الرابطة المحمدية للعلماء

المؤتمر الأول

انعقد أول مؤتمر لعلماء المغرب بفندق باليما بالعاصمة الرباط استغرقت جلساته يومي الأحد والإثنين 26، 27 ربيع الأول 1380هـ موافق 18، 19 سبتمبر 1960م.

وشارك فيه حوالي ثلاثمائة عالم يمثلون مختلف أقاليم المملكة، ودارت المناقشات في جو من الصراحة والموضوعية، رائدهم الدين الحنيف، والغيرة العربية والوطنية الصادقة، وبعد إنهاء الدراسات تألفت لجان لصياغة التوصيات والبيان العام.

غير خاف على أحد الدور الذي قام ويقوم به العلماء منذ أن اعتنق المغاربة الإسلام دينا، وتبنوا لغة القرآن لسانا وطنيا مبينا.

فقد ساهم العلماء منذ فجر الإسلام في هذا البلد الطيب، بقسط وافر من تحمل المسؤولية والقيام بالواجب في مختلف الأعصر، حتى تمكن الدين من النفوس، وعمت لغة القرآن سائر الأطراف، وأصبح المغرب سدا منيعا وحصنا حصينا يقف صامدا وحده أمام الوثنية والصليبية والتيارات الجارفة الهدامة.

ولما أخذ العلماء، يشاهدون أمتهم تتقاذفها الأهواء، جمعوا شملهم، وجندوا أنفسهم، وأجروا الاتصالات، وتبادلوا المشورات، فتبلورت عن ذلك حركة دينية إسلامية مباركة، دفعت المصلحين الساهرين على تراث دينهم، وعروبة وأصالة شعبهم.

وقد بلغت توصيات هذا المؤتمر ستا وخمسين توصية تشمل الأبواب الثلاثة:

  • الشؤون العامة للدولة والسياسة 16.
  • التعليم والشؤون الاجتماعية 24.
  • الشؤون الدينية والأخلاقية 16.

ومن أبرز التوصيات التي خلص إليها المؤتمر الأول للرابطة على المستوى الوطني اقتراح نص في الدستور يؤكد أن دين الدولة الإسلام وعلى أن نظام الحكم في المغرب ملكي دستوري، وأوصى المؤتمرون على العمل بمبدأ فصل السلطات، واحترام لغة البلاد العربية، والمحافظة على كيان الجامعة والمعاهد الإسلامية، وإقرار مادة التربية الإسلامية في المدارس، كما أوصوا بالمطالبة باسترجاع الأجزاء المغتصبة والاهتمام بالمساجد والاعتناء بالناحية المادية لموظفيه. وعلى المستوى الدولي عبر المؤتمرون عن استنكارهم للحرب الأبدية التي يشنها الاستعمار الفرنسي على الشعب الجزائري ودعوا جميع المواطنين المغاربة وفي العالم الإسلامي للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الجزائري الشقيق، وسجل المؤتمرون بارتياح جهود حكومة صاحب الجلالة في توحيد الصف العربي ومناصرة الدول الإسلامية وسائر الحركات التحررية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق