الرابطة المحمدية للعلماء

“القاضي عياض” تناقش برنامج ابن رشد للتبادل الجامعي الأورومتوسطي

موقع الحركية الجامعية في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط: برنامج ابن رشد نموذجا

أجمع المشاركون في المنتدى الأورومتوسطي الخامس لبرنامج ابن رشد المنعقد حاليا بمراكش، أن البرنامج حقق، في ظرف وجيز، عددا هاما من الأهداف المرسومة له، والتي تصب في تقوية روابط التعاون الجامعي والثقافي بين ضفتي المتوسط.

وتم التأكيد خلال ورشة حول “موقع الحركية الجامعية في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط: برنامج ابن رشد نموذجا”، واليوم الثلاثاء خلال جلسة عامة، على أن انخراط الجامعات الأوروبية والمغاربية وشركائهما من الفاعلين الخواص، في تفعيل مشاريع البرنامج، مكن من تيسير سبل ضمان مؤشرات نجاح البرنامج على المدى البعيد.

وفي هذا الصدد، شدد مشاركون أوروبيون ومغاربيون على أن برنامج ابن رشد يمكن أن يشكل إحدى الآليات الفاعلة في الاتحاد من أجل المتوسط، لكونه يجر وراءه قاطرة الجامعة والبحث العلمي كضامن أساسي لبلورة مشروع الاتحاد الذي ينبغي أن يقوم على روافد صلبة.

واستعرض المشاركون في المنتدى حصيلة البرنامج في ما بين المرحلتين الأولى والثانية وآفاق المشاريع المشتركة إلى جانب التوقعات، خاصة في ما يتعلق بإحداث مؤسسات جامعية جديدة تستجيب لتطلعات ومتطلبات الطرفين في مجال الشهادات التعاقدية والدراسات والأبحاث العلمية وخلق فضاء رقمي أورومتوسطي.

وينظم المنتدى الأورومتوسطي الخامس لبرنامج ابن رشد للتبادل الجامعي المنعقد بمراكش من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري، من قبل جامعة القاضي عياض بتنسيق مع جامعة مونبوليي الفرنسية بمشاركة نحو 60 باحثا وجامعيا من بلدان أوروبية ومغاربية.

وفي نفس السياق بادرت عشرون جامعة أوروبية ومغاربية، في نطاق التبادل الجامعي، قبل سنتين، إلى وضع اللبنة الأولى في صرح الجامعة الأورومتوسطية بإعطاء انطلاقة برنامج ابن رشد بغية تعميق روابط التعاون الثقافي بين ضفتي حوض المتوسط.

وإذا مثلت جسور الثقافة والفكر، عبر مختلف العصور، أيسر السبل إلى تحقيق التقارب بين الشعوب وزرع بدور التسامح والتلاقح الحضاري، فإن حكمة ابن رشد ونبوغه الفكري يصب في هذا الاتجاه، ولعله أكثر من سعى بفلسفته إلى التقريب بين الشرق والغرب.

واستحضارا لتراث هذا العالم العربي الإسلامي الفذ، جاء برنامج ابن رشد للتبادل الثقافي، لتوفير “منح التفوق” بين أوروبا والمغرب العربي، حيث استفاد منها برسم السنة الأولى من انطلاقته قرابة 300 مرشح، أتيحت لهم إمكانية الإبحار نحو الضفة الأخرى، لخوض غمار “رحلة علمية” جديدة وحافلة بالأخذ والعطاء واكتساب المعرفة من معينها الأصلي.

وتكفلت اللجنة الأوروبية بتمويل هذه المنح، إذ التزمت بأن ترصد له سنويا اعتمادا يقدر ب2 ر5 مليون أورو، وشملت طلبة الإجازة والماستر والدكتوراه وكذا الباحثين الشباب والمدرسين والأطر الإدارية الجامعية.

وترمي اللجنة الأوروبية من وراء تمويلها للبرنامج ، إلى تمكين الطلبة المتفوقين من حظوظ استكمال مسار دراستهم من جهة ، وتشجيع التفوق والنبوغ الجامعي والعلمي وخاصة في منطقة الحوض المتوسطي من جهة ثانية.

كما تهدف أيضا إلى المساهمة في ترسيخ تفاهم أفضل بين بلدان الشمال والجنوب والتقريب بين الضفتين المتوسطيتين كرهان أساسي لبرنامج ابن رشد الذي يرسم اليوم معالم الفضاء الأورومتوسطي للعلوم والمعرفة.

ومن أجل بلوغ أهداف البرنامج ، انخرطت 11 جامعة تمثل أربعة بلدان أوروبية هي فرنسا وبلجيكا واسبانيا وايطاليا و9 جامعات مغاربية عن المغرب والجزائر وتونس، اضافة إلى 40 شريكا من بينهم فاعلون اقتصاديون ومؤسسات بنكية وطنية ودولية، في تفعيل وبلورة التصورات التي من شأنها الدفع ببرنامج ابن رشد نحو آفاق أوسع وأشمل.

وتشرف جامعة مونبوليي 2 الفرنسية على تنسيق برنامج ابن رشد الذي يندرج ضمن المشروع الأوروبي “ايراسميس مانديس” للتعاون.

ومن المؤكد أن المنتدى الأورومتوسطي الخامس لبرنامج ابن رشد المنعقد حاليا بمراكش من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري، سيتوج بخطة جديدة للمشاريع المشتركة ضمن توقعات السنة الحالية بعد تقييم حصيلة السنة المنصرمة.

(عن و.م.ع بتصرف)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق