الرابطة المحمدية للعلماء

الخط العربي فن راق يختزن كل إمكانيات التطور والتجديد

أكد المشاركون في يوم دراسي حول الخط العربي أن هذا الخط الذي يعد أول أبجدية رمزت إلى الأصوات وجسدتها بأشكال معلومة، يتميز بقدرته الهائلة على مسايرة التطور الذي أملته تكنولوجيات الاتصال الحديثة.

وأوضح المتدخلون في هذا اليوم الدراسي الذي نظمته مؤخرا جامعة محمد الخامس السويسي ومعهد الدراسات والأبحاث للتعريب بمناسبة يوم الاحتفاء بالخط العربي أن الخط العربي، فضلا عن قيمته الوظيفية، ينطوي على قيم مختلفة تتنوع بين الجمالية والتجريد والغنى والتنوع والانسجام.

وقال نائب رئيس الجامعة السيد حسن أبو عبد المجيد، في كلمة افتتاح هذا اليوم الدراسي المخلد للذكرى الخمسين لتأسيس معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، إن الخط العربي هو الفن الجميل للكتابة العربية التي ساعدت بنيتها وما تتمتع به من مرونة وطواعية على ارتقاء الخط العربي إلى فن إبداعي يتميز بقدرته على مسايرة التطور والتجديد.

وأضاف أن الخط العربي يشد الناظر لما يتمتع به من جمالية خاصة وتجريد متميز، وكلها ميزات عرفها في طور مبكر وبصورة راقية مما جعل له مكانة خاصة بين الفنون التشكيلية.

من جانبه، اعتبر مدير معهد الدراسات للتعريب السيد محمد بن موسى أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المعهد يقتضي وقفة علمية تأملية في موضوع الخط العربي لتفحص جوانبه اللغوية والفنية والجمالية واستشراف إمكاناته المستقبلية بوصفه أداة لنشر المعرفة في زمن العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة.

وفي مداخلة حول “جمالية الخط العربي” أبرز السيد محمد المغراوي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن الخطاط المعاصر يقدم فنا خطيا أكثر إتقانا وأعمق حضورا، وذلك بفضل التطويرات الكثيرة التي أدخلت على الحرف واللوحة على حد سواء.

وأضاف السيد مغراوي أنه رغم التطور الكبير الذي حصل للحرف العربي في الفن التشكيلي فإنه لم يزل يملك سحره داخل الكلمة والجملة ولم يزل يغري الكثير من الفنانين والخطاطين بالعمل من داخله للوصول إلى لمحات فنية تمتع المشاهد وتغني رؤيته البصرية.

وأشار إلى أن الحروف العربية تتميز بقيمة جمالية عالية يعبر عنها أساس التناسق الهندسي بين الحروف المختلفة في كل خط، فضلا عن تناغمها وانسجامها التشكيلي الذي يزنه الخطاط بميزان فني مرهف يرتبط بالهوية الهندسية للحرف العربي، معتبرا أنه لا يمكن لأي خطاط مبدع إلا أن يترك لمساته التعبيرية وروحه الفنية على الحروف التي يخطها.

وتضمن برنامج اليوم الدراسي جلسات ناقشت محاور تهم على الخصوص “جمالية الخط العربي” و”الخط المغربي بين التقليد والتقعيد” و”الحرف العربي بين التطوير والتطويع” و”القواعد العامة وكيفية توظيف المفاهيم”، فضلا عن تنظيم معرض للوحات الخطاط المغربي محمد بوخانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق