مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

المرشدة لمحمد بن تومرت المهدي: ت524 هـ

ابن تومرت المهدي هو محمد بن عبد الله بن وجليد بن يامصال. أمازيغي من قبائل مصمودة. والرأي الغالب أنه ولد عام 471 أو 474هـ[1] رحل من السوس الأقصى شابا إلى المشرق، فحج وتفقه، وحصل أطرافا من العلم، وكان أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، قوي النفس، زعرا شجاعا، مهيبا قوالا بالحق، عمالا على الملك، غاويا في الرياسة والظهور، ذا هيبة ووقار، وجلالة ومعاملة وتأله، انتفع به خلق، واهتدوا في الجملة، وملكوا المدائن، وقهروا الملوك.
أخذ عن الكيا الهراسي، وأبي بكر الطرطوشي، وغيرهما وجاور سنة[2].
وكان ورعاً ناسكاً متقشفاً مخشوشناً مخلوقاً كثير الإطراق، بساماً في وجوه الناس، مقبلاً على العبادة، لا يصحبه من متاع الدنيا إلا عصا وركوة. وكان شجاعاً فصيحاً في لسان العربي وال، شديد الإنكار على الناس فيما يخالف الشرع، لا يقنع في أمر الله بغير إظهاره. وكان مطبوعاً على الالتذاذ بذلك متحللاً للأذى من الناس بسببه، وناله بمكة، شرفها الله تعالى، شيء من المكروه من أجل ذلك، فخرج منها إلى مصر وبالغ في الإنكار، فزادوا في أذاه، وطردته الدولة، وكان إذا خاف من البطش وإيقاع الفعل به خلط في كلامه فينتسب إلى الجنون؛ فخرج من مصر إلى الإسكندرية، وركب البحر متوجهاً إلى بلاده[3].
وتوفي يوم الأربعاء الثالث عشر لشهر رمضان سنة أربع وعشرين وخمسمئة(524 هـ)[4].

مؤلفاته:

أما بالنسبة لمؤلفات المهدي بن تومرت[5] فهي كما عدها محقق كتاب “أعز ما يطلب” الدكتور عبد الغني أبو العزم، والتي وجدها في كتاب الموطأ  نأتي على ذكر بعض منها وهي كالتالي:
 ـ أعز ما يطلب.
ـ كتاب الطهارة.
ـ اختصار مسلم الصغير.
ـ كتاب الغلول.
ـ كتاب تحريم الخمر.
ـ الكلام على العبادة.
ـ الكلام في العلم.
ـ كتاب أدلة الشرع.
ـ الكلام في العموم والخصوص.
ـ المعلومات.
ـ المحدث.
ـ القواعد.
ـ الإمامة.
ـ العقيدة الكبرى.
ـ توحيد الباري.
ـ تسبيح الباري.
ـ تسبيح آخر للباري.
ـ ما ذكر في غربة الإسلام في أول الزمان وغربته في آخره.
ـ المرشدة.

موضوع المرشدة:

هي رسالة صغيرة الحجم ولا تتجاوز في عدد صفحاتها الصفحتين، وقد ذكر الدكتور عبد المجيد النجار في كتابه: “المهدي بن تومرت حياته وآراؤه”[6] قائلا:”وقد حررت هذه العقيدة تحريرا بليغا عرضت فيها المسائل المتعلقة بالإيمان بالله تعالى ذاتا وصفات، دون أن تعرض لشيء من السمعيات، أو شيء مما يتعلق بالإمامة، وجاءت هذه المسائل مرتبة على النحو التالي:
 ـ وحدانية الله.
 ـ خالقيته المطلقة.
ـ خضوع الخلائق له .
ـ أزلية وجوده.
ـ تنزهه عن المكان والزمان.
ـ تنزهه عن الشبيه والمثيل.
ـ قيوميته.
ـ علمه المحيط بكل شيء.
ـ قدرته.
ـ إرادته.
ـ استغناؤه وعزته.
ـ بقاؤه.
ـ مشيئته المطلقة وعدله وفضله.
ـ سمعه وبصره.
مع ملاحظة أن بعض المسائل وقع تكرارها أكثر من مرة.

ثناء العلماء على الكتاب:

وقال عنها ابن النقاش أبو عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد بن اسماعيل بن علي الأموي صاحب شرح على المرشدة سماه “الدرة المفردة في شرح العقيدة المرشدة”: “ولما كان من جملة ما وضع المهدي تقريبا لأفهام العامة، وتيسيرا على الكافة العقيدة المختصرة المنتظمة الكلام، الحسنة النظام، المرتبطة المعاني، المرسومة بالمرشدة، بادر إلى حفظها وقراءتها جماعة الفقراء والعلماء الأخيار….”[7].
وقال خليل بن كيكلدي العلائي (ت 761هـ /1359م) كما نقل عنه السبكي من خطه: “هذه العقيدة المرشدة جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم، وأصاب فيما نزه به العلي العظيم”[8].

شروح الكتاب:

انتشرت المرشدة في الشرق والغرب واشتهر أمرها، وتلقاها العلماء بالشرح والتعليق ومن بين شروحها ما يلي:
ـ شرح ابن عباد التلمساني( ت 392هـ) أطلق عليه “الدرة المشيدة في شرح المرشدة”، وهذا الشرح توجد منه نسختان، بدار الكتب التونسية، نسخة تحت رقم 14559، والأخرى تحت رقم 16359، ونسخة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 1059 ك.
ـ شرح المرشدة للإمام السنوسي محمد بن يوسف (ت 895هـ) دفين تلمسان، توجد منه نسخة في مكتبة الشيخ الشاذلي النيفر بتونس، كما أشار إلى ذلك عمار الطالبي، ونسخة بدار الكتب الوطنية بتونس تحت رقم 16953 حسب ما جاء في كتاب عبد المجيد النجار ص 538.
ـ شرح المرشدة لبيورك بن عبد الله السملالي، خزانة ابن يوسف بمراكش، رقم 541 (مجموع).
ـ الأنوار المبينة المؤيدة لمعاني عقد عقيدة المرشدة، لأبي زكريا يحيى بن الشيخ أبي حفص عمر، مكتبة الجامع الكبير بمكناس، رقم 339.
ـ شرح المرشدة لأبي عبد الله محمد بن خليل السكوني، دار الكتب الوطنية بتونس، رقم 11273.
ـ شرح المرشدة، لأبي عبد الله محمد بن يحيى الشيباني، المكتبة الوطنية بباريس، رقم 5296 (مجموع، والمخطوطة المعتمدة هي الواقعة من ص 63 وإلى ص 91 ظ).
ـ نور الأفئدة في شرح المرشدة، لعبد الغني بن إسماعيل النابلسي ت 1143، الخزانة العامة بالرباط، رقم ك 2414.
ـ الدرة المفردة في شرح العقيدة المرشدة، لأبي عبد الله محمد بن أبي العباس ابن النقاش، الخزانة العامة بالرباط، رقم ق 283.
ـ شرح مرشدة محمد بن تومرت، لأبي عبد الله محمد بن خليل السكوني الاشبيلي، دراسة وتحقيق: الأستاذ يوسف احنانا، دار الغرب الإسلامي.

طبعات الكتاب:

 ـ أول  ترجمة للمرشدة تمت في القرن الثالث عشر الميلادي قام بها مارك دو توليده marc de toledé  إلى اللغة اللاتينية من منطلق العداء للدين الإسلامي وتسفيه عقائده.
ـ وقد ترجم الأستاذ رشاد مقدمة هذه الترجمة من اللاتينية إلى اللغة الفرنسية ونقلها عمار الطالبي في مقدمة تحقيقه لأعز ما يطلب، ص 21، 22، 23.
ـ اهتم هنري لاوست أيضا بالمرشدة ونشرها مترجمة في مجلة معهد الآثار الشرقية تحت عنوان:
Fatwa d’ibn taimiya sur ibn toumart dans bifao lix 1960 p 157 – 184.
ـ دراسة نشرها اعتمادا على مخطوط ” الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري للشيخ علاء الدين على بين الحسين الدمشقي الحنبلي 5ت 837هـ – بالظاهرية.
ـ أما العقيدة فلقد نشرت في مجموعة الرسائل سنة 1928 ص 46 بالقاهرة، وترجمها هنري ماسي في نفس السنة ، كما ترجمها جولد زيهر إلى الألمانية.
وقد ورد ذكرها في كثير من كتب التراجم والتاريخ في عدة مواضع ضمن تآليف أخرى ومنفردة:
ـ فقد أوردها السبكي في الطبقات 5/70.
 ـ وابن الخطيب في رقم الحلل 87 – 88.
 ـ والبرزلي في النوازل 4/333ظ.
 ـ والنبهاني في سعادة الدارين :16.
 ـ وجاءت منفردة في مجموع أعز ما يطلب.
 ـ وفي مجموع مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس 5رقم 16966.
 ـ وفي مجموع مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس 5مجموع رقم 5296.
 وقد نشرت مرات عديدة:
 ـ نشرها قولدزيهر في مجلة ZDMG 5 مجلدة 44/168 – 170-.
ـ ودي جوج في نفس المجلة 5 مجلد 44/482-.
 ـ وعبد الله كنون في مقالة – عقيدة المرشدة للمهدي بن تومرت: 114.
 ـ وسعد غراب، في مقاله – مرشدة ابن تومرت وأثرها في التفكير المغربي: 119.

 

 

الهوامش:

[1] معلمة المغرب،  إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر-نشر مطابع سلا:2001، ج 8 ص 2639.
[2] شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى سنة 1405هـ /1984م،  ج 19 ص 539.
[3] ابن خلكان ـ وفيات الأعيان، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر بيروت،  ج5 ص 45.
[4] ابن زرع الفاسي ـ الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، طبعة دار المنصور ـ الرباط، سنة 1972، ص 181.
[5] ابن تومرت ـ أعز ما يطلب، تحقيق الدكتور عبد الغني أبو العزم، مؤسسة الغني للنشر، سنة 1997، ص 10.
[6] عبد المجيد النجار ـ المهدي بن تومرت (أبو عبد الله محمد بن عبد الله المغربي السوسي المتوفى سنة:524هـ/1129م- حياته وآراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وأثره بالمغرب، ط: دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى:1983، ص 448.
[7] ابن النقاش ـ الدرة المفردة: 305 ـ 306، انظر كتاب المهدي بن تومرت، لعبد المجيد النجار ص454.
[8] تاج الدين السبكي ـ طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق : د. محمود محمد الطناحي، هجر للطباعة والنشر والتوزيع – 1413هـ، الطبعة : الثانية، ج8 ص183.

روابط تحميل الكتاب:

http://www.4shared.com/get/C0WNVy_j/___.html

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق