الرابطة المحمدية للعلماء

المسلمون والفاتيكان وأوروبا يدينون حظر بناء الصوامع في سويسرا

القرار يشكل ضربة لحرية الأديان والتسامح  ونوعا من أنواع التطرف والإقصاء

تواصلت ردود الفعل العالمية من العالم الإسلامي وأوربا ومختلف دول العالم معبرة عن “القلق” و”الصدمة” لنتائج التصويت في سويسرا والمؤيدة لحظر بناء مآذن جديدة في البلاد، وأكدت كلها تقريباً على أن القرار يشكل ضربة لحرية الأديان والتسامح، فيما أشار البعض إلى ضرورة عدم الاستفتاء حول الحريات الدينية.
ففي المغرب عبر المجلس العلمي الأعلى عن استنكاره لما أعلن عنه في سويسرا من منع بناء الصوامع في المساجد مهما كان مصدره.
وقال المجلس في بلاغ، نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، إن ” المجلس العلمي الأعلى، الذي يتشرف برئاسة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، ويعبر عن رأي العلماء في المملكة المغربية لا يسعه إلا أن يستنكر هذا التوجه مهما كان مصدره ويرى فيه نوعا من أنواع التطرف والإقصاء ” .
وبعدما عبر المجلس عن استغرابه ل” هذا الموقف، الذي يجده مناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا ” أعرب عن الأمل في أن “يبتكر الحكماء في هذا البلد أسلوبا يؤدي إلى إبطال هذا المنع “.

وأوضح المجلس أن مآذن المساجد ” أينما كانت منابر تتم الدعوة من فوقها ، خمس مرات في اليوم ، إلى مبادئ تناضل من أجلها الإنسانية جمعاء ، عندما يدعو المؤذن إلى التمسك بتوحيد الله ونبذ الأنانية والتعاون على الصلاح والفلاح ، وهي دعوة يجمل بالإنسانية تقويتها ولا يحق لأحد، ولا سيما في هذا العصر، إخراسها.

من جهتها أعربت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن استغرابها من نتائج الاستفتاء الذي جرى في سويسرا والقاضي بحظر بناء المآذن في البلاد.

وأكدت المنظمة في بيان لها، أن حظر بناء المآذن في سويسرا يتعارض كليا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع الاتفاقية الدولية حول التنوع الثقافي، ومع المبادرة الدولية لتحالف الحضارات.

كما ناشدت المنظمة الإسلامية، التي يوجد مقرها بالرباط، مجلس الأديان في سويسرا التدخل للتعريف بالإسلام لدى الرأي العام السويسري، محذرة من أن نتائج هذا الاستفتاء ستكون لها انعكاسات سلبية على العلاقات بين سويسرا ودول العالم الإسلامي.

من جانبه قال أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: إن تأييد منع بناء المآذن في سويسرا يمثل نموذجاً جديداً من العداء للمسلمين في أوروبا.

ودعا أوغلو المسلمين إلى التعبير عن رفض التدبير بالوسائل السلمية، مضيفاً أن الموافقة على المبادرة في الاستفتاء يشكل “تطوراً مؤسفاً من شأنه تشويه صورة سويسرا كدولة تحترم التنوع وحرية المعتقد وحقوق الإنسان”، وفقاً لفرانس 24.

الفاتيكان، وفي أول رد فعل له على نتيجة الاستفتاء بحظر بناء المساجد، اعتبر أن هذا الحظر يبعث على القلق.

فقد قال رئيس المجلس البابوي للمهاجرين، المونسنيور انتونيو ماريا فيليو، إنه متفق مع “الخط الذي تبناه الأساقفة السويسريون” الذين أعربوا عن”قلقهم العميق” لما وصفوه بأنه “ضربة قاسية للحرية الدينية وللاندماج بشكل عام” وفقاً لما نقلته وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء.

وبحسب الوكالة فقد أكد المونسنيور فيليو مجدداً: “نحن المسيحيون لا يمكن أن نقبل منطق الاستبعاد، إذا كان أحد يريد أن يكون كاثوليكيا فيجب أن يكون منفتحاً على الآخرين.”

وكان الأمين العام لمجلس الأساقفة السويسريين، المونسنيور فيليكس غمور، عبر في مقابلة إذاعية عن استياء الأساقفة السويسريين لموضوع حظر بناء المآذن في سويسرا.

وربط غمور بين هذا القرار والحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية حول منع وضع الصلبان في إيطاليا “كلا الموقفين يقومان على أساس الاعتقاد الخاطئ بأن الدين ينبغي أن يكون مجرد مسألة خاصة، وبالنسبة للمسيحي فهذا غير ممكن.. علينا أن نفتح نقاشاً واضحاً، لأن المجتمع مضطرب، وهناك تناقض في كافة المجتمعات الأوروبية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق