الرابطة المحمدية للعلماء

المغرب يخلد اليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار “التحسيس والتعبئة”

احتفلت بلادنا أمس الأحد باليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار “التحسيس والتعبئة” ، وذلك بهدف إعطاء زخم للإستراتيجية الوطنية الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في هذا المجال.

ويشكل تخليد هذا اليوم العالمي الذي يصادف ثامن شتنبر من كل سنة مناسبة لتجديد التأكيد على الرغبة في العمل بشكل جماعي وناجع من أجل محاربة هذه الآفة وتعزيز المكتسبات التي حققها المستفيدون حتى يتسنى استثمارها في مسلسل التنمية المندمجة للبلاد. كما تمثل أيضا فرصة مثالية لتقييم الجهود الحثيثة التي بذلها المغرب في هذا المجال.

وبالفعل، فبفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أطلق منذ إعتلائه العرش مشاريع هامة في مجال محاربة الأمية في إطار معركة مكافحة الفقر والإقصاء والتهميش، انخفض عدد الأميين بشكل ملحوظ.

وهكذا، ساهمت حملة مسيرة النور والبرامج المنجزة في المساجد وإحداث دور الطالبات بالوسطين الحضري والقروي والحملة السنوية مليون محفظة المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في محاربة الأمية في صفوف الساكنة المستهدفة وفي محاربة الهدر المدرسي.

وحسب مديرية محاربة الأمية التابعة لوزارة التربية الوطنية فإن معدل الأمية في صفوف الساكنة التي يفوق عمرها عشر سنوات تراجع من 43 في المائة في سنة 2004 ، وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى، إلى 28 في المائة حسب البحث الوطني حول محو الأمية لسنة 2012.

وانتقل عدد المستفيدين من برامج محو الأمية من 286 ألف سنة 2002-2003 إلى حوالي 763 ألف مستفيد ومستفيدة سنة 2012-2013 ، ليرتفع بالتالي العدد المتراكم للمستفيدين من برامج محو الأمية خلال السنوات ال 10 الماضية إلى أكثر من 6.5 مليون مستفيد ومستفيدة.

وحسب المصدر ذاته فإن من بين 763 ألف مستفيد ومستفيدة برسم موسم 2013-2012 يتوزع ما بين الجمعيات ب 398 ألف (52,2 في المئة)، والقطاعات والمؤسسات الحكومية ب 363 ألف (47,6 في المئة)، والمقاولات بأقل من ألفي مستفيد ومستفيدة.

وتمثل النساء أكثر من 88 في المئة من مجموع المستفيدين، في حين يستأثر الوسط القروي ب 48 في المئة من هذا المجموع، حسب المديرية التي أشارت إلى أن أكثر من 17 ألف و500 مكون ومكونة أشرفوا على فصول محو الأمية في ما يناهز 16 ألف مركزا لمحو الأمية، منها 8900 بالوسط القروي.

وذكرت المديرية بأن جلالة الملك محمد السادس وصف، في خطاب العرش ليوم 30 يوليوز 2013، هذه النتائج ب “غير المسبوقة” مضيفة أن هذه النتائج نالت اعترافا دوليا تمثل في منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ميزة الشرف لجائزة كونفوشيوس لمحو الأمية برسم سنة 2012 لمديرية محاربة الأمية، تقديرا لما تم إنجازه على مستوى برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية بالمغرب، خاصة المساهمة في تمكين النساء من تحقيق الاستقلالية.

وفي إطار الجهود المبذولة الرامية إلى تقليص نسبة الأمية إلى 20 في المائة في أفق 2016 ، تماشيا مع الأهداف الإنمائية للألفية ، سيقوم المغرب قريبا بإحداث وكالة وطنية لمحو الأمية بموجب مشروع قانون صادقت عليه الحكومة في سنة 2010 والبرمان في 2011. وينص هذا المشروع على إمكانية إنشاء تمثليات جهوية.

وسيتألف مجلس إدارة هذه الهيئة من ممثلي القطاعات الوزارية وفاعلين اقتصاديين وممثلي النقابات وجمعيات فاعلة في ميدان محاربة الأمية والتربية غير النظامية.

وستتيح هذه الهيئة للمجتمع المدني المشاركة في وضع البرامج وفي بلورة المطبوعات والوسائل الديداكتيكية المتعلق بمحاربة هذه الآفة. كما ستقترح الوكالة ، بعد إحداثها ، تنفيذ برامج لمحو الأمية وستبحث عن مصادر تمويل وتعمل على تشجيع التعاون الدولي في هذا المجال . وستنضاف هذه الهيئة للجهود المبذولة من قبل المملكة خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال تعدد المتدخلين في هذا المجال .

ويخلد اليوم العالمي لمحو الأمية هذه السنة تحت شعار “أشكال القرائية في القرن الحادي والعشرين”، ويشكل مناسبة للتحسيس والتعبئة حول إشكالية الأمية ، ولتقييم الجهود المبذولة في هذا الميدان بهدف محاربة هذه الظاهرة التي تطال 774 مليون شخص في العالم ، ثلثاهم نساء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق