الرابطة المحمدية للعلماء

“بادلني ولا تحبسني” أول مشروع إلكتروني عربي لـ”تبادل الكتب”

للحد من ظاهرة تملك للكتب والمساهمة في نشر ثقافة القراءة

لكي لا تبقى المعرفة حبيسة الأرفف.. تحت هذا الشعار جاء تأسيس أول مركز إلكتروني عربي لتبادل الكتب بمبادرة فردية، حيث يقوم على فكرة المقايضة بين شباب وفتيات من مختلف البلدان، وهو ما يرعاه شاب عربي أطلق موقعاً إلكترونياً للمشروع على شبكة الإنترنت، وقد شارك الموقع في مؤتمر «الديمو كامب» لعرض أحدث المشاريع التقنية، الذي أقيم في جامعة الملك سعود بالرياض في 11 من الشهر الماضي وسط حضور جماهيري كبير.

حول هذا المشروع الإلكتروني، قال محمد بدوي مؤسس موقع تبادل الكتب لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرته هذه كانت لها جذور قديمة تعود إلى أيام الدراسة الجامعية مع صعوبة توفير الكتب والمراجع التي كانت تواجهه وأصحابه. وأفاد بأن بعض الكتب تاريخ صلاحيتها قصير مما يتطلب مبادلتها وتدويرها في وقت محدد، خاصة الكتب التقنية، مستشهداً بكتاب (تعليم نظام ويندوز 98) الذي لم يعد له قيمة الآن بعد أن تلا هذا النظام أربعة إصدارات أحدث منه.

ويؤكد بدوي أن خدمات موقعه مجانية وبلا أهداف ربحية، وأن عملية التبادل مقتصرة على الكتب الورقية دون الإلكترونية. وهو ما يعلله بعدم قانونية تبادل الكتب الإلكترونية المنسوخة بسبب قوانين حماية الملكية الفكرية. أما الكتب الورقية، فيقول «هي أصل مملوك ويمكن التنازل عن ملكيته ـ مبادلته ـ مع شخص آخر». فيما تطرق لصعوبة توفر طرق الشحن المناسبة بصفتها أحد العوائق التي تواجه بعض أعضاء فريق مبادلة الكتب.

ورغم أن الدراسات الحديثة تفيد بأن متوسط الوقت الذي يقضيه الفرد العربي في القراءة لا يتجاوز الـ 6 دقائق سنوياً، إلا أن بدوي يؤكد أن فكرته نالت ترحيباً كبيراً خاصة من المهتمين بالقراءة ومن اعتقد أنهم يواجهون الصعوبات نفسها التي واجهتها مع الكتب، حيث يصفها بالقول «مثل عدم توفر أماكن لتخزين الكتب التي لديهم، ومحاولة إيجاد مهتمين يشاركونهم التخصصات نفسها ليتمكنوا من التواصل أو مبادلة الكتب معهم.

ولا يتطلب الانضمام لفريق مبادلي الكتب سوى التسجيل، ثم التعرف على قائمة الكتب العربية الممكن تبادلها، وهنا يقول بدوي «هدف الموقع توفير قاعدة بيانات بما يمتلكه كل شخص»، موضحاً أن عدد أعضاء المبادلة الفاعلين تجاوز الـ600 عضو، رغم أن الموقع حديث التأسيس، حيث افتتح في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأكد أن هؤلاء أعضاء يمثلون مختلف الفئات العمرية، وأن بعضهم تجاوز الـ60 عاماً ومن بينهم طفل لم يتعد عمره الـ12 سنة.

ويبدو أن هذا المشروع الإلكتروني أطلق الباب لأفكار أخرى على أرض الواقع، حيث أفصح بدوي عن التحضير لمبادرة (بادل كتابك) تحت شعار (بادلني ولا تحبسني) والتي ستدشن في الأيام القليلة المقبلة، وأوضح أنها موجهة للكُتاب ودور النشر، حيث تؤهل كل كتاب مشارك في المبادرة عبر وضع ملصق أو صفحة ضمن صفحات الكتاب تحث القارئ على مبادلة الكتاب وتدويره. وعن هدف المبادرة يقول إنها تأتي “للحد من ظاهرة حب التملك للكتب والمساهمة في نشر ثقافة القراءة”.

وقد كان لكثرة الانتقادات التي تواجه المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لكونه لا يتعدى 1.8 بالمائة من إجمالي المحتوى العالمي، يداً في تحفيز ودعم بدوي الذي يعمل ككبير مطورين في إحدى الجهات الحكومية في مدينة الرياض ويقوم حالياً بالإعداد لدرجة الماجستير في إدارة وتطوير الأعمال، حيث أكد أنه في آخر سنتين صار من الملاحظ تواجد كم هائل من المحتوى العربي، مضيفاً «نحتاج إلى الكثير من الجهد لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت». ويعترض بدوي على اتهام الشباب العربي بالقصور في دعم وتأسيس المشاريع الإلكترونية التي تعنى برفع المستوى الثقافي، بقوله «سبب إثراء المحتوى العربي على الإنترنت هم الشباب، وأغلبها إن لم تكن كلها جهود فردية من الشباب كلٌ بحسب تخصصه وخبراته»، مشدداً على ضرورة دعم الشباب ومساعدته على إثراء المحتوى العربي وتقديم كل ما من شأنه إفادة أفراد المجتمع والنهوض بهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق