الرابطة المحمدية للعلماء

القاضي عياض وتأصيل المذهب المالكي بالمغرب

يومي 16 و 17 أبريل 2009، بكلية الطب والصيدلة بمراكش

تنظم جامعة القاضي عياض في إطار احتفالاتها بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، ندوة دولية في موضوع ” القاضي عياض و تأصيل المذهب المالكي بالمغرب” يومي 16 و 17 أبريل 2009، بكلية الطب والصيدلة بمراكش.
يشارك في هذه الندوة عدد المتخصصين في الفقه المالكي و الدراسات الإسلامية بالمغرب و الخارج، وذلك لمدارسة دور القاضي عياض، الذي تحمل الجامعة اسمه، في تأصيل المذهب المالكي بالمغرب باعتباره أحد الأركان الكبرى التي قامت عليها وحدة المغاربة.

وتأتي هذه الندوة المخصصة لهذا العلم الكبير في الفقه المالكي القاضي عياض، رحمه الله، لتثير من جديد جوانب فقهية وتاريخية واجتماعية بارزة من تاريخ المغرب في علاقته مع المذهب المالكي ورجالاته. ويذكر أن القاضي أبا الفضل عياض بن اليحصبي السبتي هو أحد علماء المغرب الموسومين بالصلاح والتصوف، وإمام زمانه في علوم النحو واللغة وفي علوم الحديث والعلم بأخبار العرب وأنسابهم.

ولد القاضي عياض سنة 476 هـ 1083م بمدينة سبتة في حضن أسرة مشهورة بالعلم والتقوى والصلاح. وينحدر من جده الأعلى يحصب، ويحصب هذا هو (أخوذي أصبح) جد الإمام مالك فبين القاضي عياض والإمام مالك صلة القربى والانتساب إلى قبيلة حمير من عرب اليمن ذات الصيت الذائع في التاريخ الإسلامي. وقد تلقى تعليمه في البداية من علماء مدينته سبتة التي كانت غداة ولادته مركزا علميا بارزا في المغرب بحكم موقع المدينة على طريق الجهاد والحج والعلم، ثم رحل بعد ذلك إلى قرطبة بالأندلس وأخذ عن شيوخها الكبار حتى أصبح من علمائها المشهورين باتساع علمه وتعدد اهتماماته؛ حتى وصف بأنه كان:” كثير المطالعة، لا يفارق كتبه، كثير البحث في العلم، توفي وهو طالب له، حسن الضبط صحيح النقل قوي الخط دقيقه، من أقدر الناس على تقييد الروايات وجمعها، كثير التواليف المستحسنة البارعة في أنواع العلوم هينا لينا من غير ضعف صلبا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم”. وقد تلقت الأمة كتبه بالقبول فشهد له بالعلم والصلاح العلماء في المشرق والمغرب حتى قيل عنه: لولا عياض لما ذكرت بلاد المغرب.

وتوفي سنة:544 هـ 1149م مخلفا أزيد من 30 مؤلفا معظمها من التآليف الكبيرة الحجم الكثيرة العلم.
و تدل هذه التآليف على جهود القاضي عياض في تأصيل أصول المذهب المالكي و تحرير عباراته ، كما تكشف عن قوة في النظر والاستنباط وقدوة على الاجتهاد الفقهي بما يخلد هذا العلم الفريد في تاريخ المذهب المالكي في تاريخ المغرب. وقد صدق العلامة محمد بن تاويت الطنجي رحمه الله حين قال:
“وعياض، في الشرق و الغرب، وفي كل بلد من بلاد الإسلام حق أن يخلد ذكره، وأن ينشر فضله، وحري أن تتساند محافل العلم في كل بقاع الأرض المسلمة على إجلاله و تقديره.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق