الرابطة المحمدية للعلماء

المهارات الاجتماعية عند الأطفال.. التحصيل والممارسة

يُشير الخُبراء والمتخصصون التربويُّون إلى أنَّ الطفل لا يولَد وهو يُجيد المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الآخرين، فتكوين الصداقات والعلاقات مع الناس، بحاجة إلى مهارات لا يَكتسبها معظم الأطفال بطريقة طبيعيَّة أو سريعة، وحين يتصرَّفون بطريقة فظَّة مع أطفال آخرين مثلاً، فإنهم لا يقصدون ذلك، وإنما يكون السبب هو عدم نمو الذكاء الاجتماعي لَدَيهم بالقدر الكافي.

وهناك خطوات مهمّة يجب اتباعها، كما يرى ذلك خبراء علم نفس الأطفال والمراهقين،لكي يكوِّن الطفل صداقات متينة، إلى أن يتعلم بعض المهارات الاجتماعيَّة ومن تلك الخطوات؛ القدرة على الاستماع والتواصل مع الآخرين، وعدم الاعتزاز بالرأي دون معرفة آراء الآخرين، واستخدام التفاوض بدلا من الصدام كمنهجيَّة حل إذا احتدَّ الخلاف على قضيَّة ما.

ويرى الخُبَراء أَن بعض الأطفال يولَدون ولَديهم موهبة تكوين الصداقات، وبعضهم قد يتعلَّمها بمفردهم، تمامًا كما يتمتع البعض الآخر بموهبة طبيعيَّة في الرسم أو الرياضة أو الكتابة. في مقابل أن الأطفال الذين يفتقدون إلى هذه المهارات، من السهل على الأمِّ تعليمُها لهم وغَرْسُها في نفوسهم.

ويعطي خبراء تربية الأطفال نصائح وخطوات عملية من أجل تلقين هذه المهارات للأطفال وهي كالآتي:

1- عدم توقُّع الكثير؛ بحيث أن معظم الأطفال يُمكنهم أن يتصرَّفوا كالكبار في لحظة، ثم يعودوا إلى طفولتهم من جديد في اللحظة التالية، لذلك على الأم ألاَّ تَقلق من كلِّ خطأ صغير يَبدر من طفلها، وتفادي الضغط عليه.

وفي هذا السياق تشير دراسات حديثة إلى أن الأطفال في عُمر ما بين 6و7 سنوات يكوِّنون الصداقات عن طريق الاشتراك في الألعاب المختلفة، ويتمتَّعون بقدر عالٍ من الأنانية، وفي سن ما بين 8 إلى 10 سنوات يكون الأطفال أقلَّ أنانية ولَدَيهم القدرة على تفهُّم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ولكنهم يتميَّزون بالقسوة والغِلظة في التعامل. وابتداءً من سن 11 سنة يبدأ الطفل بالاهتمام بوجهات نظر الآخرين، وخاصة الأهل وزُملاء الدراسة.

2- الابتعاد عن التوتُّر؛ تشير الدراسات إلى أن بعض الأطفال يشعرون بالتوتر والقلق عند وجودهم وسط مجموعة من الناس، ويبتعدون عن المشاركة في المناسبات العامة التي تُسَبِّب لهم الخجل والإحراج، فإذا كان الطفل من هذه النوعيَّة، فيجب احترام رغبته في البداية وعدم إجباره على الاحتكاك مع الآخرين.

3- دوافع الآخرين؛ من المهم مناقشة الطفل حول توقُّعاته لدوافع الآخرين في أعمالهم ودوافعهم، فمثلاً؛ لماذا يكذب شخصٌ ما؟ ولماذا يبكي فلان؟ وهكذا؛ لأن هذا النوع من المناقشات يساعد الطفل على التفكير في الدوافع التي تحرِّك الآخرين.

4- قراءة الوجوه؛ يجب مساعدة الطفل على قراءة الوجوه، لأن الذكاء الاجتماعي يعني سرعة فَهم التعبيرات والتلميحات التي تظهر على وجوه الناس، ويمكن للأم أن تتصفَّح كتابًا أو مجلة، وتطلب من طفلها أن يفسِّر لها تعبيرات الناس التي يراها في الصورة.

5- الاعتراف بإنجازاته؛ الثناء على الطفل لا يقتصر على الدرجات المرتفعة في المدرسة، وإنما يمكن أن يقدَّم له أيضًا إذا لَعِب مع صديقه دون حدوث مشاجرات مثلاً، أو إذا اعتذَر عن خطأ ارتَكَبه.

نورالدين اليزيد عن موقع الألوكة بتصرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق