الشعب المغربي يخلد الذكرى 80 لمعارك جبل بادو
يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير، اليوم الجمعة، الذكرى 80 لمعارك جبل بادو، التي دارت رحاها خلال شهر غشت من سنة 1933 كآخر حلقة في مسلسل المعارك التي خاض غمارها أبناء قبائل إقليم الرشيدية ضد قوات الاحتلال الفرنسي ليس فقط على صعيد المنطقة بل على الصعيد الوطني.
وذكرت المندجوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بالمناسبة، بأن هذه المعارك جسدت كذلك أشرس مواجهة بين الغزاة والمجاهدين، حيث شاركت فيها جميع القوات النظامية الآتية من المناطق العسكرية التي أنشأتها قوات الاحتلال بتادلة ومراكش ومكناس، أما المجاهدون فقد اجتمع منهم عدد كبير من كافة القبائل المرابطة بالإقليم، اعتصموا مقاومين بقمم ومغارات وكهوف جبل بادو بعد تشديد الحصار وقصف جميع المداشر والقصور المجاورة للمنطقة وسد كل الثغور لمنع المجاهدين المحاصرين من الحصول على الإمدادات والمؤن.
لقد قاومت قبائل إقليم تافيلالت بضراوة ومنذ مطلع القرن العشرين، وضحت بالغالي والنفيس من أجل صد العدوان الأجنبي والأطماع الاستعمارية خاصة سنة 1908 بعد أن أقامت القوات الفرنسية أول مركز استعماري لها بمنطقة بوذنيب، كان بمثابة قاعدة لانطلاق هجوماتها ومد سيطرتها على باقي تراب الإقليم.
وهكذا، شهدت المنطقة سلسلة من المعارك بدءا بمعركة بوذنيب سنة 1908 ثم معركة افري سنة 1914 ومعركة الرجل بمسكي سنة 1918 ثم معارك تافيلالت ومعارك نواحي كلميمة وتاديغوست التي امتدت إلى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين.
ولم تهدأ ثائرة أبناء تافيلالت كغيرهم من أبناء المغرب في مختل الجهات إلى أن تحققت إرادة الملك والشعب وتكلل نضالهما بالنصر المبين وعودة الشرعية وإعلان الاستقلال في نونبر 1955، لتتواصل إسهامات هذا الإقليم المجاهد في معركة الجهاد الأكبر لإعلاء صروح المغرب الجديد وتحقيق وحدته الوطنية.