتين ببويبلا، قد قام بزيارة للأقاليم الجنوبية للمملكة امتدت لشهور تمكن خلالها من الوقوف على حقيقة نزاع الصحراء عن قرب، مما ساعده في إنجاز هذا العمل الميداني التحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق