سيرة الشيخ العلامة الأستاذ عبد الله آيت وغوري رحمه الله
الاسم والنسب:
آيت وغوري عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد وغوري الصوابي، الرجراجي، الوسميني.
الولادة:
ولد في شهر ذي القعدة سنة 1352هـ/1934م، بقرية تَوْرِيرْتْ وَّانُو، جماعة تركا نتوشكا، إقليم شتوكة آيت بها، ولاية أكادير.
المسار العلمي:
ابتدأ المسار الدراسي بحفظ القرآن، وكان ذلك سنة 1356هـ على يد والده رحمه الله تعالى، وقد كان من أهل هذا الشأن، ولما استكمل على يده ست ختمات سنة 1362هـ أمره بالانتقال إلى مدرسة "تفليت"، وكان شيخها في ذلك العهد الأستاذ الفقيه سيدي المدني ابن عمته وزوج أخته، ولازمه عامين كاملين، وختم على يده ختمتين، فتمت له ثمان ختمات كلها في ورش.
لينتقل سنة 1364هـ إلى مدرسة "تِزِي نْلْثْنِينِ" المشهورة بتحفيظ الرويات القرآنية، فقرأ بها برواية قالون عن نافع.
وبعدها شغفت نفسه إلى دراسة الفنون العلمية الأخرى من تفسير، وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والعربية، وقواعدها، وآدابها، إلى غير ذلك مما يدرس عادة في المدارس العتيقة، وكان اختياره مدرسة " تنالت " وشيخها الرباني شيخ الجماعة سيدي الحاج الحبيب البوشواري رحمه الله، وكانت بداية دراسته بـ " تنالت " في شعبان من سنة 1366هـ.
درس على يد الشيخ جميع التآليف التي تدرس هناك، وقرأ عليه من كتب الفنون من غير المقرر الكثير ، ولازمه أكثر من خمسة عشر سنة، طالباً في البداية، ومساعداً في التدريس في النهاية، حتى أرسله الشيخ سنة 1381هـ /1961م إلى "مدرسة إداومنو" مديراً ومدرساً، وهي المهمة التي ما زل يقوم بها إلى يومنا هذا.
وقد تخرج على يده، بحمد الله ، فقهاء يُعَدّون بالمئات؛ ملأوا بيوت الله، ومراكز التعليم العتيق شرقا وغربا، داخل الوطن، وخارجه.
كما خرّجت المدرسة أيضا في عهده أفواجا من الطلبة الذين اختاروا التوجه لاستكمال مسارهم العلمي داخل مؤسسات التعليم النظامي، فكان منهم أساتذة ودكاترة ، كان لهم دور رائد في الساحة العلمية المغربية.
وإن من شأن إدراة مدرسة علمية بكل تفاصيلها، ومسؤولياتها من تدريس، وتنظيم، وومراقبة، وتدبير الموارد، والاهتمام بقوت الطلبة وإيواهم، وما يستوجبه منصب فقيه المدرسة من الاهتمام بالشؤون الدينية، والاجتماعية للقبيلة، إن من شأن هذا كله أن يكبح طموح من استرعاه الله أمانة الاشتغال به في التأليف، فكان عزاؤه أولائك الخريجين النجباء، الذين يرى فيهم، وفي تفوقهم صوناً للإرث النبوي الشريف، وتخليدا للرسالة العلمية النبيلة.
فاز الشيخ الأستاذ عبد الله آيت وغوري حفظه الله سنة 2011 بجائزة محمد السادس، نصره الله، لأهل القرآن.
وقد جمع ديوانين شعريين؛ يضم أولها أكثر من 1500 بيتاً في مختلف الأغراض، والثاني قصائد ومنظومات خاصة بذكر نسب الأسرة الآغورية، وتاريخ أبائه، رحمهم الله تعالى.
تعريف بمدرسة إداومنو للتعليم العتيق:
تعتبر مدرسة إداومنو للتعليم العتيق الواقعة على الجزء الترابي باشتوكة أيت باها والمتاخم لهوارة من أشهر وأقدم المدارس العلمية بسوس، و تقع تحديدا بالجنوب الغربي لأولاد تايمة، وتبعد عن أولاد تايمة بحوالي 27 كيلومترا، وتنتمي إداريا إلى إقليم اشتوكة أيت باها، وتتمركز المدرسة بسوق ثلاثاء إداومنو الأسبوعي.
وقد تم تأسيسها قبل أزيد من ستة قرون مضت، حسب منطوق بعض الوثائق العدلية التي اعتبرتها قبيلة إداومنو مرجعاً تاريخيا لها.
يُسيِّر المدرسة الفقيه العلامة سيدي عبدالله أيت وغوري (76 سنة) وهو أحد تلامذة العلامة سيدي الحبيب البوشواري رحمه الله، وقد ذاع صيت المدرسة على الصعيد الوطني، فتقاطر عليها طلاب العلم من عدة جهات من المملكة كالصويرة ومراكش ووارزازات، ويبلغ عدد طلبة مدرسة إداومنو الذين في بيوت من البناء القديم في ظروف متواضعة ما يفوق 149 طالباً، يدرسون خلال مختلف المراحل مجموعة من المواد اللغوية والشرعية، ويسهر على تدريسهم 19 إطاراً موزعين على الابتدائي والإعدادي والثانوي، وفي الموسم الدراسي الماضي (2008/2009) تقدم أول فوج يتكون من 40 طالباً من هذه المدرسة لاجتياز شهادة الباكالوريا، فتفوق منهم 15 أي بنسبة 5,37 في المائة من مجموع المترشحين، والتحق أغلبهم بالدراسات الجامعية.
وفاته:
أسلم الشيخ روحه إلى بارئها صبيحة اليوم الخميس 8 رجب 1438 هـ موافق لـ 6 أبريل 2017م، عن سن ناهز 83 عاماً.
ودُفن ـ رحمه الله ـ بمقر المدرسة العتيقة إدا ومنو، مساء اليوم الموالي: الجمعة 9 رجب 1438 هـ موافق لـ 7 أبريل 2017م، بعد أداء صلاتي الجمعة والجنازة في مشهد مهيب.