“الرحلة الدرعية الكبرى”استنطاق للذخائر التراثية والتاريخية بدرعة
الباحث المهدي بن علي الصالحي يؤرخ لتراث درعة وأعلامها ومواقعها التاريخية
صدر مؤخرا عن مطبعة "بيبلي سيد" بورزازات كتاب للرحالة الباحث المهدي بن علي الصالحي تحت عنوان "الرحلة الدرعية الكبرى" وهوعبارة عن ديوان يؤرخ من خلاله المؤلف لتراث منطقة درعة وأعلامها ومواقعها التاريخية، إضافة إلى التعريف بالقبائل التي استوطنت المنطقة مع التذكير بأصولها.
وقد اعتمد المؤلف في جمع المعلومات المضمنة بين دفتي هذا الكتاب ،الذي يقع في 324 صفحة من القطع المتوسط ، التنقل بين الدواوير والقرى والسهول والجبال الممتدة على طول وعرض منطقة المغرب الشرقي، مما مكنه من التقاط أدق التفاصيل حول القبائل والتجمعات السكنية، والهجرات البشرية التي عرفتها المنطقة ودواعيها سواء المرتبطة منها بعوامل اقتصادية، أو المتصلة بظروف طلب العلم أومقاومة الاستعمار أوغيرها من الدوافع الأخرى.
وقد لجأ الباحث المهدي الصالحي المزداد سنة 1944 بقصبة تمنوكالت جماعة مزكيطة( إقليم زاكورة)إلى تقسيم كتابه إلى خمسة فصول خصص الأول منها لتناول التاريخ والتراث الدرعي بمختلف تفرعاته في جماعات محاميد الغزلان، وتاكونيت، و لكتاوة، وفزواطة، وتامكروت معقل الزاوية الناصرية، حيث تتواجد كل هذه الجماعات في المجال الترابي التابع لإقليم زاكورة حسب التقسيم الإدراي المعتمد في الوقت الراهن.
واستنطق الكاتب في الفصل الثاني من مؤلفه الذخائر التراثية والتاريخية لجماعات الروحا، وبني زولي، وباشوية زاكورة، وترناتة، ولبليدة، وبوزروال وتينزولين، وأغلان الباشا- بني زولي، وبني زولي- أيت الفقيه.
بينما تناول في الفصل الثالث جماعات أولاد يحيى لكراير ، وتفتشنا، وتمزموط، وأفرا، ومزكيطة، وتامتسيف، وبلدية أكدز، وأفلاندرا، ودوار الحد، وتاركة نلمان، وقصبة تامنوكالت، وأيت سمكان- تاسلا، وأكدز المركز، وإناساي.
وتطرق الرحالة المهدي بن علي الصالحي في الفصل الرابع من كتابه لعدد من الجماعات التابعة إداريا لقيادتي النقوب وتازارين وهي جماعات تغبالت ، وتازارين، وايت بوداود، وأيت والال، والنقوب، وأغرور، وشايلال، وأيت اسفول تاغبالت، وأيت واعزيق النقوش الصخرية.
أما الفصل الخامس والأخير من هذا المؤلف فقد خصصه الكاتب لإدراج مجموعة من الملحقات التي يتحدث في البعض منها عن رحلاته المتعددة إلى كل من أوكايمدن الأطلس الكبير، و" الرحلة الثلاثية إلى صحرائنا المغربية العزيزة"، و"رحلة الايام العاشرة إلى طاطا وطنطان الحاضرة".
ويتضمن كتاب" الرحلة الدرعية الكبرى" علاوة عما سبقت الإشارة إليه عددا من الصور الناذرة والحديثة للمعالم والمواقع التاريخية في منطقة درعة من مساجد، وزوايا، وقصور، وأضرحة، وأبراج، وصوامع ، وأطلال أثرية، وأقواس، وشخصيات علمية.
للإشارة فإن عصارة الأبحاث والرحالات التي قام بها الرحالة الباحث المهدي بن علي الصالحي، والتي ابتدأها منذ سنة 1968، أثمرت لحد الآن ثلاثة كتب أضافت قيمة نوعية للمكتبة المغربية في مجال التوثيق التاريخي وهي إلى جانب "الرحلة الدرعية الكبرى"، كتاب" أعلام درعة "الصادر سنة 1973، وكتاب" رحلة السنوت إلى تيديلي و وادي تفنوت" الصادر سنة 1995.
ويعكف الكاتب في الوقت الراهن على إتمام مؤلف رابع في ثلاثة أجزاء يحمل عنوان "الرحلة الورزازية الكبرى".
(عن و.م.ع)