المغرب يخلد اليوم العالمي للصحة النفسية
ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للصحة النفسية، وإدماجها ضمن العلاجات الصحية الأولية
تخلد دول العالم ومن بينها المغرب، يوم غد السبت، اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يشدد هذه السنة على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للصحة النفسية، وإدماجها ضمن العلاجات الصحية الأولية.
وحسب الاتحاد العالمي للصحة النفسية، فإن هذا اليوم العالمي، الذي يصادف عاشر أكتوبر من كل سنة، يشكل مناسبة للتأكيد على التحديات التي يطرحها إدماج مصالح الصحة العقلية في أنظمة تقديم العلاجات الأولية أمام الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وعائلاتهم من جهة، والعاملين في القطاع الصحي من جهة أخرى.
وأكدت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، أن إدماج خدمات الصحة النفسية في إطار العلاجات الصحية الأولية، يعد الوسيلة الأكثر حيوية من أجل ضمان ولوج الجميع للعلاجات المتعلقة بالصحة النفسية التي يحتاجونها.
وحسب تقرير مشترك بين منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لأطباء الأسرة، فإن التكفل بالساكنة في مجال الصحة النفسية على مستوى العلاجات الصحية الأولية يقلص من التهميش الذي يطال المصابين باضطرابات نفسية، ويمكن من ضمان مستوى صحي جيد بتكلفة معقولة.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلى أن مئات الملايين من الأشخاص عبر العالم يعانون من الاكتئاب الذي يعد واحدا من بين الأمراض النفسية الأكثر انتشارا، مبرزة أن 75 في المائة لا يتمكنون من الولوج للعلاج.
وفي المغرب، أبرزت آخر دراسة وطنية أجرتها وزارة الصحة سنة 2008 في مجال الصحة النفسية على 6 آلاف شخص تفوق أعمارهم 15 سنة، أن 9ر48 في المائة من هذه الشريحة عرفت على الأقل اضطرابا عقليا بسيطا (أرق وقلق وتشنج لاإرادي واكتئاب وغيرها من الأعراض).
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأعراض تنتشر بنسبة 5ر26 في المائة بالنسبة للاكتئاب، و3ر9 في المائة بالنسبة لاضطرابات القلق، و6ر5 بالنسبة لاضطرابات نفسية مختلفة أخرى كالفصام، مبرزة أن النساء يعانين من هذه الأعراض بشكل أكبر من الرجال بنسبة تبلغ 3ر34 في المائة.
وقد جعلت وزارة الصحة من الصحة النفسية إحدى أولويات مخطط عملها للفترة ما بين 2008 و2012، الذي يرمي بالخصوص إلى تفعيل إجراءات تحسين العلاجات النفسية والولوج إليها.
وعلى مستوى الموارد المادية والبشرية، فإن وزارة الصحة تتوفر، حسب إحصائيات السنة الماضية، على 116 طبيبا نفسيا يشتغلون بالمستشفيات المتخصصة، و16 مصلحة للطب النفسي تابعة للمستشفيات المحلية والجهوية، كما تتطلع الوزارة إلى تطوير الطب النفسي الخاص بالأطفال، وتوفير أحسن الظروف للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
(إعداد عبد اللطيف أبو القاسم عن و.م.ع)