مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكمفاهيم

الشريعة1

 

ذ. عبد الرحيم السوني

باحث بمركز دراس بن إسماعيل

 

  • ·  في اللغة:

الشريعة في اللغة من شرع يشرع شروعا، وهي على أصل واحد، ومعناه؛ انفتاح الشيء في امتداد، ومنه الشريعة وهي مورد الشاربة الماء، ومنه: أشرعت طريقا إذا أنفذته وفتحته، وكذا: شرع الإبل عنقه؛ أي مدّه، وشرع في الشيء: إذا تناوله، وشرعت في هذا الأمر شروعا إذا خضت فيه. ومنه أيضا الشرع بمعنى البيان والإظهار، نقول: شرعُ الله هو ما بيّنه الله تعالى وأظهره من أمر دينه مما سنه سبحانه وتعالى من الدين وأمر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة…، فجعله طريقا ومذهبا يُنفذ منه إليه عز وجل، ومنه المشرعة والشريعة والشرع والدين والملّة، وكلها بمعنى واحد[1].

  • ·       في القرآن الكريم:

ورد لفظ الشريعة في القرآن الكريم مرادفا للفظ الشرع، ومعناهما: الطريق الإلهي الواضح، وهذا المعنى يشمل أمرين: الأول؛ أصول التوحيد التي تتساوى فيها تعاليم الأنبياء، وهو المراد بقول الله عز وجل: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه[2]، والثاني؛ ما فرضه الله تعالى وشرعه لكل نبي من الأنبياء على حدة وميزه به عن الأنبياء والرسل الآخرين، وهو معنى قول الله تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا﴾[3]، وكذا قوله سبحانه في شأن نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها﴾[4].

 

  • ·       في الحديث: 

أما في الحديث فقد ورد هذا اللفظ بثلاثة معان هي:

1-    الشروع في الشيء، ومنه ما روي عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها أخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنها، أنهما شرعا جميعا وهما جنب في إناء واحد[5]. 

2-    تصرف الإنسان فيما يملكه؛ ومن ذلك ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رجلا من الأنصار أعطى أمه حديقة من نخل في حياتها، فماتت فجاء إخوته فقالوا: «نحن فيه شرع سواء، فأبى فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقسمها بينهم ميراثا»[6].

3-    المعنى القرآني في أحد شقيه؛ وهو ما شرعه الله تعالى وفرضه لنبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنه قوله عليه الصلاة السلام: «لا تزال الأمة على الشريعة ما لم يظهر فيهم الصقارون، قالوا: وما الصقارون يا رسول الله؟  قال: بشريون في آخر الزمان تحيتهم بينهم التلاعن»[7].

 

 


[1] – كتاب العين، لأبي عبد الرحمن الخليل أحمد الفراهيدي (100-175هـ) تحقيق الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي، دار الرشيد للنشر، الجمهورية العراقية، ج 1 ص 221. مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت395هـ)، مراجعة وتعليق أنس محمد الشامي، دار الحديث ـ القاهرة، ص: 475 ـ 476، مادة “شرع”. لسان العرب، ج 8 ص 175 إلى 178، مادة “شرع”.

[2] – الشورى، الآية 13.

[3] – المائدة، الآية 48.

[4] – الجاثية، الآية 18.

[5] -أخرجه أحمد في مسنده برقم (23639).

[6] – أخرجه أحمد في مسنده برقم (13785).

[7] – أخرجه أحمد في مسنده برقم (15321)، مسند سهل بن سعد الساعدي،من حديث معاذ بن أنس.والحاكم في المستدرك من حديث معاذ بن أنس،رقم،رقم:8371.واللفظ لأحمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق