العقول العربية المهاجرة تعني مليارات الدولارات الضائعة
المؤسسات العربية العلمية والتكنولوجية الناجحة تعمل بثقافة الجزر المعزولة
خلاصات هامة جاءت في الحلقة الأخيرة من برنامج "الخيمة"، على قناة (CNBC Arabia)، التي تناولت قضية "العقول العربية المهاجرة .. مليارات الدولارات الضائعة"، والتي تحدث فيها كل من: الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء والاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأميركية، والدكتور الدكتور حاتم السمان، مدير واقتصادي أول في "مركز الفكر" التابع لشركة "بوز آند كومباني" في الشرق الأوسط.
وهكذا أشار المتدخلون إلى أن العقول العربية المهاجرة تعني مليارات الدولارات الضائعة على الاقتصاديات والمجتمعات العربية، وأنه في الوقت الذي أصبحت فيه قضية البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، قضية أمن قومي، يرتبط بوجودها الدول والمجتمعات، نجد أن الدول العربية لا تولى الاهتمام الكافي لها، في حين أن أغلب الدول الغربية تُخصّص أكثر من 4.7% من ناتجها القومي الإجمالي للبحث والتطوير، مقابل فقط 0.02% من الناتج المحلي للدول العربية موجهة للبحث والتطوير. بالإضافة إلى غياب مشروع عربي للبحث العلمي والابتكار التكنولوجي يجتمع حوله العرب، بعد أن أثبتت المراحل السابقة أن القوة التكنولوجية، هي التي تعتمد عليها بقية مكونات القوة الشاملة، اقتصاديا ومجتمعيا.
وشدد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على أن مخصصات الحكومات العربية المالية، الموجهة للبحث العلمي والابتكار التكنولوجيا، لا تزال ضعيفة وفقيرة للغاية، وهو الأمر الذي يفرض أهمية العطايا والصدقات، لدفع البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، في ظل ضعف شركات القطاع الخاص في دعم البحث العلمي، خاصة وأنها الوحدات، التي تتوفر لديها درجة من درجات الوفرة المالية. ويعود هذا إلى عدم إيمان وثقة شركات القطاع الخاص في أهمية ودور البحث العلمي لخدمة قطاعات الاستثمار والصناعة العربية، مضيفا أن ثقة صانع القرار على مستوى المؤسسات السياسية وشركات القطاع الخاص، مرتبطة بشكل كبير بفئات الباحثين، الذين لم ينجحوا حتى الآن في تقديم أبحاث علمية ذات جدوى مجتمعية واستثمارية، إذ أن الأبحاث العربية على الرغم من أهميتها.
ومن هنا أهمية المشروع الكبير الذي افتتحه جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم أمس بمدينة سلا، عندما وضع الحجر الأساس لبناء الجامعة الدولية للرباط، التي سيتطلب إنجازها استثمارات إجمالية بقيمة 2ر1 مليار درهم، ويأتي إنجاز هذا المشروع، الذي سيقام بـ"القطب التكنولوجي للرباط" على مساحة عشرين هكتارا، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، كما يتضمن المشروع بالأساس، بنايات مخصصة للتدريس والبحث العلمي ومكتبة وإقامة جامعية ومنشآت رياضية ومرافق اجتماعية وتجارية وترفيهية.
ومن المرتقب أن تستقبل الجامعة، في أفق سنة 2015، حوالي 5000 طالبا سيتم إيواء 4000 منهم بالإقامة الجامعية، وستتراوح نسبة الطلبة المنتمين إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء ما بين عشرين وثلاثين بالمائة، وتعد هذه المؤسسة نموذجا متميزا للشراكة العلمية بين رابطة للأكاديميات والجامعات المغربية وكبريات الجامعات والمعاهد العلمية الدولية، وستساهم في تكوين نخب جديدة مغربية وإفريقية، وفق برنامج للتكوين يستجيب لأرقى المعايير الدولية من حيث الكفاءة والمردودية مع الحفاظ على الهوية الوطنية.