مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثشذور

الغرض من تعلم الأدب

  قال العلامة الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البَطَلْيَوْسِي(ت521هـ): «الأدب له غرضان: أحدهما: يقال له: الغرض الأدنى، والثاني: الغرض الأعلى.

  فالغرض الأدنى: أن يحصل للمتأدب بالنظر في الأدب والتَّمهُّر فيه قوة يقدر بها على النظم والنثر.

  والغرض الأعلى: أن يحصل للمتأدب قوة على فهم كتاب الله تعالى، وكلام رسول الله ﷺ وصحابته رضي الله عنهم، ويعلم كيف تُبنى الألفاظ الواردة في القرآن والحديث بعضها على بعض، حتى تُستنبسط منها الأحكام، وتُفرَّع الفروع، وتُنتج النتائج، وتُقرن القرائن على ما تقتضيه مباني كلام العرب ومَجازاتها، كما يفعل أصحاب الأصول.

  وفي الأدب لمن حصل في هذه المرتبة منه أعظمُ معونة على فهم علم الكلام، وكثير من العلوم النظرية، فقد زهد الناس في علم الأدب، وجهلوا قدر الفائدة الحاصلة منه، حتى ظن المتأدِّب أن أقصـى غاياته أن يقول أبياتا من الشعر، والشعر عند العلماء أدنى مراتب الأدب؛ لأنه باطل يُجْلَى في معرض حق، وكذِبٌ يُصوَّرُ بصورة صدق.

  وهذا الذم إنما يتعلق بمن ظن صناعة الشعر غاية الفضل، وأفضل حلى أهل النُّبل، فأما من كان الشعر بعض حلاه، وكانت له فضائل سواه، ولم يتخذه مكسبا وصناعة، ولم يرضه لنفسه حرفة وبضاعة، فإنه زائد في جلالة قدره، ونباهة ذكره.

  المصدر: الاقتضاب في شرح أدب الكتاب(1/49-50)، تحقيق الأستاذ مصطفى السقا، والدكتور حامد عبد المجيد، نشر مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، طبعة سنة 1996م.

  انتقاء: د. جمال القديم

Science

الدكتور جمال القديم

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء،

ومساعد رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بملحقة الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق