انطلاق فعاليات”المؤتمر الدولي للمياه”
يهدف المؤتمر إلى تحقيق التوافق بين مصالح الشعوب واستبعاد شبح الصراعات والحروب حول موارد المياه.
انطلقت فعاليات "المؤتمر الدولي للمياه" بالعاصمة التركية إسطنبول تحت شعار "المياه حيث تذوب الخلافات" يوم 16 من الشهر الجاري لتستمر إلى غاية 23 منه، وذلك بمشاركة 20ألف مشارك بين سياسي وخبير في شؤون المياه، يمثلون 140 دولة يناقشون مشكلة شح المياه وتأثيراتها السلبية على الأمن والاقتصاد..ومن المنتظر أن يشارك المغرب بتجربته المتميزة على الصعيد الدولي فيما يتصل بتدبير السياسات المائية..
ومن أهم القضايا التي سيتداولها المؤتمر؛ مشكلة الانحباس الحراري وتداعياتها، وزيادة الطلب على المياه الصالحة للشرب، وتلوث المياه الجوفية، والإسراف في عمليات الري الزراعي، خاصة في ظل استخدام أساليب الري الخاطئة وغير الرشيدة، إضافة إلى الاستثمار في المياه.
وستنصب أشغال لجان المؤتمر على مدى خمسة أيام على التفكير في سبل الاستثمار الأنجع في المياه بما يجعلها عاملا من عوامل تعزيز التضامن والتعاون المثمر بين مختلف أطراف المجتمع الدولي بما يحقق التوافق بين مصالح الشعوب ويستبعد شبح الصراعات والحروب حول موارد المياه..
وفي هذا الإطار فقد عبرت العديد من مؤسسات المجتمع المدني التركية والعالمية عن خشيتها من أن يضفي المؤتمر المشروعية على تجارة المياه الدولية، خاصةً ما يتعلق منها بمياه الأنهار..ومما يبرر هذه المخاوف أن تركيا سبق لها أن عرضت مياه أنهارها التي تصب في البحر الأبيض المتوسط للبيع إلى إسرائيل والدول العربية، لكن تلك المشاريع تعثرت بفعل ارتفاع كلفة النقل..
وفي هذا الإطار خرجت جمعيات بيئية في تظاهرات قرب مقر عقد المؤتمر في اسطنبول، ورفعت شعارات مثل "لا لبناء المزيد من السدود" و "المياه حياة وليست سلعة للبيع". ويعتبر المؤتمر الدولي للمياه أضخم تجمع يعنى بمشاكل المياه ومستقبلها. ويصب المؤتمر اهتمامه هذا العام على الإعداد لتشريعات دولية وحكومية للحفاظ على المياه الصالحة للشرب، ومكافحة تداعيات ظاهرة الانحباس الحراري.
وهو ما يستدعي تعاوناً دولياً ويتطلب سن تشريعات دولية تخفف من حدة النزاعات والصراعات الدولية حول مياه الأنهار الدولية، والبحيرات المشتركة..
كما حذر المؤتمر من الاستمرار في اتباع أساليب ري خاطئة تؤدي إلى زيادة ملوحة التربة وهدر كميات كبيرة من المياه.
كما يناقش الأساليب العلمية للتعامل مع مشاكل المياه، خصوصاً ما يتعلق بالسدود التي أصبحت متهمة بهدر مخزونات المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة عالمياً في الفترة الأخيرة، إذ تتبخر مياه بحيرات السدود في شكل أسرع وأكبر من مياه الأنهار الجارية.
ومن المنتظر أن توزع بعد انتهاء أشغال هذا المؤتمر الهام جوائز على الشخصيات والمؤسسات التي تعنى عناية متميزة بالمياه، وكذلك جائزة رمزية لأفضل فيلم يتناول المياه ومشاكلها في العالم.
وتشير الأرقام الرسمية في تركيا إلى تراجع مخزونها المائي الصالح للشرب إلى 112 بليون متر مكعب، ما يعني انخفاض حصة الفرد في تركيا من المياه إلى 1652 متراً مكعباً سنوياً العام المقبل، وهو ما قد يجعل تركيا تنضم إلى قائمة الدول الفقيرة بالمياه.
ويُتوقع أن يصدر المؤتمر بياناً ختامياً لا يحوز على القوة الإلزامية بالنسبة للدول المشاركة، غير أنه سيحوز على قوة معنوية وأدبية معتبرة كما سيشكل مرجعية للتشريعات الدولية المستقبلية حول المياه.