الرابطة المحمدية للعلماء

“المدرسة الرقمية” ستحول المنظومة التعليمية إلى فضاء إلكتروني مجرد

يتوقع الخبراء أن تحدث ثورة تقلب المفاهيم والنظريات التربوية بشكل جذري

تشير المنجزات التكنولوجية والعلمية المتلاحقة أن العالم بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة ونوعية ستعمل على إحداث تغيير بنيوي عميق للمنظومة التربوية والتعليمية؛ شكلا ومضمونا.. حيث أمسى الحديث يجري عن “مدرسة المستقبل”  أو “المدرسة الرقمية” Digital School، وهي المدرسة التي ستحدث ثورة تقلب المفاهيم والنظريات التربوية وفلسفتها بشكل جذري.  حيث سيجري اختزال المنظومة التعليمية بكل أجهزتها وعناصرها ومناهجها إلى فضاء إلكتروني مجرد. يتلقى الطلاب بفضله برنامجاً تعليميا موحّداً بفضل تواصلهم عبر الشبكة العنكبوتية متجاوزين حواجز الزمان والمكان..مستعملين مكتسبات الثورة التكنولوجية المعاصرة  كالكومبيوتر والانترنت والشاشة التي تعمل باللمس والفأرة السحرية والكاميرا الرقمية ومشغل الموسيقى وغيرها من الأدوات التي ستشكل بديلاً عن أدوات التعلم التقليدية من كتب وأوراق وأقلام وألواح وغيرها.

وفي المدرسة الرقمية، يتعلم الطالب ويقرأ ويكتب ويشاهد ويسمع ويتحاور ويرسم ويصور ويؤلف، من خلال الوسيط الرقمي بصورة كليّة. ليتحول من مجرد متلق للعلم إلى متفاعل يسهم في تحديده وبلورته.. كما يتحول المعلم من مُلقّن إلى موجّه.

في هذا السياق، أكد الخبير الأميركي “مارك برينسكي”، وهو أستاذ جامعي يعمل في تصميم ألعاب الفيديو، أن التكنولوجيا المعاصرة تداخلت مع المعارف المعاصرة إلى حدّ أنها فرضت وستفرض تغييراً جذرياً في التربية والتعليم. معتبرا أن “جيل الديجيتال” سيغدو بمقدوره صناعة العلم والمعرفة بنفسه، دونما حاجة إلى أي أستاذ. ويفسر ذلك بكون هذا الجيل قد ترعرع في ظل ثورة الكومبيوتر والمعلوماتية والانترنت وتملّك مفاتيحها واستوعب تقنياتها وهو في طريقه إلى فك الكثير من رموزها. بفضل استخدامه اليومي لها لدرجة أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته الشخصية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق