الرابطة المحمدية للعلماء

المغرب يستعيد 1939 مخطوطا أندلسيا ومغربيا من إسبانيا

استعاد المغرب ما يناهز 1939 نسخة رقمية من مخطوطات عربية توجد في المكتبة الملكية سان لورينزو ديل إيسكوريال، وهي المكتبة التي تضم أكبر نسبة من المخطوطات الأندلسية العربية ومنها المغربية.

وتشمل هذه الهدية الثقافية العلمية، وفقا لما جاء في القدس العربي، مخطوطات وكتبا بعضها متوفر والآخر غير متوفر لأنه لم يتم السماح بنسخها في الماضي ولا الحاضر، وكلها تعود إلى الحقبة الأندلسية وحتى القرن الثامن عشر. ومن هذه المخطوطات تلك التي كان الأساقفة يحتفظون بها في كنائسهم بعد سقوط المدن الأندلسية الواحدة بعد الأخرى، وعندما جرى تشييد سان لورينزو ديل إيسكوريال ابتداء من سنة 1563 في عهد الملك فيلبي الثاني بدأت عملية نقل وتجميع المخطوطات الأندلسية تدريجيا في مكتب إسكوريال واستمر إغناؤها بالمخطوطات لاحقا.

ومن أهم المراحل التي حصلت فيها الكنيسة المسيحية على الوثائق والمخطوطات الأندلسية كانت سنة 1492 بعد سقوط غرناطة ثم سنة 1609 عندما جرى طرد الموريسكيين من مجموع اسبانيا، وجرى الاستحواذ على ممتلكاتهم ومنها المخطوطات والكتب.

كما تضم هذه الهدية وثائق مغربية، سواء نسخ من المراسلات بين ملوك اسبانيا والمغرب، وضاعت نسخ منها في المغرب بسبب عدم إدراك المغاربة في الماضي لأهمية الأرشيف، وفي الوقت نفسه الوثائق والتي كان يتم الحصول عليها في الحروب أو خلال اعتراض السفن في عرض البحر.

ومن ضمن الكتب والمخطوطات الهامة التي حصلت عليها الإسكوريال مكتبة السلطان السعدي المولى زيدان، إذ اعترضت سفن حربية اسبانية سنة 1612 في إطار محاربتها القرصنة سفينتين بالقرب من مياه مدينة سلا بالقرب من العاصمة الرباط حاليا، وبعد تفتيشهما عثر الإسبان على مكتبة السلطان وبها أربعة آلاف مخطوط وكتاب، وكانت تضم دراسات في مختلف المجالات وبلغات متعددة ومنها التركية والفارسية في الرياضيات وعلم الفلك والطب والتاريخ والتشريع.

وتفاوض السلطان مع ملك اسبانيا فيلبي الثالث لاستعادة هذا الكنز الثقافي لكن بدون جدوى. واشترط ملك اسبانيا إفراج المولى زيدان عن جميع الأسرى المسيحيين الذين كانوا معتقلين في المغرب، لكن السلطان رفض وبرفضه بقيت مكتبته في الإسكوريال إلى يومنا هذا.

وتتجلى أهمية هذه الهدية الثقافية أنها تفتح آفاقا جديدة للبحث التاريخي في المغرب سواء العلاقات بين المغرب وإسبانيا أو أوضاع الأندلسيين ولاحقا الموريسكيين بحكم ما توفره من مادة علمية ثمينة للغاية، وصدرت دراسات وكتب إسبانية كثيرة عن المخطوطات العربية في الإسكوريال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق