الرابطة المحمدية للعلماء

برهان غليون وحسن حنفي يعيدان قراءة فكر الجابري

 من خلال مشروعي “العقل العربي” و”القرآن الحكيم”

أعاد المفكر السوري برهان غليون والمفكر المصري حسن حنفي، في ندوة نظمتها أمس الأربعاء 10 يونيو 2010م، بالرباط اللجنة الوطنية لتأبين المفكر الكبير محمد عابد الجابري، قراءة بعض أعمال المفكر المغربي الراحل من خلال مشروعيه الأساسيين “العقل العربي” و”تفسير القرآن الحكيم”.

ففي مداخلة بعنوان “الجابري وتأصيل الحداثة”، أوضح برهان غليون أن الهموم النظرية التي حركت الفقيد في مشروعه النهضوي تقوم أساسا على ضرورة التحرر من النموذج السلفي من خلال إبراز الحاجة إلى التفكير المستقل عن المحاكاة وعلى قياس التفكير على المنوال السابق.

وأضاف برهان غليون أن توحيد السلط المرجعية ظل هاجسا يحكم مشروع الجابري الذي كان يؤمن أن إيجاد سلطة معرفية واحدة شرط قيام وحدة فكرية تتجاوز القطيعة وتحرص على الخروج من الإيديولوجيا.

كما أكد المفكر السوري أن الفقيد دعا إلى ضرورة التحرر من سلطة التراث من خلال امتلاكه وتحقيقه وتجاوزه وإعادة تركيب العلاقة بين أجزائه وإعادة بنائه والتحرر من الغرب والتأصيل للحداثة من خلال التعامل معها بشكل نقدي.

أما حسن حنفي فقد أبرز في تناوله لموضوع “مشروع تفسير القرآن الكريم” أن الجابري كانت له الجرأة في مؤلف “معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول” (ثلاثة أجزاء) على الإقدام على العلوم النقلية لأنه أخرجها من المقدس ليعيد النظر فيها.

وطرح المفكر المصري تساؤلات حول مدى التزام الفقيد بالعقلانية في هذا المشروع، وعما إذا كان مشروعه القرآني هو استئناف لمشروع العقل العربي، أم هو خروج عنه وانتقال إلى مرحلة جديد لها إشكالياتها وصعوباتها خاصة وأنها ترتبط بالقرآن وبمناطق الظل والعتمة التي لم يحسم فيها.

وأرجع حنفي ما أسماه ب”ضعف الجانب النظري” في هذا المشروع إلى جدة تناول الموضوع، وإلى كون المفكر المغربي فسر القرآن بالقرآن، مشيرا إلى أن “الفقيه الجابري” أكثر في هذا المؤلف من استعمال النقل وأسهب في التفسير والتعليق، معتبرا أن “المشروع القرآني للجابري غاب عنه الالتزام الاجتماعي حيث تغلب الأكاديمي على المثقف الوطني”.

عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق