الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

الرابطة المحمدية للعلماء تؤسس مركز ابن البناء المراكشي

عند اختتام أشغال الندوة العلمية الدولية حول تاريخ العلوم في الإسلام

اختتمت يوم الجمعة 11 ربيع الأول 1431 هـ الموافق لـ 26 فبراير 2010 بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، أشغال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: “تاريخ العلوم في الإسلام” طيلة أيام 24-25-26 فبراير 2010.

وفي ختام هذه الندوة العلمية التي شرفت الرابطة المحمدية بتنظيمها، وباستضافة باحثين متميزين ومختصين مدققين في مجال تاريخ العلوم، أعلن الدكتور أحمد عبادي عن تأسيس مركز ابن البناء المراكشي للدراسات والبحوث حول تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية، يَرعى البحوث والدراسات في هذا المجال، ويعرّف بالإسهامات العربية الإسلامية فيه… وأسندت رئاسته للدكتور إدريس نغش الجابري.

ويمكن أن نجمل أهم الخلاصات التي توصلت الندوة إليها في الأمور التالية:

1-تبين الكيفية التي تعامل بها المؤرخون مع الإسهام العلمي العربي والعناصر المميزة للعلم العربي في المرحلة الكلاسيكية أن البحث في تاريخ العلوم العربية يجدد مجال تاريخ العلوم بصفة عامة.  وتمثل دراسة المخطوطات العلمية في روسيا التي ابتدأت منذ حوالي 60 عاماً وترجمة مخطوطات عربية نادرة محفوظة في مكتباتها أهمية خاصة، لذا ينبغي التعريف بها، سيما وأنها مجهولة عند القارئ العربي.

2ـ إن الغرض من دراسة لإسهامات العلماء المسلمين في الحضارة افسلامية ينبغي أن يثير الكيفية التي تمكننا من استثمار البعد الثقافي والفكري لأعمالهم لبناء الفكر الإسلامي المعاصر على أسس قويمة. خاصة وأن هذه الإسهامات استوعبت علوم الأوائل، كما يلاحظ عند المترجمين الكبار كحنين بن إسحاق وغيره، وكما يدل عليه نقل كتاب أبولونيوس في الخروطات وتأثيره في العلم الرياضي، وكما يثبته اللقاء الأول بين اللغة العربية والمصطلح الطبي الإغريقي. ولكن هذه الإسهامات التي ستفادت من غيرها قد أثرت على ما يسميه البعض بالثورة العلمية الأوروبية التي كانت امتدادا لتلك الإسهامات في فروع علمية مختلفة، ويؤكد ذلك مجهود المسلمين في المجال الطبي، كالكندي وابن هندو.

3ـ لقد تنوع الإسهام العلمي للمسلمين، فشمل كل المجالات الرياضية والفلكية والفيزيائية والطبية والكيميائية، وتدل الآثار التقنية التي خلفها المسلمون والتي تعيد بعض المؤسسات والمتاحف تصنيعها على الأهمية النوعية لتلك الإسهامات.

4ـ إن اللغة العربية التي كانت لغة أناس غلبت عليهم البداوة، وكان أسمى تعبيراتها في الشعر والخطابة والحكم والأمثال، قد تطورت لتستوعب المصطلحات العلمية، فبعد ترجمة العلوم وكتب الفلسفة من السريانية واليونانية والفارسية والسنسكريتية، ظهرت اللغة العلمية، بمصطلحاتها، وأساليبها ومميزاتها، وأظهرت حيوية ومرونة وسرعة في استجابتها للتحديات، وأصبحت وتؤكد دراسة بعض المفاهيم العلمية، كمفهوم الاعتبار والشكوك وغيرهما، أن المفاهيم العلمية كانت من النضج بعيث تعبر عن طبيعة العقلية المنهجية الإسلامية.

5ـ كان التكامل بين المعارف من أبرز خصائص هذه العقلية العلمية، كما يدل على ذلك اشتغال أكثر الفقهاء كالقرافي بمسائل علمية دقيقة كالبصريات، أو انخراط الفلاسفة والعلماء في نقاشات كونية كالتي تضمنها حوار الغزالي وابن رشد، وصاحبت الانشغالات الفكرية والمعرفية الدقيقة قضايا عملية، حيث لم تكن المؤسسات العلمية في الإسلام من مدارس ومراكز فضلا عن مؤسسة الوقف والحسبة وغيرهما عائقا أمام البحث العلمي، بل واكبت الحركة العلمية في العالم الإسلامي، وتركت تأثيرا بينا في هذه الحركة.

وككل عمل علمي يرمي إلى التفعيل بعد التنظير، فإن الندوة تخرج بالتوصيات الآتية:

–    تكوين جمعية دولية للمهتمين بتاريخ العلوم في الإسلام، من خلال الرابطة المحمدية للعلماء.
–    إنشاء بنك للمعلومات والوثائق المتعلقة بتاريخ العلوم الإسلامية لتسهيل وصول المعلومة إلى أهل الاختصاص.
–    إدراج مادة “تاريخ العلوم” ضمن المناهج الدراسية التعليمية.
–    تكريم بعض الشخصيات العلمية الكبيرة التي خدمت البحث العلمي في تاريخ العلوم العربية الإسلامية.
–    ترجمة أعمال الباحثين في تاريخ العلوم باللغات العربية والإنجليزية وغيرهما، تحت إشراف متخصصين في الميدان.
–    توسيع مجال البحث الإبستمولوجي والتاريخي في العلوم الإسلامية ليشمل كل العلوم بما في ذلك العلوم النقلية.
–    التعريف بالتراث العلمي للغرب الإسلامي ودراسته، وذلك بالتوازي مع الجهود المبذولة في سبيل إحياء التراث المشرقي ودراسته.
–    العمل على إنجاز المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية، بالتنسيق مع الجهات المختصة في المعجمة والمصطلحية.
–    جعل هذه الندوة عن تاريخ العلوم تقليدا سنويا في إطار إستراتيجية طويلة المدى محددة المراحل ومدققة الفروع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق