مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةمفاهيم

الشَّبه والمثليّة هل تُفيدان التّفاضُلَ ؟

قولُنا: ليس عَمْرٌو مثلَ زَيدٍ، يدلّ على نفيِ المثْلِيّةِ التي لعَمْرو عَن زيْد، أي تدلّ على نفيِ شبهِ عمرٍو لزيد، قد يُرادُ بِه مَعْنى: ليسَ زيدٌ مشبّهاً بعمْرو في الفضلِ والعلمِ والمزيّة، وقد يُرادُ به: ليسَ مثلَه في قُبْحِ الأخلاقِ وذَميمِ الصّفاتِ …
وأمّا الأفضليّة لأحدِهِما دونَ الآخَر فلا تُستَفادُ بالضّرورَة من ظاهرِ اللّفظ؛ إذ يحتاجُ الكَلامُ إلى دليلٍ من المَقامِ وسياقِ الحال، لإثْباتِ الأفضليّةِ لهذا أو ذاكَ. ففي قولِه تعالى – مَثلاً – على لسانِ امرأةِ عمرانَ: «قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» آل عمران:36
يُلاحَظُ أنّ الجُملَةَ الاعتراضيّة [ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى] كَلامٌ لا يدخُلُ في نطاقِ كَلامِ امرأةِ عمْرانَ، وإنّما هو من كلام الله تَعالى- وأنّ السياقَ يدلّ على تفضيلِ الأنثى على الذّكَر؛ أي: ليس الذَّكَر الذي طَلَبَت امرأةُ عمرانَ كالأنثى التي وَهَبَها الله إيّاها ، فهبةُ الله خيرٌ وأفضلُ .
ومِنْ أحْسَنِ ما قيلَ في تأكيدِ القولِ أعلاه تفسيرُ الشّيخ الطّاهِر بن عاشور لقوله تَعالى: «ولَيْسَ الذَّكَرُ كالأنْثى»: «والمقصودُ منه: أنّ الله أعلمُ منها بنَفاسَة ما وَضَعَت، وأنها خَيرٌ مِن مُطلق الذَّكَر الذي سَألَتْه، فالكلام إعلام لأهل القرآن بتَغْليطِها، وتعليمٌ بأنّ من فَوّضَأمرَه إلى الله لا ينبغي أن يتعقّب تدبيره»
فانظرْ رحمكَ الله إلى قول الشيخ ابن عاشور :
– الله أعلمُ منها بنَفاسَة ما وَضَعَت
– أنها خَيرٌ مِن مُطلق الذَّكَر الذي سَألَتْه
– الكلام إعلام لأهل القرآن بتَغْليطِها،
– الكَلامُ تعليمٌ بأنّ من فَوّضَ أمرَه إلى الله لا ينبغي أن يتعقّب تدبيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التّحرير والتّنوير، الشيخ الطّاهر بن عاشور
تَفْسير الآيَة 36 من سورة آل عِمْرانَ

قولُنا: ليس عَمْرٌو مثلَ زَيدٍ، يدلّ على نفيِ المثْلِيّةِ التي لعَمْرو عَن زيْد، أي تدلّ على نفيِ شبهِ عمرٍو لزيد، قد يُرادُ بِه مَعْنى: ليسَ زيدٌ مشبّهاً بعمْرو في الفضلِ والعلمِ والمزيّة، وقد يُرادُ به: ليسَ مثلَه في قُبْحِ الأخلاقِ وذَميمِ الصّفاتِ …
وأمّا الأفضليّة لأحدِهِما دونَ الآخَر فلا تُستَفادُ بالضّرورَة من ظاهرِ اللّفظ؛ إذ يحتاجُ الكَلامُ إلى دليلٍ من المَقامِ وسياقِ الحال، لإثْباتِ الأفضليّةِ لهذا أو ذاكَ.

ففي قولِه تعالى – مَثلاً – على لسانِ امرأةِ عمرانَ: «قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» آل عمران:36
يُلاحَظُ أنّ الجُملَةَ الاعتراضيّة [ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى] كَلامٌ لا يدخُلُ في نطاقِ كَلامِ امرأةِ عمْرانَ، وإنّما هو من كلام الله تَعالى- وأنّ السياقَ يدلّ على تفضيلِ الأنثى على الذّكَر؛ أي: ليس الذَّكَر الذي طَلَبَت امرأةُ عمرانَ كالأنثى التي وَهَبَها الله إيّاها ، فهبةُ الله خيرٌ وأفضلُ .

ومِنْ أحْسَنِ ما قيلَ في تأكيدِ القولِ أعلاه تفسيرُ الشّيخ الطّاهِر بن عاشور لقوله تَعالى: «ولَيْسَ الذَّكَرُ كالأنْثى»: «والمقصودُ منه: أنّ الله أعلمُ منها بنَفاسَة ما وَضَعَت، وأنها خَيرٌ مِن مُطلق الذَّكَر الذي سَألَتْه، فالكلام إعلام لأهل القرآن بتَغْليطِها، وتعليمٌ بأنّ من فَوّضَ أمرَه إلى الله لا ينبغي أن يتعقّب تدبيره»فانظرْ رحمكَ الله إلى قول الشيخ ابن عاشور :

– الله أعلمُ منها بنَفاسَة ما وَضَعَت 

أنها خَيرٌ مِن مُطلق الذَّكَر الذي سَألَتْه 

الكلام إعلام لأهل القرآن بتَغْليطِها 

الكَلامُ تعليمٌ بأنّ من فَوّضَ أمرَه إلى الله لا ينبغي أن يتعقّب تدبيره 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التّحرير والتّنوير، الشيخ الطّاهر بن عاشور

تفْسير الآيَة 36 من سورة آل عِمْرانَ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق