مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

ترجمة أبو العباس أحمد بن سعيد القيجميسي

اسمه وبلده:

أبو العباس أحمد بن سعيد القيجميسي[1] – بفتح القاف والجيم بينهما ياء ساكنة مثناة تحتية فميم مكسورة فياء ساكنة فسين بعدها ياء النسبة- المكناسي الورزيغي شهر بالحباك.

مولده:

لم يذكر تلميذه الشيخ ابن غازي سنة ولادته وكذا صاحب توشيح الديباج، واكتفوا بذكر القرن الذي ولد فيه حيث ذكروا أنه ولد بمكناسة في القرن التاسع للهجرة،[2] ولم يزيدوا على ذلك، لكن الشيخ زروق وأحمد بابا التنبكتي و ابن زيدان والزركلي حددوا تاريخ مولده في سنة: 804هـ.[3]

شيوخه:

أخذ العلم وهو صغير على يد الشيخ سيدي سليمان الذي قال فيه ابن عباد: “ما أعلم أحدًا في هذا الوقت أعلم منه بمواجيد القلوب، ولم يفارقه حتى توفي. وأخذ عن العلامة سيدي على بن يشو التلاجدوتي المكناسي وعن الشيخ الأستاذ ابن جابر الغساني المكناسي، والحافظ أبي القاسم التازغدوري، والحافظ المحدث أبي محمَّد العبدوسي وغيرهم”.[4] كما أخذ عن أخيه لأبيه الشيخ الفقيه الصالح الرباني أبي عبد الله محمد بن سعيد.[5]

فضله وعلمه وثناء العلماء عليه:

كان فقيها علامة صوفيا شاعرا فصيحا، وخطيبا مفوها، شديد الذكاء والنباهة، وصفه تلميذه ابن غازي ب: “الشيخ الفقيه الأنبل الذكي الخطيب المصقع الأكمل”[6] وقال عنه: “كان رحمه الله آية الله تعالى في النبل والإدراك، معه حظ وافر من الأدب، وله ذوق في التصوف”،[7]. وقال عنه الشيخ زروق: “كان متصوفا شاعرا ظريفا فقيها”.[8]

كان لفصاحته وقوة خطبه الأثر في توليته الخطابة في المسجد الأعظم بمكناس الزيتون مدة، ثم “خطب بجامع القرويين بعد العبدوسي، ثم عاد لمكناسة فخطب بها، ثم عاد إلى فاس، وعزل هو عن الخطابة، والفقيه القوري عن الفتوى، والقاضي الجنياري عن خطته في يوم واحد،”[9] لكنه لم يتأثر بذلك بل كانت همته عالية، و اشتغل بالتدريس والإقراء، ثم إنه طُلب للإمامة بجامع الأندلس فأبى، وقال: “إن كان عزلي لجرحة فلا يحل تقديمي، وإن كان عن غير جرحة فقبولي من قلة الهمة”،[10] والسبب في عدم قبوله الإمامة بجامع الأندلس هو أن منصب الخطابة في القرويين أشرف من منصب الإمامة في الأندلس، ولأن الصوفية همتهم عالية لا يرضون الانحطاط عن الهمة العالية لأن قبول الانتقال من الأعلى للأدنى انحطاط في الهمة، والله يحب معالي الأمور ويكره النزول إلى السفل.

 كان يدرس بالمدرسة المتوكلية المعروفة بأبي عنان، وكان يسكن بورزيغة من مكناسة الزيتون ومنها ارتحل لفاس.

مؤلفاته:

منها: نظم مسائل ابن جماعة في البيوع محررة بما وضع عليه الإمام أبو العباس القباب، قال ابن غازي فيه وهو: “في رجز عذب بليغ أجاد فيه ما شاء فقرأته عليه قراءة تحقيق وتدقيق وبحث وتغلغل كانت سببا في رجوعه عن بعض أبيات الرجز المذكور وتبديلها بغيرها”[11]

الآخذون عنه:

أخذ عنه الإمام ابن غازي حسبما أفصح بذلك عن نفسه في فهرسه. قال ابن غازي: “لازمت مجلسه رحمه الله تعالى واستفدت منه كثيرا، وقرأت عليه نحو ثلث شرح ابن عقيل على الألفية تحقيقا وتدقيقا ولاسيما في شواهده الشعرية”.[12] كما قرأ عليه نظمه المذكور سابقا.

كما أخذ عنه من في طبقة الشيخ ابن غازي، كما ذكر ابن زيان في الإتحاف.[13]

وفاته:

توفي رحمه الله سنة 870هـ، بفاس على ما في: “كناشة أحمد زروق”،[14] وتوشيح الديباج، [15] فهرس ابن غازي، [16]. و “جذوة الاقتباس”، [17]، عن نيف وستين سنة، وفي: “درة الحجال” توفي سنة اثنين وسبعين وثمانمائة.[18]

[1] مصادر ترجمته:

– إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، لعبد الرحمن بن محمد السجلماسي ابن زيدان، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة: الأولى، 1429هـ/2008م، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1/ 366-368.

– الأعلام قاموس لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة السابعة عشرة، أغسطس 2007م، 131/1.

– توشيح الديباج وحلية الابتهاج، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة: الأولى، 1425هـ/2004م، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 29.

– جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس، لأحمد ابن القاضي المكناسي (960هـ/1025هـ)، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، سنة: 1973م، 1/ 127-128.

– درة الحجال في أسماء الرجال، لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي (960هـ/1025هـ) مكتبة دار التراث، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1/ 88-89.

– فهرس ابن غازي: التعلل برسوم الاسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد، لابن غازي،  تحقيق: محمد الزاهي، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الدار البيضاء، سنة الطبع: 1399هـ/1979م. 87-90.

– كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، لأحمد بابا التنبكتي (ت 1036هـ) دراسة وتحقيق: محمد مطيع، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية، 1421هـ/2000م، 1/120-121.

– الكناش صور من الذكريات الأولى، للشيخ أحمد زروق، تقديم وتحقيق: د علي فهمي خشيم، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، طبعة خاصة بمناسبة مهرجان زروق (الذكرى الخمسمائة لوفاته ) مصراتة 16 – 20 يونيو 1980م. 20-21.

– نيل الابتهاج بتطريز الديباج، لأحمد بابا التنبكتي (ت 1036هـ) تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، جمهورية مصر العربية، الطبعة الأولى، 1423هـ 2004م، 1/ 130-131.

[2] فهرس ابن غازي، 87، توشيح الذيباج، 29.

تنبيه: وقع في كتاب التوشيح تحريف في اسم المترجم: العجيسي، وهو مخالف لما ذكره العلماء في ترجمة وتصويب اسم المترجم.

[3] كناشة زروق،21، كفاية المحتاج، 121/1، الأعلام، 131/1.

[4] إتحاف أعلام الناس، 1/ 366-367.

[5] فهرسة ابن غازي، 87

[6] فهرسة ابن غازي، 87

[7] فهرسة ابن غازي، 87

[8] كناشة زروق، 20.

[9] نيل الابتهاج، 1/ 130-131. إتحاف أعلام الناس،1/ 366-367.

[10] نيل الابتهاج، 131/1. إتحاف أعلام الناس، 366/1.

[11] فهرسة ابن غازي، 87-88.

[12] فهرسة ابن غازي، 87.

[13] إتحاف أعلام الناس، 367/1.

[14] كناشة زروق، 20.

[15] توشيح الديباج، 29.

[16] فهرس ابن غازي، 90.

[17] جذوة الاقتباس، 128/1.

[18] درة الحجال، 89/1.

فهرس المصادر والمراجع:

– إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، لعبد الرحمن بن محمد السجلماسي ابن زيدان، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة: الأولى، 1429هـ/2008م، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1/366-368.

– الأعلام قاموس لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة السابعة عشرة، أغسطس 2007م، 1/131.

– توشيح الديباج وحلية الابتهاج، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة: الأولى، 1425هـ/2004م، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 29.

– جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس، لأحمد ابن القاضي المكناسي (960هـ/1025هـ)، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، سنة: 1973م، 1/127-128.

– درة الحجال في أسماء الرجال، لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي (960هـ/1025هـ) مكتبة دار التراث، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1/88-89.

– فهرس ابن غازي: التعلل برسوم الاسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد، لابن غازي،  تحقيق: محمد الزاهي، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الدار البيضاء، سنة الطبع: 1399هـ/1979م.

– كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، لأحمد بابا التنبكتي (ت 1036هـ) دراسة وتحقيق: محمد مطيع، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية، 1421هـ/2000م، 1/120-121.

– الكناش صور من الذكريات الأولى، للشيخ أحمد زروق، تقديم وتحقيق: د علي فهمي خشيم، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، طبعة خاصة بمناسبة مهرجان زروق (الذكرى الخمسمائة لوفاته ) مصراتة 16 – 20 يونيو 1980م.

– نيل الابتهاج بتطريز الديباج، لأحمد بابا التنبكتي (ت 1036هـ) تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، جمهورية مصر العربية، الطبعة الأولى، 1423هـ 2004م، 1/130-131.

د.مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد التابع للرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق