المنتدى العالمي للمشيشية الشاذلية يختتم أشغاله بشمال المغرب
د.علي جمعة: مولاي عبد السلام بن مشيش حول منهج الرسول (ص) إلى حياة تعاش.
اختتم المنتدى العالمي للمشيشية الشاذلية أشغاله يوم الاثنين 28 يوليوز 2008، مركزا على أبعاد الشخصية الروحية للمولى عبد السلام بن مشيش والإشعاع الروحي لفلسفته في الحياة و تأثيرها في العديد من أقطاب التصوف في مختلف انحاء العالم..
وقد تميزت فعاليات هذا المنتدى الروحي العالمي بغنى وتنوع محاوره وجدة قضاياه، في سعي أصيل ،من القيمين عليه، للربط بين التصوف وواقع الناس، وهو المنحى الذي يترجمه اختيار محور خاص عن" التصوف والمواطنة" وآخر عن " التصوف والعولمة"، بل إن هناك مداخلات ذهبت إلى حد الربط بين التصوف وما جرى التعبير عنه بـ " الانعطاف الفينومينولوجي في فلسفة ما بعد الحداثة"..
كما تميزت فعاليات هذا المنتدى بالبحث العميق عن المشترك الإنساني بحثا عن تربية روحية، وارتقاء روحي كوني يمتح من التراث الروحي للقطب الصوفي سيدي عبد السلام بن مشيش، سعيا لإرساء أسس حوار حضاري بين الأديان، من منطلق أن التصوف بصدوره عن قيم إنسانية مشتركة وتركيزه على فضائل المحبة وطهر السرائر قادر على إرساء أسس حوار بناء بين مختلف الأديان، سعيا لإرساء أسس مستقبل إنساني زاهر ومطمئن، خاصة في ظل عالم يمور بالصراعات والأزمات والحروب..
ففي عالم كهذا، يؤكد الأستاذ أحمد عبادي، أن المجتمع الإنساني يغدو في أمس الحاجة إلى " تذوق التصوف" والاستمداد من روحانياته بفضل ما يستبطنه من نواة لحوار إنساني هادف يقوم على المحبة والسلام. كما وقف على المغزى الكيفي "لملحمة" مولاي عبد السلام بن مشيش وتلميذه أبي الحسن الشاذلي كـ " شيخ أوحد وتلميذ أوحد في جبل أوحد".
ومن جهته فقد شدد الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية على أهمية التصوف في ترسيخ قيم المحبة والسكينة والسلام..كما نأى بالطريقة المشيشية الشاذلية عن أي ابتداع في الدين مؤكدا أن ابن مشيش كان "مناهضا للسحر والشعوذة والخرافات والخزعبلات."
كما نأى بها الأستاذ نبيل بركة ،وهو من الشرفاء العلميين، عن أي توظيف سياسي مشددا من جانبه أن " أهل التصوف هم أهل محبة وسلام ولا يخاصمون أحدا."
كما جرى التأكيد على الدور الذي من شان هذا المنتدى العالمي أن ينهض به فيما يتصل بتعزيز أواصر الأخوة والتعاون والإتحاد بين المسلمين و بني الإنسان في كل مكان، وبين الأشقاء في المغرب والجزائر من باب أولى..
وحول ما قد يثار من نقاش حول نسب وانتماء القطبين مولاي عبد السلام بن مشيش وتلميذه أبي الحسن الشاذلي، وعن علاقة الأصل بالفرع أو الفروع، فقد أكد الأستاذ أحمد عبادي " أن ليس هناك تنازع حول أهل الله."
وكما جاء المنتدى العالمي للمشيشية الشاذلية غنيا بمحاوره وفعالياته، فقد جاء غنيا بنوعية حضوره من رجالات الفكر والتصوف من المغرب ومن مختلف أنحاء الدن، وكذا من رجالات الدولة، وفي مقدمتهم الوزير الأول السيد عباس الفاسي.