الرابطة المحمدية للعلماء

الحرف العربي والراحل غَزَال في احتفاء لجامعة محمد الخامس السويسي

في إطار فعاليات احتفاله بذكراه الخمسين ينظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، التابع لجامعة محمد الخامس السويسي، يوم 10 يناير 2012، يوما دراسيا من أجل الاحتفاء بالحرف العربي.

وعمل معهد الدراسات والأبحاث للتعريب منذ تأسيسه، على يد المرحوم الأخضر غزال، على العناية بالحرف العربي وبلورة مشاريع مهمة لتطويعه وتيسير تعليمه وإدماجه في المنظومة المعلوماتية، وكذا استثمار إمكاناته لصياغة ألف-باء صوتية دولية.

وحسب بيان صادر عن جامعة محمد الخامس السويسي، توصلت بوابة الرابطة بنسخة منه، فإن احتفال المعهد بذكراه الخمسين تقتضي منه وقفة علمية تأملية في هذا الموضوع لتفحص جوانبه اللغوية والفنية والجمالية، واستشراف إمكاناته المستقبلية بوصفه أداة لنشر المعرفة في زمن العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة.

ومن هذا المنطلق ستسعى هذه الوقفة العلمية، يقول المصدر نفسه، إلى إلقاء الضوء على المحاور التالية؛
–    نظرات في تاريخ الخط العربي؛ الخصائص التقنية للحرف العربي؛ دعاوى إصلاح الخط العربي وقابليته للتطويع والتطور؛
–    الحرف العربي وإشكالات التعليم والتعلم؛
–    الحرف العربي واندماجه في المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة؛
–    والخط العربي والرسم القرآني.

ويشير الخبراء إلى أن الحرف العربي يملك من الخصائص الفنية ما لا يملكه حرف آخر، ولذلك بقي وفياً لتراثه ومرتبطاً بأرضه وثقافته وبالمفاهيم الحضارية التي ينتمي إليها.
كما أن الخط العربي يعد أول أبجدية رمزت إلى الأصوات وجسدتها بأشكال معلومة، وابتكرت وطورت رسوماً لأحرف هذه الأبجدية تتسم بالوضوح والتميز، فعُدَّت بذلك ابتكارا عربيا خالصا وجزء أصيلا من الثقافة العربية الإسلامية، وظفته أحسن توظيف عندما جعلته ميداناً لفن الرسم والتصوير، وميداناً لفن سيلبي الرغبة في التعبير الجمالي.

ولذلك فقد اعتُبر الحرف العربي على مر العصور رمزا حضاريا، ميز الأمة العربية الإسلامية، ونقش تاريخها برموز ذات دلالات ثقافية وجمالية وعلمية متميزة. كما اعتنى العلماء المسلمون به منذ القديم، وعملوا على تأهيله وتطويره وتفننوا في كتابته ورسمه. وخلال هذه الصيرورة التاريخية والحضارية خضع الحرف العربي عبر تاريخه الطويل لعمليات إصلاحية متعددة ومتواصلة. كما عرف إصلاحا في المضمون نتج عنه زيادة التنقيط والحركات لضبط اللغة العربية وتيسير اكتسابها وتعلمها وإصلاحا في الشكل، مما أدى إلى تقنين رسم الحرف العربي وتنسيق تركيبته وتوازنه الشكلي وضبطه، وهو ما يواصل المهتمون بهذا الحرف العربي العمل على تأهيله وتطويعه للطباعة وللتكنولوجيات الحديثة.

نورالدين اليزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق