الرابطة المحمدية للعلماء

تحولات المشهد العقدي بالمغرب

تحولات المشهد العقدي بالمغرب

د. أبو زيد: نحتاج إلى المزيد من التوعية والرفع من مستوى الفهم الصحيح للعقيدة.

قال الدكتور أحمد أبو زيد، أستاذ التفسير وعلومه وبلاغة القرآن بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الواقع العقدي بالمغرب في الوقت الراهن يحتاج إلى المزيد من التوعية والرفع من مستوى الفهم الصحيح للعقيدة؛ خصوصا وهناك بعض التيارات والاتجاهات التي تتجه بالعقيدة نحو شيء من التشدد والتعقيد؛ وذلك بإقحام عموم الناس في مسائل لا تناسب مستواهم العقلي والعلمي والفكري. 

وأضاف الباحث في قضايا العقيدة الإسلامية الذي كان يتحدث أمس (26 يونيو 2008) في حوار حي مع موقع الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع "الواقع العقدي بالمغرب"، أن الواقع العقدي لدى المغاربة في وقتنا الراهن يمكن أن يشخص كما يأتي: 

1. هناك تحول بدأ يلوح في الأفق واضحا وهو ينقل المغاربة من عقيدتهم المعتدلة القائمة على التوسط إلى شيء من التشدد والجفوة والحماسة الزائدة التي تصل في بعض الحالات إلى درجة الغلو.

2. يلاحظ ضعف كبير في فهم العقيدة السنية الصحيحة، وقد ظهر ذلك جليا في انتشار المعتقدات الفاسدة والشعوذة، والفكر الخرافي بين الرجال والنساء حتى المثقفين منهم.

3.  هناك شيء من الإهمال في درس العقيدة وفي نشر الكتب التي تشرح بأسلوب سهل واضح، العقيدة السنية المعتدلة لعموم الناس.

4. تطفل كثير من الناس ممن لا علم لهم بالعقيدة على الخوض في مشكلاتها العويصة، وإثارة هذه المشكلات في المجالس العامة دون مراعاة لمستوى الناس العقلي والفكري، وهذا من شأنه أن يفتن أكثر مما يصلح. 

وفي هذا السياق أشار أبو زيد إلى الدور الذي تلعبه القنوات الفضائية الجديدة في التأثير على الواقع العقدي والمذهبي عموما في بلادنا. كما ذكر مؤثرات أخرى أكثر تأثيرا من القنوات الفضائية، ومنها الكتب التي تنتشر بين عموم الناس بكثرة ومنها الأشرطة السمعية والبصرية، ومنها بعض الجمعيات التي تركز في منهجها الفكري على العقيدة وتهتم بمسائل تثير بعض الخلافات بين عموم الناس في أوساط المجتمع. 

من ناحية أخرى، أوضح أبو زيد أن المغرب امتاز باختيار منهج ومدرسة سنية دينية تجمع العناصر الثلاثة: العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وتصوف الإمام الجنيد. وهذه العناصر الثلاثة تشترك فيما بينها في سمة بارزة تمثل روح الفكر الديني في المغرب منذ قرون وهي: التوسط والاعتدال. 

كما أكد أبو زيد في هذا الحوار الحي أن العقيدة الأشعرية تمثل مدرسة كبيرة من مدارس العقيدة السنية، وتمتاز بالتوسط في المسائل الكبرى التي وقع التطرف فيها بين بعض المدارس، والفرق الإسلامية. 

إلى ذلك دعا أبو زيد إلى الاهتمام بدرس العقيدة؛ لأن هذا كفيل بمعرفة تأثير العقيدة الأشعرية بخصائصها التي تتمثل في الفهم الدقيق وفي الاعتدال والتوسط، ولظهر ذلك جليا في حياة الناس، وفي طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع المشكلات الحياتية اليومية من قبيل العلاقة بين الأسباب والنتائج ومسائل القضاء والقدر والمشيئة الإلهية وغير ذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق