مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

الـعـتـبـي صاحب المستخرجة

 

 

        دة. أمينة مزيغة باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 

          Iهو محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي عتبة، الأموي أبو عبد الله، العُتْبِي، القرطبي، كان فقيها، ومحدثا، وكان حافظا للمسائل، جامعا لها، وعالما بالنوازل، تحدث العلماء عن علمه وأخلاقه، وأثنوا عليه، فاشتهر أمره، وعلا قدره، وقصده الناس للسماع والأخذ عنه، شهد له علماء الأندلس بالفقه والحفظ لمسائل المذهب.

         قال بن عبد البر: “كان عظيم القدر عند العامة، معظما في زمانه”.

         قال ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس:  “كان حافظا للمسائل، جامعا لها، عالما بالنوازل”.

         وقال محمد بن عمر بن لبابة” :لم يكن هنا أحد يتكلم مع العتبي في الفقه، ولا كان بعده أحد يفهم فهمه إلا من تعلم عنده”. 

        وقال الصدفي :”كان من أهل الخير والجهاد، والمذاهب الحسنة، وكان لا يزول بعد صلاة الصبح من مصلاه إلى طلوع الشمس، ويصلي الضحى، ولا يقدم أحدا في الأخذ على من أتى قبله”. 

        أخذ العلم عن فقهاء بلده بالأندلس مثل يحيي بن يحيى الليثي، وسعيد بن حسان، وأصبغ بن الفرج، و سحنون بن سعيد وغيرهم.

         وأخذ عنه محمد بن عمر بن لبابة، وأبو صالح أيوب بن سليمان المعافري، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وغيرهم.

         ألف  العتبية (أو المستخرجة)، وهو من الكتب الفقهية المؤلفة في المذهب المالكي والتي تعد مرجعاً رئيساً للمذهب، يرجع إليه كثير من فقهاء المالكية الذين ألفوا بعده، وإنما سميت بذلك لأنه استخرجها من الأسمعة التي رويت عن الإمام مالك بواسطة تلاميذه، ومما يبرز القيمة العلمية لهذا الكتاب أن الفقهاء خصّوه بمزيد من العناية والاهتمام وانبرى عدد منهم لشرح هذا الكتاب، كعبد الله بن محمد الأعرج الشَذوني (ت309)، أحد صغار تلامذة العتبي الذي كان أهل المغرب يقصدونه فيها، فقام – رحمه الله – وبوب مستخرجة العتبي على تبويب المدونة، ليتتابع اهتمام علماء المالكية بالمستخرجة، تدريسا وتهذيبا وتبويبا، وتوجيها لمسائلها وشرحا وتعليلا فألف يحيي بن عمر الكندي(تـ289هـ) اختصارا لها سماه”المنتخَبَة”، واختصرها أيضا عبد الله بن فتوح البنتي(تـ 462)، وهذبها: إبراهيم بن شِـنظير، وأبو محمد بن أبي زيد القيرواني…

         ثم جاء العلامة الفقيه أبو الوليد ابن رشد شارحا للمستخرجة، ومعللا وموجها لمسائلها، ومدققا فيما صح وثبت، ومنبها على ما كان من خطأ، إضافة لحفظه لنصها كاملا، في ديوانه الكبير الموسوم بالبيان والتحصيل، قال الفقيه أبو الوليد ابن رشد – رحمه الله – :إنه “كتاب قد عول عليه الشيوخ المتقدمون من القرويين والأندلسيين، واعتقدوا أن من لم يحفظه، ولا تفقه فيه كحفظه للمدونة وتفقهه فيها بعد معرفة الأصول، وحفظه لسنن الرسول – صلى الله عليه وسلم   فليس من الراسخين في العلم، ولا من المعدودين فيمن يشار إليه من أهل الفقه”.

         توفي العتبي سنة خمس وخمسين و مائتين وقيل أربع وخمسين و مائتين.

 

         ترتيب المدارك 2/235، رقم 264 .

         جمهرة تراجم الفقهاء 2/996رقم 965.

          تاريخ علماء الأندلس 223 رقم 1104.

          معجم المؤلفين 8/276.

          الديباج المذهب 2/161رقم446.

            الفكر السامي ص 454.

            سير أعلام النبلاء 10/45، رقم 2095

          الأعلام5/307.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق